في هذه الأيام التي تختبر فيها البطولة رجولة الرجال وتمتحن فيها الإرادات في معركتنا ضد الإرهاب, وتحقيق الازدهار الاقتصادي هما معركتا المصير لشعبنا العظيم. نكتب بمداد من الفخر سيرة ناصعة للشباب والرجال من أبناء بلادنا المجيدة. في المعركتين لابد أن تتحول الكلمات كل الكلمات, والكتب كل الكتب, والأقلام كل الأقلام الي بعث طاقات شعبنا الهائلة في العمل المنظم الواعي للانتصار فيهما لانهما معركتا المصير لمستقبل شعبنا. ان كل شيء في بلادنا ينبغي أن يتحول الي أدوات فعالة في المواجهة, ولا ريب ان كل المواطنين من الشباب والرجال والنساء والشيوخ, يدركون الأهمية القصوي لضرورة احراز النصر المؤكد. ذلك لأنهم يعلمون جلال النتائج التي سوف تترتب علي تحقيق انتصارنا, ولا شك أن من بين تلك النتائج, حماية سيادتنا وحريتنا, وضمان تحقيق استقرار وازدهار شعبنا وصيانة تلك القلعة الشامخة قلعة العرب والازدهار الوطني وسيادة التوزيع العادل للثروة والعدالة الاجتماعية بالنسبة لطوائف الشعب المصري وحرية قراره وعدم ارتهانه للخارج, تلك القلعة التي شادها شعبنا العظيم- بحماية قواتنا المسلحة الباسلة جيش الشعب وسنده- والتي امتدت أضواء منارتها العالية علي نطاق القارتين. ان تلك المعركتين هي للحفاظ علي كرامة المواطن ولمكاسب الشعب بعد ثورة30 يونيو المجيدة ودفاعا عن رسالة الحرية وتأكيدا لبطولة وتضحيات شعبنا حين تمتحنه الملمات. من هنا كان لابد من التأكيد علي الدور التاريخي لقواتنا المسلحة فالي جانب المهمة الاقدس لها في الدفاع عن أرض مصر وسمائها ومياهها وتنفيذ دورها التاريخي في تحقيق المصالح والأهداف القومية وتلك المهمة في المحل الأول هي مهمة حضارية بالدرجة الأولي لأن الدفاع عن مصر هو دفاع عن شعبها ومواطنيها ونمط حياتهم وانجازاتهم ولهذا كان الاستعداد للمعاونة في التنمية الاقتصادية بفائض طاقات القوات المسلحة هو مهمة قومية لتحقيق الازدهار الاقتصادي في البلاد كإحدي الدول النامية علاوة علي ان المعاونة التي تقدمها للأجهزة المدنية في حالات الكوارث واعمال الدفاع المدني تعتبر من المهام الرئيسية لقواتنا المسلحة علي اعتبار أن المهمة الرئيسية تتأثر بالمتغيرات الداخلية ضمن ما تتأثر به من مؤثرات أخري. ان مشاركة القوات المسلحة في جهود الدولة للتنمية هو عامل رئيسي وهام يتوافق مع جهودها للدفاع عن أمن الوطن وذلك يسهم اسهاما فاعلا في تحقيق الاستقرار الداخلي بالتعاون مع اجهزة الأمن في مصر. وفي تجارب العديد من الدول رأينا كيف تستغل الدول قواتها المسلحة في جهود التنمية, سواء في المناطق النائية التي لم يصل اليها العمران او في مناطق تمركز الوحدات, او في الأعمال التي تمتنع فيها العناصر المدنية عن العمل فيها او في حالة الرغبة في استغلال طاقات القوات المسلحة وجهودها الملتزمة والانضباطية في العمل. ان قواتنا المسلحة تقوم بهذا كله وفاء لشعبها ووقوفا الي جواره كما عودته عبر التاريخ. وبدلا من الثناء علي هذا الدور البناء والمحوري, رأينا بعض الأقلام الشاذة والمرتهنة للخارج والمتواطئة مع التنظيم الإرهابي تشكك في عظمة واقتدار هذا الدور القومي المحمود. وحرص قواتنا المسلحة علي العمل والتطوير لمواجهة التحديات. ويتناسي المرجفون في المدينة, أن الدولة والقوات المسلحة جزء واحد, حيث إن الحفاظ علي الأمن القومي للدول أحد الاستراتيجيات التي تهم القوات المسلحة. تحية لقواتنا المسلحة مع مطلع كل شمس تشرق علي ارض وادينا المقدس. وسننتصر معها وبها رغم أنف الحاقدين.