كأنها أول انتخابات في تاريخ الكويت.. فلم ير الكويتيون مثل هذه الحملات الانتخابية من قبل.. شعارات كبيرة تطمح إلي الإصلاح السياسي وتنبه إلي أن التغيير بات ضرروة ملحة. . حضور غير مسبوق للمرأة ترشيحا وتصويتا واستحواذا علي نصيب كبير من أنشطة المرشحين الرجال.. دعوات قوية لمكافحة الفساد.. واستقلال القضاء.. ووعود صريحة بإلغاء قرارات الحكومة بشأن برنامج التقشف.. وإجماع علي أن الكويت تمر بمحيطها الخليجي والإقليمي بمخاطر أمنية كبيرة أهمها التطرف والإرهاب. في هذه الأجواء, التي حولت الكويت كلها إلي مهرجان انتخابي هائل, يصوت الكويتيون غدا; لاخيتار مجلس أمة جديد فيما توصف بأنها انتخابات فارقة في الكويت خلال العقد الأخير, الذي شهد7 انتخابات. وتؤكد السلطات الكويتية أنها تقف علي الحياد في المعركة الانتخابية, التي اتفق علي اعتبارها حاسمة في تحديد مسار البلاد في السنوات المقبلة. ونظرا لأهميتها, تلقي انتخابات أمة2016 اهتماما غير مسبوق من جانب وسائل الإعلام العالمية والعربية, ما دفع السلطة السياسية إلي تقديم كافة التسهيلات لعمل المراسلين وفرقهم. وصرح محمد البداح, رئيس مدير إدارة إعلام دول أوروبا والأمريكتين بقطاع الإعلام الخارجي في وزارة الإعلام, بأن120 صحفيا من مختلف دول العالم يتابعون الانتخابات. ومن أهم سمات انتخابات أمة2016 عودة المعارضين إلي المشاركة بعد قطيعة لنحو4 سنوات. وكان التحالف الإسلامي القبلي وعدد من التكتلات الليبرالية قد امتنعت عن المشاركة في انتخابات ديسمبر2012 وما تلاها لأنها أجريت وفق تعديلات أميرية علي قانون الانتخابات شمل تخفيض عدد الدوائر الانتخابية إلي5 والتصويت علي أساس صوت واحد لكل ناخب. ويذكر أن التحالف الإسلامي القبلي قد سيطر علي مجلس الأمة بعد انتخابات أجريت في شهر فبراير2012 وفق تعديلات خفض الدوائر ولكن بناء علي تصويت كل ناخب لأربعة مرشحين في القائمة في كل منطقة. ومكن هذا النظام من فوز التحالف بأغلبية34 من إجمالي مقاعد المجلس ال.50 وبسبب التوافقات القبلية, حرمت المرأة من القدرة علي الفوز بأي مقعد رغم ترشيح21 سيدة. وأدي سيطرة الإسلاميين علي مجلس الأمة إلي أزمات سياسية متكررة وصدامات مستمرة بين النواب والحكومة. وحل الأمير المجلس بعد تأزم الوضع السياسي في البلاد, ثم دعا إلي انتخابات جديدة في شهر ديسمبر2012 قاطعها الإسلاميون والقبليون وبعض الليبراليين. كما قاطعوا أيضا الانتخابات التي أجريت عام2013 بناء علي نظام الصوت الواحد بعد إقراره من جانب المحكمة الدستورية. وبفضل هذا النظام, عادت المرأة إلي مجلس الأمة بنائبتين. وتشير التوقعات إلي أن نصيب المرأة لن يقل عن مقعدين في انتخابات.2016 فرغم الانفتاح السياسي الذي يجعل الكويت صاحبة أكبر تجربة برلمانية ديمقراطية من بين شركائها في مجلس التعاون لدول الخليج, فإنها تأتي في الترتيب الرابع بين الدول الست من حيث تمثيل المرأة في البرلمان. ويقل هذا التمثيل كثيرا عن متوسط نسبة تمثيل المرأة في البرلمانات العربية18.25 في المائة. ويكاد المرشحون يعجمعون علي ضرورة أن تؤدي