بعد تحقيقات استمرت نحو5 ساعات متواصلة أكد المستشار عادل السعيد النائب العام المساعد أن المستشار الدكتور عبدالمجيد محمود النائب العام أمر بحبس كل من الرئيس السابق محمد حسني مبارك ونجليه علاء وجمال15 يوما علي ذمة التحقيقات. بعد أن واجهتهم النيابة العامة بما توصلت إليه المرحلة التي قطعتها التحقيقات من اتهامات وتم تسليم قرارات الحبس إلي جهة الشرطة المختصة. وصرح مصدر قضائي رفيع المستوي بأن النيابة سلمت أجهزة الشرطة نماذج الحبس الخاصة بالرئيس السابق وسوف يتم نقل الرئيس السابق إلي محبسه الذي سيتم تحديده في وقت لاحق عند سماح ظروفه الصحية بذلك. وفي هذا السياق وصل صباح أمس علاء وجمال مبارك نجلا الرئيس السابق حسني مبارك إلي سجن المزرعة بطرة لتنفيذ قرار النائب العام بحبسهما15 يوما علي ذمة التحقيق في التهم المنسوبة إليهما وفور نزولهما من سيارة الترحيلات التي احيطت بعدة سيارات مصفحة تم تسجيل اسميهما داخل عنبر الاستقبال بالسجن وقام المأمور بمراجعة أمر النيابة بحبسهما وقام نجلا الرئيس مبارك بتسليم إدارة السجن ملابسهما المدنية وهواتفهما المحمولة وحافظات نقودهما وكل متعلقاتهما الشخصية لوضعها في الامانات بينما قامت إدارة السجن بتسليمهما مهمات السجن الاحتياطي التي شملت4 بطانيات ومرتبتين و4 بدل بيضاء اللون. وقد بدت علي نجلي الرئيس السابق علامات الذهول الشديد والضيق فور نزولهما من سيارة الترحيلات خاصة بعد أن ردد بعض الحضور عبارات مثل: يمهل ولا يهمل... دولة الظلم ساعة ودولة الحق إلي قيام الساعة. وقد رفض نجلا الرئيس السابق تسلم وجبة الافطار وطلبا زجاجات مياه من كافيتريا السجن. فيما أعلن كبير الأطباء الشرعيين بمصلحة الطب الشرعي الدكتور السباعي أحمد السباعي أن الحالة الصحية للرئيس السابق حسني مبارك أصبحت أمس مستقرة بعد تلقيه العلاج اللازم, ووضعه داخل العناية الفائقة بمستشفي شرم الشيخ الدولي, مشيرا إلي أن ضغط الدم بالنسبة له أصبح في معدلاته الطبيعية(80/130) وأن النبض انتظم عند65. وقال الدكتور السباعي في تصريح له أمس إن مبارك كان قد تعرض أمس الأول لأزمة صحية اثر استدعائه للتحقيق أمام النيابة العامة مما أدي لدخوله مستشفي شرم الشيخ ووضعه داخل العناية الفائقة.. حيث أصدر النائب العام المستشار عبد المجيد محمود حينها قرارا بتوقيع الكشف الطبي عليه من قبل كبير الأطباء الشرعيين الذي توجه علي الفور وبرفقته طبيبان قاما بتوقيع الكشف الطبي علي مبارك, حيث تبين وقتها أن حالته الصحية غير مستقرة وكان ضغط الدم منخفضا(50/80) والنبض120 وكان يعاني من اهتزاز أذيني بالقلب. وأضاف أن اللجنة أبلغت النائب العام بأن الحالة الصحية لمبارك لا تسمح له بالانتقال إلي أي مكان, فتم وضعه تحت العناية الفائقة عقب تلقيه العلاج, حيث استقرت حالته الصحية بعد ذلك وتم التحقيق معه داخل المستشفي. وأوضح المستشار عادل السعيد النائب العام المساعد أن النيابة كانت قد حددت جلسة الثلاثاء الموافق2011/4/12 لاستجواب كل من الرئيس السابق ونجليه فيما نسب إليهما من اتهامات وذلك بمقر مكتب النائب العام بالتجمع الخامس وقد ارسل المستشار عبدالمجيد محمود النائب العام خطابا للسيد وزير الداخلية لتكليفهم بالحضور لجلسة التحقيق المحددة فأفاده وزير الداخلية كتابة بأنه بتعذر عرض الرئيس السابق ونجليه بالقاهرة لما يحيط ذلك من محاذير أمنية خطيرة وأورد في كتابه أنه قد يكون من المناسب استجوابهم جميعا بعيدا عن مدينة القاهرة وانه يتردد ان حالة الرئيس السابق الصحية قد لا تسمح بنقله فاصدرت النيابة العامة قرارا بتشكيل لجنة طبية برئاسة كبير الاطباء الشرعيين لتوقيع الكشف الطبي علي الرئيس السابق في مقر إقامته بشرم الشيخ لبيان حالته الصحية ومدي امكان نقله لمقر النيابة العامة لاستجوابه. وقد ثبت من تقرير