آسف يا أمي الحبيبة تأخرت عن وداعك.. بعد رحيلك يوم 24 أغسطس عام2002 والذي كنت أودعك كل عام عن رحيلك.. وأذكر في وداعك رحلتي الفنية.. لأمي الحبيبة التي لا يمكن أن أنساها.. ولا يمكن للفن السينمائي والمسرحي والإذاعي.. والتليفزيوني أن ينساها.. وأبدا لن أنسي أيام التقيت بها لأول مرة في مشواري السينما.. وكان لقائي في مسلسل كنا نصوره في أيام حركة السفر إلي الأردن وسوريا والعراق والمغرب وتونس ولبنان واليونان وفرنسا كثير من دول العالم الأوروبي والعربي نصور فيها أفلاما ومسلسلات.. بنجوم السينما وكل فروع الفن ونجومها ونجماتها.. وكنا نعيش في قلوب العالم العربي الذي كان يعيش معنا بحب صادق خالص الوفاء وحتي الآن!! خالص الوفاء.. وحتي الآن!! أبدا لن أنساها.. وأنا أقدم معها مسلسلا اسمه أمي الحبيبية وكانت هي تقوم بدور أمي الحبيبة كان لقائي بها هو رحلة عمر لا أنساها مع النجمة التي وهبت حياتها للفن.. وظلت تعيش للفن طوال رحلتها الفنية التي وصلت إلي أكثر من 70 عاما.. ولم تبتعد عن حب حياتها للفن حتي آخر لحظات حياتها.. وهي علي كرسي متحرك.. ويتم توصيلها إلي مكان تصوير مشاهدها في أواخر أعمالها.. والغريب أنها لحظة دوران الكاميرات كانت تنطلق بنشاط المعجزة الإلهية.. لتمثل بكل الإبداع واليقظة وتبهر كل من في الاستوديو من أدائها ونشاطها.. وكانت تقول إن الفن في داخلي هو وقود طاقتي الذي لا يهدأ إلا بعد رحيل أمي الحبيبة النجمة الأسطورة أمينة رزق!! كنت أجلس معها النجمة أمينة رزق في فترات الراحة ونحن نصور مسلسل أمي الحبيبة تحدثني بصراحة عن قصة حياتها وأسرار بدايتها منذ ميلادها في مدينة طنطا يوم 15 إبريل عام 1910 حتي جلست معها وغنت لي بعض الأغاني القديمة بصوت جميل وكيف اشتركت بعد موت والدها وحضرت إلي القاهرة واشتراكها مع إحدي قريباتها في أغاني كورس عند مسرح علي الكسار ثم إصرارها علي التمثيل مع يوسف بك وهبي رائد المسرح والسينما وكيف دخلت مسرح رمسيس وداومت علي دخولها المسرح وكأنها ابنة أحد العاملين في المسرح.. وحتي التقت يوسف بك في أول لقاء به في المسرح وطلبت منه أن يجعلها تمثل معه في فرقته!! وكانت جرأتها.. وصوتها.. وطريقة كلامها.. هم سر اكتشاف يوسف وهبي لموهبتها.. وبدأت معه المشوار الطويل علي مسرحه ومسرحياته وأظهرت قدراتها الفنية بشكل مذهل لكل الجماهير والإعجاب الكبير من يوسف وهبي وبعد فترة من العروض المسرحية.. رشحها يوسف بك وهبي لتشاركه أول الأفلام المصرية الناطقة عام 1932 هو فيلم أولاد الذوات واعترفت لي بأنها أحبت يوسف وهبي حب التلميذة لأستاذها.. والصديق لصديقه وبينهما كل الاحترام.. وللفن الذي ربط بينهما وعلاقة راقية بحبها للفن ومشوار حياته الفنية!! وتابعت مشوارها السينمائي الرائع والتليفزيون منها.. بداية ونهاية.. للمخرج.. صلاح أبو سيف لدور الأم لسناء جميل وفريد شوقي وعمر الشريف ولم ترفض أن تقدم أدوار مشاهدها قليلة.., كل فيلم تقدم فيه مشهدا واحدا تتركه كبطولة أستاذة في عالم السينما.. كمشهد في فيلم أريد حلا وأبكت فيه كل الممثلات اللاتي معها في المشهد ومشهد في فيلم ناصر 56 للنجم الراحل أحمد زكي وهو يؤدي دور الزعيم جمال عبدالناصر وهي تسلمه جلباب أحد أقاربها الذي مات وهو يحفر مع زملائه الذين رحلوا هم أيضا قناة السويس الذي راح ضحيتها أكثر من مائة الف فرد من الفلاحين الذين حفروا قناة السويس!! وعشت معها رحلتها الرائعة.. ولم أنس ذكري ميلادها الذي كان يوم1910 من يوم 15 إبريل من هذا العام ويوم رحيلها الذي كان يوم 24 أغسطس 2002 وتقبلي مني كلمة وداعا.. يا أمي الحبيبة..!! وإلي لقاء