إلي محطة مصر كانت وجهتنا وكان هدفنا الوقوف علي آخر مستجدات مشروع التطوير الذي وضعته وزارة النقل لتطوير المحطة والمنطقة المحيطة بها. وحينما وصلنا إلي هناك وجدنا العديد من المشاهد التي لاحصر لها, وجدنا العديد من الباعة الجائلين بداية من بائعي التمر هندي والسوبيا وصولا إلي بائعي الملابس والاحذية والشنط, ووجدنا الكثير من المسافرين الذاهبين إلي محطة مصر والخارجين منها, كما وجدنا كردونا معدنيا أزرق اللون يحيط بمحطة سكك حديد مصر والمنطقة المحيطة بها وخلفه خلية نحل من العاملين والبنائين الذين ينفذون خطة التطوير ورغم أن المظهر الخارجي لمبني المحطة كما هو لم يتغير إلا أن المحطة من الداخل كانت قد نسفت تماما فضاعت معالم المحطة القديمة التي كنا نشاهدها في أفلام السينما حتي وقت تنفيذ المشروع ليتم تطوير المحطة بشكل كامل بدءا بالأرصفة وانتهاء بالقطارات. حينما هممنا بالدخول إلي المحطة لم نجد من مدخل سوي ممر خشبي تم اعداده ليسير خلاله المسافرون من وإلي المحطة حتي تصل الي الرصيف, ومع سيرنا فيه تقابلنا مع عدد من المواطنين منهم من يستبشر خيرا بمشروع التطوير ومنهم من يري أنه تسبب في أذي الكثيرين خاصة مع عدم تهيئة ظروف مناسبة للمسافرين لحين انتهاء عملية التطوير. فأجمع عدد من المواطنين علي أن هذا المشروع سيساعد علي ابراز المحطة في شكل أكثر لياقة وأنه سيقضي علي المظهر غير الحضاري المحيط بالمحطة وخاصة الباعة الجائلين المنتشرين بشكل مبالغ فيه في تلك المنطقة حيث أكد جميع من تقابلنا معهم ومنهم من هم من سكان المنطقة المحيطة بالمحطة أن الباعة الجائلين المنتشرين بميدان رمسيس يعملون لحساب شخص يدعي الشبكشي وأن الشرطة لم تقو علي التخلص من هؤلاء الباعة نظرا لنفوذه ومع غياب الشرطة والفراغ الأمني الذي شهدته البلاد كثرت أعدادهم بشكل كبير لتصل إلي الوضع الحالي حول المحطة. ولكنهم طالبوا بأن يكون التطوير في الشكل والخدمات وأوضاع القطارات التي وصفوها ب المذرية وأن يتم وضع حد للموظفين الذين يثبت تورطهم في المتاجرة بتذاكر القطارات خاصة في المناسبات لتباع بأعلي من قيمتها الحقيقية. أما علي الجانب الآخر هناك عدد من المواطنين الذين تخوفوا من مشروع التطوير علي اعتبار أنه من الممكن أن تزيد أسعار التذاكر والخدمات المقدمة بالمحطة, كما أن أعمال التطوير تعيق الدخول والخروج من المحطة ولا توفر ظروفا ملائمة للسفر كما يرون أن الاهتمام بنظافة القطارات والمحطة أهم كثيرا من تغيير المظهر أو إنشاء مول تجاري. ولفت المواطنون النظر إلي نفق المشاه المجاور للمحطة والذي يصل بين ميدان رمسيس وميدان أحمد حلمي, حيث يعانون من عدم تجهيزه كنفق ملائم لعبور المشاه كما أن عدم انارته ليلا يؤدي إلي حدوث عدد من أعمال البلطجة والأفعال الفاضحة والتي تجعل منه مأوي ليليا للمجرمين والبلطجية, وحينما ذهبنا إلي هناك وجدنا بالفعل جزءا كبيرا من النفق غير مضاء كما أنه غير مجهز كما يجب. حملنا كل ما رصدناه بأعيننا وعلي لسان المواطنين وصعدنا إلي المهندس مصطفي قناوي رئيس هيئة سكك حديد مصر إلا أن مكتبة أبلغنا بأن الحديث إلي وسائل الاعلام هو ضمن مسئوليات المهندس محمد حجازي رئيس الإدارة المركزية لشئون الرئاسة بهيئة سكك حديد مصر والمتحدث باسم الهيئة وفي طريقنا إلي مكتبه لمسنا عملية التطوير في الطابق الذي يحوي مكاتب رئيس الهيئة ومعاونيه من خلال استحداث ديكورات جديدة بالطابق بأكلمه بما يشمله من مكاتب وهو التطوير الذي لم يلحق بمبني الموظفين الذي يطل علي كوبري الجلاء والذي تردد كثيرا أنه