طرابلس وكالات الأنباء: في الوقت الذي تبحث فيه الإدارة الأمريكية عن دول تقبل باستضافة العقيد الليبي معمر القذافي ضمن صفقة لإنهاء الحرب الدائرة في ليبيا منذ19 مارس الماضي, تواصلت أمس معارك الكر والفر بين ثوار ليبيا, وكتائب القذافي في أجدابيا والبريقة.. كما قصف حلف شمال الأطلنطي( الناتو) طرابلس, وسرت. وقال التليفزيون الليبي إن قوات حلف شمال الأطلنطي قصفت منطقة جنوب غربي العاصمة طرابلس أمس. وفي وقت لاحق قال التليفزيون ان الحلف قصف أيضا مدينة سرت شرقي طرابلس. ونقلت قناة الجماهيرية عن متحدث عسكري قوله إن القصف استهدف منطقة الحيرة علي بعد50 كيلومترا جنوب غربي طرابلس والتي كان الحلف قصفها من قبل. وقال تقرير التليفزيون إن القصف استهدف أيضا سرت التي تقع علي بعد450 كيلومترا الي الشرق من طرابلس. وأكد شهود إن قوات القذافي أطلقت صواريخ أمس علي معارضين ليبيين مرابطين علي الحافة الغربية لبلدة اجدابيا مما دفع بعض السكان للفرار من تلك البلدة الشرقية الاستراتيجية. وسمع مراسل لرويتر دوي انفجارات ونيران مدافع آلية بالقرب من اجدابيا وهي البوابة الغربية للشرق الواقع تحت سيطرة المعارضة المسلحة والتي تبادل الطرفان السيطرة عليها مرارا في معارك كر وفر مستمرة منذ اسابيع. وقال شاهد عيان إنه رأي ما يزيد علي عشرة صواريخ تسقط عند البوابة الغربية للبلدة. وأيدت المعارضة المسلحة روايته. وقال وسيم العجوري(25 عاما) وهو من المتطوعين مع المعارضة عند البوابة الشرقية لاجدابيا' ما زال هناك بعض المعارضين عند البوابة الغربية ولكن الوضع ليس جيدا.' وأكد حكيم خليفة وهو مقاتل اخر في صفوف المعارضة المسلحة إن هناك إطلاقا كثيفا للصورايخ عند البوابة الغربية وأضاف أن بعض اعضاء المعارضة المسلحة تقهقروا. وتدفق عشرات من المقاتلين إلي جانب سيارات مدنية تقل رجالا ونساء واطفالا شرقا من المدينة عبر الطريق الساحلي باتجاه مدينة بنغازي معقل المعارضة المسلحة. وهبت عاصفة رملية قوية خلال الصباح فانعدمت الرؤية عبر الصحراء المسطحة الشاسعة. وقال بعض افراد المعارضة المسلحة إنهم يزرعون الغاما مضادة للدبابات بالقرب من البوابة الشرقية لاجدابيا. وأخفقت معارك متقطعة استمرت لايام علي الطريق الواقع إلي الغرب من بلدة البريقة المنتجة للنفط في كسر جمود في القتال. وقال مسئولون من المعارضة المسلحة أول أمس إن مجموعة من اكثر جنودهم خبرة يشتبكون مع قوات القذافي علي حافة البريقة لكن يصعب التحقق من صحة ذلك. ومن الصعب تحديد موقع لخط الجبهة بسبب اسلوب الكر والفر في القتال والقصف بعيد المدي وميل اتباع القذافي المتزايد نحو تنفيذ مناورات تطويق ونصب اكمنة لمقاتلي المعارضة الاقل خبرة علي الطريق الساحلي. علي الصعيد السياسي, أفادت صحيفة' نيويورك تايمز' بأن الإدارة الأمريكية بدأت عملية بحث مكثفة لإيجاد دولة تقبل باستضافة القذافي. وقال ثلاثة مسئولين في إدارة الرئيس الامريكي باراك أوباما إنهم يحاولون إيجاد بلد لم يصادق علي معاهدة روما, التي ترغم الحكومات المنضمة إليها علي تسليم أي شخص تدينه المحكمة الجنائية الدولية, من أجل إقناعه باستضافة القذافي. وقد استبعد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أمس الأحد إرسال قوات برية إلي ليبيا قائلا إن من المهم التمسك بتفويض الأممالمتحدة وعدم اتخاذ إجراء من شأنه إثارة استياء العالم العربي.