اللجنة الطبية أنه يعاني من ظروف صحية تستلزم نقله لاحد المستشفيات ليكون تحت الرعاية الطبية أثناء استجوابه وإزاء هذه الظروف الصحية والأمنية قرر المستشار عبدالمجيد محمود النائب العام أن يكون التحقيق مع الرئيس السابق بمستشفي شرم الشيخ خاصة ان ذلك لا يتعارض مع نصوص قانون الإجراءات الجنائية وأن يكون التحقيق مع نجليه في مقر المبني الجديد لمحكمة شرم الشيخ فانتقل فريق من السادة المحامين العامين الأول من مكتب النائب العام إلي مدينة شرم الشيخ حيث تم استجواب الرئيس السابق بمستشفي شرم الشيخ في حضور محاميه والفريق الطبي المعالج بينما تم استجواب نجليه في مقر المبني الجديد لمحكمة شرم الشيخ بحضور محاميهما. وأشار المستشار عادل السعيد المتحدث الرسمي للنيابة العامة إلي البيان العاجل الذي سبق أن اصدرته النيابة يوم الأحد الماضي عقب كلمة الرئيس السابق لقناة العربية ان النائب العام كان قد اصدر صباح ذلك اليوم وقبل إذاعة الكلمة قرارا باستدعاء الرئيس السابق ونجليه للتحقيق موضحا أن الكلمة التي وجهها الرئيس السابق لقناة العربية لن تؤثر علي سير تحقيقات النيابة فيما قدم ضدهم من بلاغات تتضمن اتهامات عن مدي اتصال رئيس الجمهورية السابق ونجليه بجرائم الاعتداء علي المتظاهرين وسقوط قتلي وجرحي خلال تظاهرات ثورة25 يناير السلمية ووقائع أخري تتعلق بالاستيلاء علي المال العام واستغلال النفوذ والحصول علي عمولات ومنافع من صفقات مختلفة. وأضاف المتحدث الرسمي أن النيابة العامة تواصل استكمال التحقيقات وسوف تعلن نتائجها فور اكتمالها واضاف ان النائب العام يهيب بجميع وسائل الإعلام توخي الدقة فيما ينشر أو يذاع بصدد هذه التحقيقات إلا ما يذيعه المتحدث الرسمي باسم النيابة العامة وذلك حرصا علي مقتضيات التحقيق. وفور صدور قرار النائب العام بحبس الرئيس السابق15 يوما علي ذمة التحقيقات تم علي الفور تعيين حراسة مشددة علي الغرفة التي يخضع فيها للعلاج بمستشفي شرم الشيخ. من ناحية أخري شرح مصدر قضائي رفيع المستوي أن التحقيقات التي اجرتها النيابة العامة ليس لها أي علاقة بالكسب غير المشروع وإنما جاءت التحقيقات بشأن وقائع الاعتداء علي المتظاهرين والتي نتج عنها سقوط قتلي وجرحي والاستيلاء علي المال العام واستغلال النفوذ. وأشار المصدر إلي أن فريقا من مكتب النائب العام قد أجري تحقيقاته مع الرئيس السابق ونجليه داخل مقر المبني الجديد لمحكمة شرم الشيخ وسرعان ما تجمعت أعداد من المواطنين مما حال دون مواصلة التحقيق بالاضافة إلي الظروف الصحية التي ألمت بالرئيس السابق بعد توقيع الكشف الطبي عليه بداخل مستشفي شرم الشيخ ثم استكمال التحقيق معه هناك وفي الوقت نفسه تم استدعاء نجلي الرئيس إلي مبني محكمة شرم الشيخ الجديد لاستكمال التحقيق معهما إلي أن تم عرض نتائج التحقيقات وما توصلت إليه امام المستشار عبدالمجيد محمود النائب العام الذي أصدر قراره السابق. واضاف المصدر أن النيابة سوف تستكمل التحقيقات معهما خلال الساعات القليلة المقبلة. وقد تظاهر عدد من المواطنين امام مستشفي شرم الشيخ الدولي مطالبين بنقل مبارك بعيدا عن محافظة جنوبسيناء حيث أكد الشيخ إبراهيم سالم جبلي شيخ قبيلة بخليج العقبة ان وضع السياحة بشرم الشيخ قد تأثر بالوجود الأمني المكثف في مستشفي شرم الشيخ وحولها. كما طالب اشرف أبوبكر صاحب بازار باتخاذ قرار سريع بشأن نقل مبارك خارج المدينة لتأثرهم في البازارات السياحية والأسواق التجارية بوجود الرئيس السابق بشرم الشيخ. أما عادل شكري أمين عام اتحاد الغرف السياحية والفندقية بجنوبسيناء فيقول إنه لا يري أي تأثير لوجود الرئيس السابق في مستشفي شرم الشيخ علي السياحة فهو أصبح الآن شخصا عاديا مثل أي شخص آخر بالاضافة إلي أن مدينة شرم الشيخ مدينة آمنة وتختلف عن جميع المدن المصرية في طبيعتها.