يستعد الشرق الأوسط للمزيد من التحولات خلال العام الحالي مع التغييرات الهامة المحتملة في العديد من البلدان في أنحاء المنطقة. وذكرت صحيفة( كريستيان ساينس مونيتور) الأمريكية أنه علي الرغم من إعلان سوريا وحليفتها روسيا عن التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار مع الجماعات المتمردة فهناك القليل الذين يتنبأون بان الحرب الأهلية في سوريا قد انتهت, وتنتظر سوريا محادثات هامة في مدينة أستانة بكازاخستان والتي وافقت المعارضة السورية علي حضورها الا أن الحل السياسي تكرر فشله في سوريا, كما أن وجود تنظيم( داعش) الإرهابي في سوريا يفتح الباب للمزيد من المواجهات بين الحكومة السورية والقوات الروسية والإيرانية الموالية لها والتنظيم الارهابي علاوة علي المواجهات المحتملة مع تنظيم القاعدة والفصائل الموالية له. وفي العراق من المرجح أن تنتصر الحكومة العراقية في حربها ضد تنظيم داعش الارهابي في الموصل معقل التنظيم الإرهابي, علاوة علي محاولات الحكومة العراقية للتغلب علي الانقسامات الطائفية بين الشيعة والسنة والأكراد. وبالنسبة للقضية الفلسطينية فعلي الرغم من أن الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته باراك أوباما كان ينتهج سياسة ودية مع تل أبيب من حيث صفقات الأسلحة وتبادل المعلومات الاستخباراتية فان مواقفه من الاستيطان واعتباره عقبة في طريق السلام أثار استهجان تل أبيب واعتبرت موقف واشنطن خيانة خاصة بعد قرار مجلس الأمن التاريخي في23 ديسمبر الماضي عندما حجبت أمريكا حق الفيتو علي قرار يدين الاستيطان الإسرائيلي في الاراضي المحتلة ولكن تنصيب الرئيس الامريكي المنتخب دونالد ترامب يحمل معه وعودا بعلاقات دافئة مع اسرائيل خاصة وأنه وعد بنقل السفارة الامريكية من تل أبيب الي القدسالمحتلة وهو ما رفض القادة الامريكيون المتعاقبون القيام به لعقود مضت. وفي تركيا بعد عام مليء بالقمع في أعقاب محاولة الانقلاب الفاشلة ضد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تتوقع صحيفة( كريستيان ساينس مونيتور) ان تستمر الليرة التركية في السقوط واستمرار الهجمات العنيفة من قبل الاكراد وتنظيم داعش الإرهابي في تركيا, كما أن الحرب السورية خلفت نحو مليوني لاجيء سوري علي الأراضي التركية بينما يقترب مشروع أردوغان السياسي من جني ثماره لتركيز السلطات في يده. وبالنسبة لإيران فان الرئيس الامريكي المنتخب دونالد ترامب يصف الاتفاق النووي الايراني بأنه كارثي وليس من الواضح حتي الآن ان كان سيقوم بالغاء هذا الاتفاق الذي يحد من برنامج ايران النووي في مقابل تخفيف العقوبات عن طهران الا أن الاتفاق النووي الايراني يعد من البنود الملحة علي جدول أعمال ترامب, ويستعد الرئيس الايراني حسن روحاني لإعادة الترشح في مايو المقبل بينما يسلط المحافظون المتشددون داخل ايران الضوء علي تصويت الكونجرس الامريكي أخيرا بأغلبية ساحقة علي تمديد العقوبات علي ايران لمدة10 سنوات مؤكدين أن أمريكا أو( الشيطان الأكبر) كما يطلقون عليها لا يمكن الوثوق بها.