مازالت الفرحة تملأ القلوب, بفوز المنتخب الكروي علي نظيره الغاني رغم مرور أكثر من ثلاثة اسابيع علي المباراة التي جرت علي ملعب برج العرب في تصفيات إفريقيا المؤهلة لكأس العالم سنة2018. رصيد المنتخب الوطني أصبح ست نقاط, ورصيد غانا نقطة واحدة, لكن في الجانب الآخر يحتل المنتخب الأوغندي المركز الثاني برصيد أربع نقاط, وبالتالي يجب من الآن أن نعمل حسابا للاوغنديين خاصة ان اللقاء القادم في الجولة الثالثة سيكون في ملعب العاصمة الأوغندية كمبالا, واللقاء سيكون مرتقبا وحاسما, وفي اعتقادي ان ما تحقق حتي الآن جاء في إطار الجهاد الأصغر وأن القادم هو الجهاد الأكبر المتمثل في أربع مباريات متبقية في مسيره الألف ميل التي تفصل بيننا وبين اللعب مع الكبار أساطين الكرة العالمية الذين سيلعبون في روسيا, علينا أن نحذر المنتخب الأوغندي ويجب ألا نستهين به خاصة انه سيلعب اللقاء علي أرضه وبين جماهيره وأيضا أن لنا مع هذا المنتخب جولة شهيرة لا تنسي وهي الجولة التي وقعت أحداثها في ملعب كمبالا يوم28 مارس سنة1965 وكانت في تصفيات القارة المؤهلة لدورة الألعاب الإفريقية الأولي التي نظمتها الكونغو برازفبل تلك السنة ومازالت ذكريات هذه المباراة عالقة في الذهن ولن يمحوها كسر الأيام والسنين, كانت المباراة عجيبة وغريبة دخلها المنتخب الوطني وهو علي ثقة تامة أنه سيلقن الأوغنديين درسا في الكرة, خاصة وأنه قبل هذه المباراة بعام واحد وفي تصفيات القارة المؤهلة لدورة الالعاب الاوليمبية في طوكيو سنة1964 فاز المنتخب الوطني علي نظيره الأوغندي ذهابا وإيابا4/ صفر,1/3 وخيل للمنتخب أن المباراة مجرد نزهة غير مقدر أن هناك استثناءات تحدث بين حين وآخر في ملاعب الكرة وكان من نصيب منتخبنا أن يقع في براثن هذه الاستثناءات كنت أمام الميكروفون أقدم كابتن لطيف ليقدم الوصف التفصيلي للمباراة, وكانت المفاجأة التي أذهلت الجميع حتي المسئولين عن المنتخب الأوغندي أنفسهم إذ لم يكونوا مصدقين لما حدث, فقد انتهت المباراه بفوز كاسح للمنتخب الأوغندي بخماسية مقابل هدف واحد حتي إن عمنا الراحل نجيب المستكاوي في كتابة المليء بأحداث الكرة محليا وعالميا تحدث عن مقالب الكرة المصرية مطلقا لفظ الكمبلة المصرية علي المباراة, وكيف أن المنتخب الكروي تكمبل بخمسة اهداف في ملعب كمبالا, وصحح أيضا اننا جئبا في4 يونيو سنة1967 وفزنا علي أوغندا وفي نفس الملعب بهدف محمود بكر يرحمه الله وأقصينا أوغندا عن نهائيات إفريقيا سنة1968, أسرد هذه الوقائع وأنبش في أضابير التاريخ لنبين أن الكرة ليس لها كبير وأنه لابد من الحذر والحيطة لموقعه كمبالا القادمة في أغسطس سنة2017 في الجولة الثالثة للتصفيات, حيث إن الفوز في هذه الموقعة سيجعلنا نضع قدمينا الاثنتين في روسيا سنة2018, لابد من دراسة واعية نتعرف من خلالها علي مكامن الضعف والقوة في الفريق الذي تعادل مع غانا علي أرضها وبين جماهيرها في الجوله الأولي, وكسب الكونغو في الجولة الثانية, يجب أن نعلم ان مباراتنا القادمة مع أوغندا هي مباراة الفصل والحسم, إذ الفوز بها سيهدهد المشاعر ويجعلنا نلعب المباريات الثلاث المتبقية بأعصاب هادئة, ولعل المسئولين عن المنتخب يجدون ضالتهم في دراسة المنتخب الأوغندي عندما نلتقي معه في نهائيات كأس الأمم الافريقية الجابون يناير سنة2017, ذلك ان المجموعة التي سنلعب فيها في الدور التمهيدي للبطولة تضم أيضا المنتخب الأوغندي وأيضا المنتخب الغاني والمنتخب المالي, ولقاؤنا مع أوغندا لا شك سيكون فرصة نتعرف من خلالها علي نقاط ضعفه وعوامل قوته, وبالتالي ممكن وضع الخطط الكفيله لفتح مغاليقه ومعرفة خفاياه وكشف أسراره وبالطبع لن يكون لنا في مباراة أغسطس القادم جمهور مثل ذلك الجمهور الذي احتشد في برج العرب, وكان اللاعب الثاني عشر الذي شد من أزر المنتخب واستحثه علي الفداء والبذل والعطاء, فالجمهور يومها سيكون جمهور المصنف, نكرر القول إن الكرة فيها الاستثناءات العجيبة ولا نريد للقائنا مع أوغندا أن يكون واحدا من هذه الاستثناءات.