مواقف لا تنسي ونوادر وحكايات مثيرة ووقائع خارقة صاحبت بطولة كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم منذ انطلاقها خلال60 عاما.. حيث لم تغب القصص والنوادر عن الحدث القاري المرموق ومازالت عالقة بأذهان عشاق ومحبي الكرة الإفريقية بشكل ربما طغي علي المواجهات المهمة والحاسمة. 7 جنيهات مكافأة اللقب الأول المنتخب الوطني الأول لكرة القدم نجم شباك البطولة وصاحب كل شيء مشرف وقياسي ورائع في الكان يعتبر صاحب نصيب الأسد في نوادر بطولته المفضلة. ففي النسخة الأولي من البطولة بالسودان عام1957 كانت المكافأة التي أقرها اتحاد الكرة لكل لاعب في صفوف الفراعنة بعد الفوز باللقب علي حساب إثيوبيا في المباراة النهائية7 جنيهات فقط أقرها عبد العزيز عبد الله سالم رئيس اتحاد الكرة وقتها وأول رئيس للاتحاد الإفريقي. والطريف أن الوسائل الإعلامية القليلة جدا في مصر خلال هذا التوقيت لم تمنح اللقب أهمية كبيرة لدرجة أن بعض الصحف نشرت خبر الفوز بها في أعمدة الرأي فقط حيث قال كاتب في أحد الأعمدة: سعدت جدا بفوز منتخب القطر المصري بكأس إفريقيا.. أهنيء كل اللاعبين ثم نشر هذا الكاتب أسماء لاعبي الفريق مثل براسكوس حارس المرمي وحمدي عبد الفتاح وسيد الضيظوي ورأفت عطية وعلاء الحامولي ومحمد دياب العطار الديبة وعوض عبد الرحمن الذين لم يكن لديهم علم بان مكافآت فوز أسلافهم في المستقبل ستصل إلي ستة ملايين جنيه لكل لاعب كما حدث بعد انتزاع اللقب بأنجولا عام.2010 ممنوع الطاولة مراد فهمي المدير الفني للمنتخب الوطني في نسخة كأس الأمم الأفريقية عام1957 حذر اللاعبين من عواقب مخالفتهم لتعليماته والإصرار علي لعب الطاولة وتظاهر الفراعنة القدامي بانصياعهم لتحذير الجهاز الفني ولكن حمدي عبد الفتاح نجم الترسانة القديم اصطحب معه في السودان طاولة وأخفاها لتتحول غرفته إلي تجمع لزملائه للعب الطاولة بعد الاطمئنان إلي خلود أعضاء الجهاز الفني للنوم. القرود وجبة الفهود مازال قدامي العاملين بفندق سان ستيفانو الشهير والعريق بمنطقة محطة الرمل بالإسكندرية يتحاكمون بالواقعة التي حدثت في أروقة الفندق في عام1974 الذي شهد إقامة بطولة كأس الأمم الإفريقية بمصر. الفندق الشهير كان مقرا لإقامة أعضاء منتخب زائيرالكونغو الديموقراطية حاليا وعندما سأل العاملون بالفندق أعضاء المنتخب الضيف عن الموعد الذي يفضلونه لتناول وجباتهم جاء الرد الكونغولي: حضرنا بكميات جيدة من الأطعمة.. نريد فقط أن نطهوها في مطبخ الفندق ليوافق العاملون بسان ستيفانو. ولكن في المطبخ حدثت الفاجعة بعد أن فوجيء طهاة الفندق بإداريين من البعثة الكونغولية يحملون القردة المجمدة ويطلبون طبخها ليصاب الطهاة بالفزع ويفرون فزعا ويقف أعضاء المنتخب الكونغولي وعلي وجوههم الدهشة. القرود وجبة الفهود منتخب زامبيا حامل لقب بطولة عام2012 كتب ملحمة رائعة في نسخة البطولة رقم19 عام1994 بتونس ليقدم نموذجا للإصرار والعزيمة والانتماء للوطن بعد أن أصر أعضاء المنتخب الزامبي علي خوض البطولة لإحراز لقبها ليكون هدية إلي أرواح أعضاء الفريق الملقب بالتماسيح الذين لقوا حتفهم في مارس عام1993 في حادث الطائرة التي سقطت علي سواحل الجابون أثناء عودة الفريق من موريشيوس بعد الفوز علي منتخبها في بورت لويس1/3 في الجولة الأخيرة من تصفيات كأس العالم ليقوم كالوشا بواليا الأسطورة الزامبية ومهاجم الفريق وقتها بجولة في الدول الأوروبية التي يلعب لأنديتها لاعبون من زامبيا ونجح في تكوين منتخب قوي ضم العديد من اللاعبين مثل الراحل جيمس فيري وإليجا ليتانا وإيفان سكالا وكينيث ماليتولي ونجحوا في تجاوز المنافسين وهم كوت ديفوار وسيراليون والسنغال ومالي وبلغوا المباراة النهائية وخسروا أمام نيجيريا بهدفين لهدف بعد أن كانوا متقدمين بهدف لإليجا ليتانا. مصير الهدافين الكونغولي نداي مولامبا هداف بطولة كأس الأمم الإفريقية بمصر عام1974 برصيد تسعة أهداف والذي ما زال يحتفظ بلقب هداف البطولة الواحدة يعتبر الآن من أشهر وأغني رجال الأعمال في جنوب إفريقيا بعد أن ابتعد تماما عن مجال كرة القدم.. في المقابل كانت نهاية فيليب أوموندي مهاجم منتخب أوغندا ومارسيليا الفرنسي وشالكة وميونيخ1896 الألمانيين وهداف بطولة1978 مأساوية جدا بعد أن