الخبر: اكتشف العلماء أن عدد مستعمرات النحل وأسرابها يقل ويتضاءل علي مستوي العالم.. فما أهمية ذلك؟ وكمعلومات عامة: فعسل النحل طعام لذيذ ومرغوب وفيه شفاء كما ذكر القرآن الكريم كما أن الرهبان في الأديرة يربون النحل ويعتبرونه طعاما أساسيا.. هذا من ناحية الغذاء أما النحلة نفسها وحياة النحل فمثال نادر في التعاون والتخصص والوطنية! فالنحة الشغالة تموت في سبيل الدفاع عن الخلية.. تموت فعلا إذ حين تلدغ العدو المهاجم تودع الحياة في نفس الوقت.. منتهي الفدائية لكن النحلة لها دور آخر في الحياة عموما وفي حياة الإنسان واستمراره علي الأرض.. إذ هي تقوم بعملية تلقيح الأزهار عن طريق نقل حبوب اللقاح من زهرة إلي أخري حين تعلق بجسمها( تنقل حبوب اللقاح الذكرية إلي الأعضاء الأنثوية فيتم الاخصاب وتتكون الثمرة) ودون هذه العملية لا تتكون الثمار( تماما كما يحدث في كل الكائنات الحية بدءا من الحشرات وحتي الإنسان) والنحلة وسيلة أساسية لعملية تكوين الثمار هذه(70% من هذه العملية تقوم بها النحلة وحدها تساعدها أحيانا الرياح حين تهب والفراشات وغيرها) وإذن حين يعلن العلماء تضاءل مستعمرات النحل وتناقص عددها يعني ذلك تهديد حجم وكم الثمار في الأشجار المنتجة لها علي مستوي العالم وبالتالي قلة الغذاء وزيادة الجوعي والمجاعات وقد يصل الأمر إلي تهديد الحياة نفسها علي الأرض. فما السبب في ذلك؟ دعنا من الكيماويات والسموم التي توضع كأسمدة ومواد محفزة للنبات ويمتصها النبات وتصل للأزهار فتساهم في موت النحل( وقد رأيت بعيني ملايين النحل متكومة ميتة وظننتها بذور قطن لكن رأيت صاحبها يلطم إذ امتصت رحيق زهور البرسيم المرشوش بالمبيد فقضي عليها جميعها.. أما السبب الرئيسي لموت النحل فشيء لا يخطر ببالك.. انه الموجات غير المرئية الصادرة عن الأجهزة الاليكترونية التي تزدحم بها حياتنا وأكثرها انتشارا الموبايل هذه الموجات العشوائية غير المرصودة عملت عملها في الرادار الطبيعي المخلوق في النحلة الذي يرشدها إلي الزهرة.. لقد اختل هذا الرادار بفعل تشويش الموجات التكنولوجية الحضارية علي الموجات الطبيعية.. فضلت النحلة طريقها إلي الزهرة وبالتالي لم تمتص النحلة الرحيق ولم تأكل ولم تنتج العسل والأهم لم تقم بعملية التلقيح فسقطت الزهور عن الأشجار قبل تكوين الأجنة وانعدمت عملية الإثمار. قد تكون التكنولوجيا مفيدة ومريحة للإنسان ولكن يجب ألا يكون التقدم كالموت مسألة حتمية وإلا فانتقام الطبيعة التي عاديناها بدل أن نصادقها سيكون حاسما ومريرا وأذكي من كل ما أبدعه العقل البشري.