سيتم هدمه في اطار عملية تطوير ميدان رمسيس. وقال حجازي لالأهرام المسائي أنه تقرر أن يتم الانتهاء من مشروع تطوير محطة مصر والمنطقة المحيطة بها نهاية مايو المقبل علي أن يتم تسليم عدد من المراحل قبل هذا الموعد ومنها ميدان المحطة الذي سيتم الانتهاء من تطويره خلال أسبوعين. وأضاف أن مشروع التطوير يشمل الساحة الخارجية ومبني المحطة من الخارج وتحويل المكاتب الادارية إلي مول تجاري وتطوير باقي المكاتب مشيرا إلي أن تكلفة المشروع الإجمالية160 مليون جنيه. وأكد أن المظهر العام للمحطة لن يتغير ولن يتم المساس بالمبني من الخارج علي اعتبار انه مبني أثري مضيفا انه لن يتم هدم مبني موظفي السكة الحديد المطل علي كوبري الجلاء لاعتباره أيضا ضمن المباني الأثرية ولن يشمله مشروع التطوير, وأن المشروع يهدف إلي تطوير الجراج العشوائي خارج المحطة إلي ميدان ذي مظهر حضاري مؤكدا أن أسعار التذاكر والخدمات المقدمة لن تزيد بعد الانتهاء من عمليات التطوير. وأشار إلي أن هناك تعاقدات لشراء عربات جديدة حيث ستفتح مظاريف اجراء مناقصة لشراء336 عربة مميزة ومطورة جديدة مايو المقبل ليتم توفير تلك العربات خلال سنة علي الأكثر والتي سيتم توزيعها علي جميع القطارات بالمحطة وجميع خطوط القطارات بالاضافة إلي212 عربة مكيفة. وعما يعانيه المسافرون من تدني مستوي القطارات, قال حجازي أن طول المسافة التي يقطعها القطار خاصة بالنسبة لقطارات الصعيد هو الذي يؤدي إلي انخفاض كفاءة القطار كما أن المواطنين يقومون بإلقاء القمامة علي الأرض وبقايا الأطعمة التي يصطحبونها معهم مما يؤدي إلي صعوبة القيام بعمليات النظافة أثناء الرحلة, وبالنسبة لتدني مستوي الحمامات والتكييف بقطارات الصعيد أشار حجازي إلي انه لا توجد قطارات بعينها للصعيد وانما تقوم الورش بتجهيز القطارات ويتم تحرك القطار الذي انتهت الورشة من تجهيزه أيا كان هذا القطار أو مستواه. وبالنسبة لأرصفة المحطات, أوضح أن التكدس عليها يكون في الظروف الاستثنائية كالمناسبات والأعياد وأن الهيئة بدأت تطوير أرصفة الوجه البحري وسيتم البدء في أرصفة الوجه القبلي فور الانتهاء من تطوير أرصفة الوجه البحري. زأما نفق المشاه المجاور للمحطة والذي شكا العديد من المواطنين من قلة الانارة به ووقوع أعمال فاضحة وأعمال عنف فيه ليلا, كشف حجازي أن هذا النفق ليس تابعا للمحطة ولكنه كان عبارة عن أسانسيرات مصاعد لنقل البضائع وانه حينما توقف عمليات نقل البضائع بالمحطة بدأ المواطنون في استغلاله كنفق للمشاه ويصل طول هذا النفق إلي حوالي87 مترا ونحن دعمنا استغلاله بهذا الشكل للعمل علي تقليل الكثافة البشرية المحيطة بالمحطة فهو يعد منفذا للانتقال من ميدان رمسيس إلي ميدان أحمد حلمي والعكس, وانه في حالة عودة عمليات نقل البضائع سوف يتم اغلاق هذا النفق أمام الجمهور. وفيما يتعلق بآلية تقديم الشكاوي التي يمكن أن يتبعها الجمهور للابلاغ عن أية تجاوزات أو أخطاء أو ظروف غير مناسبة خاصة داخل القطارات, أوضح حجازي أن هناك أربع جهات يمكن للمواطن اللجوء إليها في حال الشكوي وتشمل صناديق شكاوي الجمهور وهي صناديق تفتح يوميا ويتم النظر فيما بها من شكاوي, ومكتب خدمة المواطنين الموجود بكل محطة والذي يرفع الشكاوي المقدمة إليه لرئاسة الهيئة مباشرة, فضلا عن امكانية أن يقوم المواطن بكتابة شكوي باسم رئيس الهيئة أو موجهة إلي الإدارة المركزية لرئاسة شئون الهيئة بالاضافة إلي الإدارة المركزية للفحص وهي أكثر تلك الجهات تدقيقا وفحصا للشكاوي وهي إدارة لها مندوبون في كل محطة قطار.