الصلاة مكفرة للذنوب: قال الله جل وعلا( يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين) نعم الصلاة مكملة لطريق الصبر الذي بدأناه وهما سيعينان العبد ويساعداه علي طاعة الله, فالصلاة تنهي عن الفحشاء والمنكر, بل هي أفضل الأعمال علي الإطلاق بعد الشهادتين لأنها تغسل الذنوب والخطايا, وهي أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة, فإن صلحت صلح العمل كله وإن فسدت فسد العمل كله, ولذلك من يحافظ علي الصلاة تكون له نورا ونجاة يوم القيامة, فإذا أردتم أن تبتعدواا عن الذنوب والخطايا, واظبوا علي صلواتكم في أوقاتها, يقول عثمان بن عفان( رضي الله عنه) سمعت رسول الله, يقول( ما من امرئ مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم تؤت كبيرة, وذلك الدهر كله) مسلم, فإذا أردتم أن تساعدكم الصلاة للوصول للمولي عز وجل, فإذا سمعتم الأذان فاستحضروا في قلوبكم حول النداء يوم القيامة وسارعوا بالإجابة فإن المسارعين بالإجابة هم الذين ينادون باللطف يوم العرض الأكبر, ولأن الرحمات تتنزل عند الأذان من المولي سبحانه فادعوا الله عندها وأنتم موقنون بالإجابة, ثم قبل تكبيرة الاحرام والدخول في معية الله جددوا في أنفسكم موقف المناجاة وخطر المقام بين يدي الله يوم القيامة, فاخشعوا عندئذ وتذللوا فهو باب الدخول علي الله, فإذا كبر العبد تكبيرة الإحرام رفع الله الحجاب وواجهه بوجهه الكريم, فتقوم الملائكة يدعون ويستغفرون للعبد, فحصلت أيها العبد الضعيف عندها علي معية الله ودعاء الملائكة, ويالروعة ما حصلت عليه. ولقد علمنا المصطفي, أن الصلاة راحة للقلب فكان يقول( أرحنا بها يا بلال), فإذا أردت أن تقترب من الله فاعلم أن السجود بخشوع يجعلك ترتقي وترتفع وستكون أقرب ما تكون منه سبحانه فقد قال( واسجد واقترب), ولتعلم أيها العبد المؤمن إنما تكون مكاشفة كل مصل في سجوده علي قدر خشوعه وقربه من الله, بل إن صلاتك هذه ستكون مكفرة لذنوبك إذا صليتها بحضور قلب وتذلل, ولقد قال النبي,( الصلاة إلي الصلاة مكفرة لما بينهما ما اجتنبت الكبائر) وليس ذلك فقط بل إن مفتاح الجنة هو الصلاة, لكن كيف يا تري ستحصل علي المفتاح الصحيح الذي سيفتح لك باب الجنة؟ احفظ صلاتك وأتم قيامها وركوعها وسجودها فالله سبحانه قال( وأقيموا الصلاة) ولم يقل أدوا الصلاة, ولتعلم أن الصلاة تدعو لك إذا حفظتها وتقول( حفظك الله كما حفظتني) لأنه أيها العبد الغافل لا تقبل صلاة إلا بحضور القلب وبما يعقله الانسان منها, وتعظيمك لله وأنت بين يديه هو الذي سيدخلك عليه سبحانه داعية بوزارة الأوقاف