تشهد السوق السينمائية المصرية حاليا إيقاعا غير مألوف, يشوبه الحذر والترقب استعدادا لموسم الصيف المقبل, حيث يكتنف الغموض مصير العملية الانتاجية في ضوء انسحاب الشركات العربية الخليجية وتوقفها عن قبول أية أعمال سينمائية مصرية في الوقت الحالي.. وبالتالي سوف تغيب صراعات شركات الانتاج والتوزيع التي شاهدناها خلال المواسم العشر الأخيرة من عمر السينما المصرية ووجود عدد من الأفلام ذات الإنتاج الضخم وكانت تضم في صفوفها أهم النجوم سواء من الحرس القديم مثل عادل إمام ونور الشريف ويسرا وليلي علوي, أو نجوم الحرس الجديد هنيدي وسعد وحلمي والسقا وعز وكريم عبد العزيز... الموسم الجديد لن يشهد عملا لأي من هؤلاء..!! وربما الاعمال التليفزيونية أيضا حيث كشفت الأزمة الحالية سوء تخطيط كل شركات الانتاج وصناع السينما علي مدار السنوات الماضية وسقوط اقنعة الاهتمام بالصناعة والعمل علي اعادة تشكيل وجدان المشاهد وكل الرسائل الحميدة وباتت هزلا لا يستطيع مقاومة لدغة بسيطة لإمرة مال الخليج, وكأن صناعة السينما المصرية في عهد المنتجين الجدد إما غسيل أموال لهؤلاء أو سمسرة حيث غلب منطقها علي مفاهيم الصناعة نفسها. الموسم سوف يبدأ رسميا منتصف الشهر المقبل وينتهي ليلة رؤية هلال رمضان أي12 أسبوعا فقط, مع العلم بأن هناك500 قاعة عرض تحتاج إيرادات.. ومصروفات.. قرر محمد سعد إلغاء فكرة فيلمه السينمائي خماشر يوم التي كتبها نادر صلاح الدين بسبب المشاكل التي تواجه الإنتاج السينمائي حاليا بعد ثورة25 يناير, وهو الفيلم الذي تحمس وتعاقد عليه بالفعل وعلي توزيعه رغم عدم الانتهاء من السيناريو حتي الآن ولكن المشاكل المادية التي تواجه شركة الإنتاج أوقفت تسويقه في الخارج بسبب عدم وجود توزيع خارجي ويقصد به هنا الخليج العربي فقط وبالتالي ربما يغيب واحد من أهم فرسان شباك الإيرادات. وانتهي محمد هنيدي تقريبا من تصوير أحداث مسلسله ولا يبحث عن سيناريو لفيلم قادم حاليا..!! * أحمد السقا واحمد عز مأزقا مزدوجا بعد توقف فيلم المصلحة الذي يجمعهما في بطولة مشتركة بعد ان صورت مخرجته ساندرا نشأت اسبوعا واحدا فقط قبل قيام ثورة يناير وتأجيل استئناف تصويره لأجل غير مسمي بسبب توتر الاوضاع المالية لشركة الانتاج حسب تصريح مسئوليها, وهو الامر الذي يعود علي السقا وعز وغيابهما هذا الموسم, الي جانب تخوف جهة الانتاج من مصير الفيلم خلال موسم عرضه واحتمال تعرضه لحملات دعائية مضادة خاصة وان السقا يجسد دور رجل شرطة يلمع في مواجهته لصراع من تاجر مخدرات, ويري البعض ايضا ان السقا فقد قطاعا كبيرا من جماهيره خلال الثورة لما يتردد عن صداقته بنجلي الرئيس المخلوع وواقعة طرده من ميدان التحرير. * وفي سياق متصل يتخوف عز من الطرح مجددا في ظل ظروف غير مستقرة بعد أن خاض فيلمه الاخير365 يوم سعادة ظروف عرض شائكة لم تثمر عن قياس حقيقي لنجاح الفيلم, مما يدفعه لاعادة التفكير عدة مرات قبل خوض تجربة جديدة قديمة.. أما أحمد حلمي فقد انشغل بالسياسة وقياس المتغير الحادث في المجتمع المصري كفنان يتأثر ويؤثر وباتت انشطته الحالية في تثقيف وتشكيل وعي الجمهور في اللقاءات المباشرة من خلال عدة مبادرات, ولم يمنع ذلك من اعلان زوجته مني زكي من احتمال اشتراكهما قريبا في فيلم يجمعهما تدور احداثه عن الثورة.. علي الرغم من ان حلمي هو نجم الشباك الاوحد الذي بات ينتج لنفسه وبنفسه ديموقراطية سينمائية ولا يرتبط بمعايير الموزعين والمنتجين المصريين بعد ان اقتطع لنفسه قطاعا كبيرا من الجمهور لصالحه, ولا يعول كثيرا علي التوزيع الخارجي. ويواجه احمد عيد نفس مصير السقا وعز, بعد أن قام بتصوير يوم واحد فقط من فيلمه ياباني علي أبوه قبل قيام الثورة بيوم واحد فقط وتتقاعس شركة الانتاج حتي اليوم عن استئناف المخرج عبد العزيز حشاد تصوير باقي الاحداث خوفا من سوء التقدير في عمليات التوزيع الخارجي والداخلي ايضا مما يحملها خسائر كبيرة. نفس شركة الانتاج التي تتملك عدة فضائيات انتجت فيلما لم تحدد مصيره حتي الآن وهو فيلم يا أنا ياهو بطولة نضال الشافعي بدعوي إن الفترة الحالية تتطلب نوعية أفلام مختلفة عما كان يقدم قبل الثورة. * في نفس الوقت, أعلن عدد من المنتجين عن وجود أفلام جديدة رهن إشارة العرض لسد حاجة العرض..