الانتخابات إلي تغيير لا يقل عن50 في المائة في تشكيلة مجلس الأمة لمواجهة التحديات التي تواجه الكويت. واختارت الحكومة شعار أمة..2016 صوتي لوطني. واختارت وسائل إعلام شعارات أخري مثل أمة..2016 الشعب مصدر السلطات. وروج مرشحون لشعارات مثل الحقيقة بلا قيود والكويت تباع و علي العهد باقون ووحدة الوطن. ووطن الوحدة ويبقي الأمل والكويت أولا. وفيما يعكس المنافسة الشرسة علي دخول البرلمان, تسابق المرشحون في التركيز علي القضايا التي يتحدث عنها الناس في الكويت, وخاصة الاقتصاد والوظائف والخدمات. وبدا أن هناك إجماعا علي ضرورة أن يلغي المجلس المرتقب قرارات الحكومة برفع أسعار البنزين والكهرباء في إطار مشروع تقشف مالي بسبب تراجع أسعار البترول, مصدر الدخل الرئيسي للبلاد. وسعي المرشحون لإقناع الناخبين بقدرتهم علي سن قوانين تضمن أن يتحمل الأغنياء والشركات الكبري, وليس الناس العاديين محدودي الدخل, أعباء ضغط الإنفاق وضبط الميزانية. ووعد المرشحون بتفعيل قانون الهيئة العامة لمكافحة الفساد الصادر العام الحالي عن المجلس المنحل. واعتبر المرشحون أن ظاهرة الفساد تجاوزت الحدود. ويتحدث الشارع الكويتي بألم عن الفساد باعتباره أحد المعوقات الرئيسية لتأخر التنمية في البلاد. وخلال جولة لالأهرام المسائي بين مقار المرشحين, أبدي كويتيون وكويتيات عن قناعة بأن الفساد وضع بلادهم في مفارقة محزنة, فالكويت التي يقول أهلها إنها أغني مثلا من الإمارات العربية المتحدة لا تتمتع بنفس معدل التنمية والتطور في دبي أو أبو ظبي اللتين نجحتا في ترجمة ثروتهما إلي مشروعات تنموية. اتخذ أحد مرشحي الدائرة الرابعة الشعار التالي لحملته مثلما للوطن حق, للمواطن حقوق. وهذا الشعار يعكس استجابة المرشحين لما يقوله الشارع, فتعهدوا جميعا بكشف العمل الجاد لمواجهة الفساد الذي يقرون بأنه استشري في مؤسسات البلاد العامة والخاصة. مللنا الوجوه القديمة التي فشلت في الإصلاح والتنمية والاستجابة لهموم الناس, يقول الناس في الشارع الكويتي بمختلف فئاتهم مستويات تعليمهم. وترجم هذا الملل في تشجيع واضح للمرشحين الشبان, الذين بلغ عددهم39 مرشحا بين30 و40 عاما, بنسبة15 في المائة, لأول مرة. القوي المشاركة في انتخابات2016 التيارات الإسلامية السنية: * الحركة الدستورية الإسلامية حدس المرتبطة بجماعة الإخوان المسلمين. *تجمع ثواب الأمة. * السلفيون: الحركة السلفية, التيار السلفلي, التجمع السلفي. تفرقهم أفكار ورؤي سياسية وفكرية متباينة. التيارات الإسلامية الشيعية: *الائتلاف الإسلامي الوطني, يضم فئات فكرية مختلفة لا تتفق علي رؤية موحدة. *تجمع العدالة والسلام الليبراليون: *أعلن التحالف الوطني الديمقراطي الكويتي صاحب التوجه الليبرالي. * المنبر الديمقراطي * التجمع الشعبي الديمقراطي. *المستقلون. السلطة: ليس للحكومة تنظيم سياسي مفضل. ويعتقد أنها تسعي لدعم مرشحين مستقلين. المرأة: 14 امرأة: مستقلات ومشاركات في قوي سياسية مختلفة, تؤمن بحقوق المرأة. الشباب: لأول مرة تبلغ نسبة المرشحين الشباب بين30 و40 عاما15 في المائة.( تعديل)