لم يحافظ أحمد علي سمعة عائلته وظل والده الموظف بالمعاش يقدم له النصح والإرشاد بعد أن تخرج في التعليم الفني بألا يصاحب أصدقاء السوء وبالبحث عن عمل لكي يستقل بذاته ويجهز لعش الزوجية. بحث أحمد عن فرصة عمل تتناسب مع قدراته ووجدها لدي صاحب شركة استثمارية رحب به عقب اجتيازه الاختبار الشخصي في حسن السير والسلوك واطمأن إليه, ووصل الأمر به لتكليفه بالذهاب للبنوك لإيداع الأموال بالعملات الأجنبية والمحلية, وصارت الأمور عادية للغاية يحصل أحمد علي راتبه الذي أصبح يكفي مصروفاته الشخصية ويستقطع جزءا منه لادخاره وفجأة راوده حلم الثراء وأن يبحث عن مصلحة تدر عليه ربحا ماديا ثابتا وفكر في دخول عالم تجارة الملابس الجاهزة المستوردة من الخارج بعد أن جلس مع بعض المقربين إليه الذين يعملون في المجال وانتعشت أحوالهم المالية للأفضل في غضون فترة قصيرة وأخبروه بضرورة أن يبحث عن مصدر يمنحه قرضا بالدولار لكي يأخذوا بيده ويساعدوه ويكون برفقتهم في تجارتهم الرابحة التي تجد إقبالا في الأسواق المحلية وأثناء التفكير العميق في كيفية تدبير المال لتحقيق غايته... استدعاه صاحب الشركة الاستثمارية وسلمه مبلغا كبيرا بالعملات الأجنبية الدولار لإيداعه في حسابه بأحد البنوك فلعب الشيطان في رأسه وأغواه بالهرب, وأغلق هاتفه المحمول ونظرا لخطورة الواقعة طالبت مصلحة الأمن العام بوزارة الداخلية بسرعة ضبطه وتمكن رجال مباحث الإسماعيلية من الوصول إلي مكان اختبائه وتبين وجوده بالإسكندرية وتم ضبطه وتحرر المحضر اللازم له وتولت النيابة العامة التحقيق. وكان اللواء عصام سعد مدير أمن الإسماعيلية قد عقد اجتماعا مع اللواء إبراهيم سلامة مدير إدارة البحث الجنائي لبحث المعلومات الواردة لهما بشأن ملاحقة الموظفين الذين يختلسون أموالا من عهدتهم سواء بالقطاع الحكومي أو الخاص ويهربون بها لجهات غير معلومة. تم تشكيل فريق بحث بإشراف العميد محمد عربان رئيس مباحث الإسماعيلية ضم العقيد إبراهيم النجار مفتش المباحث الجنائية والمقدم إيهاب صالح رئيس مباحث أول ومعاونيه النقباء محمد أسامة وعصام شاهين ومحمود مجدي وياسين مخيمر ودلت تحرياتهم علي أن المدعو أحمد يعمل في شركة استثمار قطاع خاص صاحبها يعطف عليه منذ أن التحق بالوظيفة لديه. وأشارت التحريات إلي أن الشاب أحمد يفكر في زيادة دخله المادي بالاتجار في الملابس الجاهزة المستوردة من الخارج والتي تحتاج لجلبها ضرورة توفير العملات الصعبة لشرائها وأثناء عملية البحث عن المال استدعاه صاحب الشركة وطالبه بوضع مبلغ30 ألف دولار في أحد البنوك وبعد تسلمها مباشرة وقبل أن يتوجه لإيداعها وجد قدميه تقودانه لموقف الأتوبيسات المتجهة للإسكندرية وركب أحدها وقام بتدبير مسكن هناك تمهيدا للتواصل مع بعض المقربين إليه لكي يفوا بالوعد الذي قطعوه علي أنفسهم بدعمه للعمل في تجارة الملابس الجاهزة وبعرض التحريات علي النيابة تم استصدار إذن لضبط المتهم واتجه ضباط المباحث في مأمورية عاجلة للإسكندرية وتم ضبطه وبعرضه علي محمد أبو دنيا مدير نيابة أول أمر بحبسه أربعة أيام علي ذمة التحقيق.