الاتفاق الجديد بين روسيا وإيران وتركيا حول وقف إطلاق النار في سوريا هو تأكيد لمصلحة الدول الثلاث فموسكو وطهران تعتبران الاتفاق نقطة محورية واساسية في استراتيجيتهما بينما ينبع قلق أنقرة من خطورة قيام دولة للانفصاليين الأكراد وهو تهديد وجودي لها ومن ثم فعدم تقسيم سوريا ووحدة اراضيها يتصدر الاولويات التركية. وذكر موقع جلوبال ريسيرش ان الاتفاق لا يشكل جديدا للدول الثلاث ولكنه يؤكد علي مواقفهم المعروفة والمعلنة وعدم تصادمهم في مرحلة سيطرة نظام الرئيس بشار الاسد علي حلب. وأشار الموقع إلي ان مكافحة الارهاب يتصدر اهتمام وعمليات الدول الثلاث في سوريا مع ضرورة تعريف ماهو هذا الارهاب؟وماالمقصود به؟وضرورة تحديده بدقة حتي لايكون التعميم غامضا. فأنقرةوموسكو وطهران تتفقون مع الولاياتالمتحدة علي أن تنظيم داعش وجبهة النصرة من المنظمات الارهابية التي يجب قتالها لكن سوء الفهم والغموض ينبع من الدعم التركي السري لهذه التنظيمات وغيرها التي تشكل خطورة علي استقرار الاقليم وايرانوروسيا يدركان جيدا ويحاولان استكمال استراتيجتيهما لوقف وعرقلة هذا الدعم التركي. والعملية العسكرية التي تشنها القوات التركية في شمال سوريا يطلق عليها درع الفرات وتضم مسلحين من التنظيمات المتطرفة وما تعتبرهم موسكو وطهران جماعات إرهابية ومن ثم فالإرهاب الذي تصدر البيان الدبلوماسي للدول الثلاث من وجهة نظر تركيا لا يتضمن قتال جماعات مسلحة تدعمها ومن الصعب فهم تلك العلاقة التي تربط انقرة بتلك التنظيمات. وتضمن الهدف الثاني لاتفاق الدول الثلاث هو انهاء العمليات العدائية عبر الاراض السورية. وأوضح موقع جلوبال ريسيرش أن الاتفاق علي وقف اطلاق النار يبدو مثالا جديدا علي نماذج التعبير الدبلوماسي وبرز خلال المؤتمر الصحفي لاعلان الاتفاق بعض هذه الخلافات لكن لاتقدم طالما استمر دعم انقرة للنظيمات الارهابية في سوريا. وقال الموقع إن أموال قطر التي تستخدم بشكل واسع وكبير علي حد وصف الموقع- تدعم تمويل عمليات أنقرة أن تأثير الإخوان المسلمين بكراهيتهم العميقة غير المعلنة لحزب الله قد رفرفت علي اجتماعات الدول الثلاث وانه ليس من الواضح ان انقرة وطهران قادرتان علي التوصل لاتفاق حول هذه النقطة. وقال لافروف ان ايرانوروسيا وحزب الله وجهت الدعوة لهم من دمشق لدخول سوريا في المقابل فإن أنقرة عضو في التحالف الدولي بقيادة واشنطن وأن عملياتها تجري بدون تنسيق مع دمشق. وواصل وزير الخارجية التركي تصريحاته حول ضرورة استمرار العمليات العسكرية لقتال داعش فيما كشف وليد المعلم عن هدف أنقرة في البقاء في الأراضي السورية واحتلالها وقد دفعت المخاوف الروسية الايرانية حول عملية درع الفرات التركية في شمال سورياأنقرة لإعلان عزمها عدم البقاء في الاراضي السورية عقب انتهاء العمليات العسكرية.