توفي نتيجة الفقر الشديد وعدم قدرته علي توفير الطعام.. كما انتقل الهداف النيجيري الخطير القدير رشيدي يقيني إلي رحاب الله منذ خمسة أعوام بعد إصابته بمرض خطير ذهب بعقله بجانب تردي حالته المعنوية نتيجة حالته المادية السيئة بالرغم من أنه قضي معظم حياته الكروية محترفا في كوت ديفوار والبرتغال واليونان. الزواج أهم الراحل حسن الشاذلي أسطورة المنتخب الوطني والترسانة في الستينيات والسبعينيات والمتربع علي عرش الهدافين المصريين حتي الآن كان له دور كبير في خسارة الفراعنة اللقب عام1974 بالقاهرة بعد أن اعتذر للألماني كرامر المدير الفني لمنتخبنا عن عدم استكماله البطولة لاتمام زواجه ليسمح له كرامر بمغادرة المعسكر بعد أن شارك ضمن صفوف المنتخب في مباراة كوت ديفوار التي انتهت بفوز الفراعنة بهدفين لهدف وسجل الشاذلي أحد هدفي الفراعنة. كارثة جزائرية المنتخب الجزائري الشقيق تأهل ولم يشارك في البطولة.. هذه الواقعة حدثت بالفعل في صيف عام1993 بعد أن انتزع الجزائريون بالفعل بطاقة التأهل إلي بطولة كأس الأمم الإفريقية بتونس في فبراير عام1994 وذلك بعد فوز محاربي الصحراء علي السنغال بأربعة أهداف دون رد علي ستاد5 يوليو في الجولة الأخيرة من التصفيات ولكن حدثت الكارثة بعد أن تسبب إداري الفريق الجزائري بخطأ ينم عن اللامبالاة في خروج منتخب بلاده بعد أن نسي تدوين إيقاف مراد فاروق مهاجم شبيبة القبائل ليدفع به الجهاز الفني للفريق في لقاء السنغال ليتقدم السنغاليون بقيادة المدرب الراحل جوليوس بوكاندي وباباسار بشكوي إلي الكاف الذي قرر استبعاد المنتخب الجزائري من البطولة وتصعيد السنغال بدلا منه. تاريخ المجنسين بالرغم من أن بطولة كأس الأمم الإفريقية تعتبر مغلقة علي لاعبي منتخبات القارة السمراء فقط إلا أن الحدث القاري لم يخل من وجود دولا من القارات الأخري من خلال حصلوا بعض لاعبينا جنسية الدول التي مثلوا منتخباتها. وصاحب السبق في عملية التجنيس كان اليوناني براسكوس حارس مرمي المنتخب الوطني ونادي القناة الذي حصل علي الجنسية المصرية من أجل أن يتمكن من المشاركة ضمن صفوف الفراعنة في النسخة الأولي من البطولة بالسودان عام.1957 وأسهم اللبناني عمر بن صالا في مسيرة منتخب كوت ديفوار في الكان بعد ظهوره القوي في نسخة البطولة من عام1984 بأبيدجان بجانب أنه كان أحد أعمدة كتيبة الأفيال المتوجة باللقب عام1992 بالسنغال. لعنة الأرض العديد من الوقائع ببطولة كأس الأمم الإفريقية كان أدت إلي أن تصبح المباراة الافتتاحية لعنة علي أصحاب الأرض بعد أن تسببت في صدمة جماهير الدول المنظمة للحدث القاري الكبير. المنتخب السوداني كان الضحية الأولي بعد أن خسر أمام المنتخب الوطني في أولي المواجهات في تاريخ البطولة علي الملعب البلدي بالخرطوم بهدفين لهدف وسجل للفراعنة رأفت عطية من ركلة جزاء أول هدف في تاريخ البطولة قبل أن يتعادل البشير للسودان وقبل النهاية بربع ساعة أضاف الخطير محمد دياب العطار الديبة هدف الفوز للمنتخب الوطني. وفي يوم الجمعة7 مارس من عام1986 احتشد أكثر من مائة ألف في ستاد القاهرة لرؤية معشوقهم المنتخب الوطني وهوة يجهز علي نظيره السنغالي في افتتاح نسخة البطولة رقم15 وتقدم الحاضرين الدكتور علي لطفي رئيس مجلس الوزراء وقتها والدكتور عبد الأحد جمال الدين رئيس المجلس الأعلي للشباب والرياضة وحشد من الشخصيات السياسية ونجوم الوسط الفني ولكن حدثت الفاجعة بعد أن فوجيء الملايين بفوز المنتخب السنغالي بهدف لتشيرنو يوم بعد أن لعب كرة برأسه حاول محمد عمر مدافع الفراعنة إخراج الكرة ليغير مسارها وتسكن علي يسار الراحل ثابت البطل. وفي عام1992 حاول المنتخب السنغالي فريق الدولة المضيفة لنسخة البطولة رقم18 الهروب من لعنة الأرض في المواجهات الافتتاحية واختار أن يستهل لقاءاته بمواجهة نيجيريا عقب مباراة الكاميرون والمغرب ولكن الحذر لايمنع القدر فبعد انتهاء مباراة الكاميرون والمغرب لقي المنتخب السنغالي هزيمة قاسية أمام نيجيريا في مستهل مشواره بالبطولة بهدفين لهدف وبادر نسور نيجيريا بالتسجيل لسامسون سياسيا وتعادل القدير الرحل جوليوس بوكاندي للسنغال وفي الدقائق الأخيرة من الشوط الثاني أضاف ستيفان كيشي قلب دفاع ستراسبورج الفرنسي هدف الفوز للفريق الضيف.