ما هي عقيدة الولاء والبراء؟ ولمن تكون؟ أولا: لا يوجد في علم التوحيد وعلم الكلام والعلوم التي درست العقائد الإيمانية للمسلمين والفرق ما يسمي عقيدة الولاء والبراء.ثانيا: الولاء والبراء من الأعمال القلبية في الأساس, التي تكون من آثار عقيدة الإيمان, فإن المؤمن الذي آمن بالله ورسله وكتبه وملائكته واليوم الآخر والقدر خيره وشره, يثمر ذلك الإيمان في قلبه حبا وموالاة وميلا ونصرة لجميع المؤمنين بالحق, كما يثمر في قلبه براءة من العقائد والأفكار التي تناقض ما يؤمن به. ثالثا: المظهر السلوكي للولاء هو النصرة والتأييد, والمظهر السلوكي للبراء هو المعاداة وعدم التأييد, وتتجلي مظاهر الولاء والبراء عندما يقرر من يكفر بعقيدتك وإيمانك وهويتك أن يظلمك ويحارب وطنك, فإن الولاء يقتضي الوقوف بجوار وطنك وقومك وهويتك, والبراءة من العدو الذي يريد هدم هويتك وأمنك ووطنك. لذا, فإن الولاء والبراء لا بد أن يستحضر دائما في منظومة تعايش المسلم مع غيره, فعلي المسلم أن ينتمي للإسلام ويحافظ علي هويته الإسلامية من غير الإخلال بمبدأ التعايش السلمي بين الناس وهذا هو الولاء, والبراء هو أن يحافظ المسلم علي عدم التباس عقيدته بما قد يشوبها من الشبهات ونحوها دون الدخول في التكفير أو الاعتداء علي نفس معصومة. رابعا: عدم موالاة غير المسلمين من المواطنين وغيرهم ممن لا يكونون في حالة حرب مع المسلمين بمعني معاداة أشخاصهم وإيذائهم مخالف لصريح نصوص القرآن والسنة; فالمسلم مأمور بقول الحسني لكل الناس دون تفريق; قال تعالي: وقولوا للناس حسنا, البقرة:83], وقال تعالي: إن الله يأمر بالعدل والإحسان, النحل:90], كما أن الله لم ينهنا عن بر غير المسلمين ووصلهم وإهدائهم وقبول الهدية منهم وما إلي ذلك من أشكال البر بهم; قال تعالي: لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين, الممتحنة:8]. هل هناك حرمة في ترك الحذاء مقلوبا؟ ليس هناك حرمة في ترك الحذاء مقلوبا, لكنه خلاف الأفضل; لأن فيه نوعا من الإيذاء لمن يقع بصره عليه بسبب اشتماله غالبا علي ما يستقذره الإنسان, فلا يليق أن يكون أسفل الحذاء مواجها للإنسان الذي كرمه الله سبحانه وتعالي, وعلي ذلك تكون إعادة الحذاء إلي وضعه الصحيح مستحبة وشعبة من شعب الإيمان; لما في ذلك من إماطة الأذي عن الناس, واحترام الإنسان وتكريمه, وهي قيمة حضارية متفق عليها ينبغي مراعاتها, كما ينبغي مراعاة المظاهر الجمالية المباحة التي تدخل البهجة والسرور علي قلب الإنسان, وتلك قيمة حضارية أخري يمهد لها شيوع ثقافة إماطة الأذي واحترام الإنسان والحرص علي الطهارة والنظافة التي هي أصل تقوم عليه العبادة في الإسلام. روي الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم قال: الإيمان بضع وسبعون- أو بضع وستون- شعبة, فأفضلها قول لا إله إلا الله, وأدناها إماطة الأذي عن الطريق, والحياء شعبة من الإيمان. ما حكم الجماع قبل الغسل من الحيض؟ لا يحل وطء الحائض حتي تطهر بانقطاع الدم وتغتسل, فلا يباح وطؤها قبل الغسل; لأن الله تعالي شرط لحل الوطء شرطين: انقطاع الدم, والغسل; فقال تعالي: ويسألونك عن المحيض قل هو أذي فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتي يطهرن, البقرة:222] أي: ينقطع دمهن, فإذا تطهرن أي: اغتسلن بالماء, فأتوهن فجعل الإتيان متوقفا علي التطهر وهو الغسل. وقد صرح المالكية بأنه لا يكفي التيمم لعذر بعد انقطاع الدم في حل الوطء, فلا بد من الغسل حتي يحل وطؤها, وإنما يكفي التيمم لحل العبادات.