شخص ما نتحدث اليه هو عنوان الفيلم الصيني الوحيد المشارك في المسابقة الدولية لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي في الدورة38 التي يحتفي فيها المهرجان بالسينما الصينية ضيف الشرف هذا العام, والفيلم مأخوذ عن رواية للكاتب الكبير يوجين يون الذي يعد من أبرز الكتاب الصينين ورشح لجائزة نوبل أكثر من مرة وتحقق رواياته أعلي المبيعات, وهو ما دعا ابنته يولين يون لاختيار جزء من روايته لتحويله إلي أول فيلم روائي طويل من إخراجها, ليفتح لها أبواب السينما وشباك التذاكر, يولين الحاصلة علي جائزة الأوسكار الأمريكية للطلبة عن فيلمها القصير الأول البوابة المقدسة تحدثنا في هذا الحوار عن فيلمها المشارك في المسابقة والذي يتناول فكرة الوحدة وبحث الإنسان الدائم عن شخص يتحدث إليه. كيف ترين زيارتك الأولي للقاهرة؟ من أكثر الأشياء التي أسعدتني بعد زيارتي لمصر هي ردود أفعال الناس بعد مشاهدة فيلمي, وأنهم استطاعوا أن يفهموه ويتواصلوا معه, فقد تلقيت العديد من التهاني من الجمهور العادي وهذا شرف كبير جدا بالنسبة لي, والجو في القاهرة مريح جدا نفسيا وطقسها جميل, وعندما نزلت للشارع شعرت بمدي الود والحميمية, ووجدت في روح المصريين اني في مجتمع صيني ولكن بشكل مختلف, ومصر من ارقي حضارات العالم, ومنذ طفولتي حلمت بزيارتها, وأخيرا تحقق الحلم. وما انطباعك عن المشاركة في مهرجان القاهرة السينمائي لأول مرة؟ أشعر بفخر كبير جدا أن أول فيلم روائي طويل من إخراجي يشارك في المسابقة الدولية لمهرجان القاهرة ويكون الممثل الوحيد للسينما الصينية في المسابقة, وتفاجأت بالخبر في البداية خاصة وأني كنت أسعي لأن يكون مهرجان القاهرة هو أول مهرجان أشارك فيه بفيلمي, ومن حسن حظي أن لجنة المشاهدة قامت بالفعل باختياره للمشاركة, ومن جانب آخر وقت عرض الفيلم لم يكن يسمح لي بالمشاركة في باقي المهرجانات ال5 الكبار ومهرجان القاهرة كان الاختيار الأنسب, وسعيدة بأن السينما الصينية ضيف الشرف, لأني أتمني أن يتعرف الشعب المصري علي الصين ولا توجد وسيلة أفضل من السينما للقيام بهذا. وما هي خطتك بالنسبة للفيلم في الفترة المقبلة؟ متأكدة من أنه بعد اختياره في مسابقة مهرجان القاهرة السينمائي, سيقبل في أي مهرجان وستقام له فعاليات خاصة لأن المشاركة في مهرجان القاهرة بمثابة بطاقة شرف وترشيح للفيلم في المهرجانات الأخري. وما الصعوبات التي واجهتك في تحويل الرواية إلي فيلم سينمائي ولماذا اخترتي رواية لوالدك بالتحديد؟ منذ صدور الرواية في عام9002 قرأتها ما يقرب من02 مرة قبل أن أشرع في التحضير للفيلم, حتي تشكلت علاقة حميمية بيني وبين شخصيات الرواية, بالإضافة إلي أنني علي وعي بخلفيات الرواية بحكم علاقتي بوالدي مؤلفها, وهي رواية قريبة جدا من المجتمع وبها بعض القصص التي نجد فيها أنها تعكس الثقافة الصينية وفي نفس الوقت هي عامل مشترك مع كل الثقافات في العالم, مثل فكرة الوحدة التي نراها في الفيلم, والوحدة لا تعني أن الشخص يعيش بمفرده وإنما الأسوأ أنه يعيش مع شخص لا يستطيع أن يملأ هذا الفراغ ويستمع إليه. وهل المجتمع الصيني مترابط أم أن أفراده يعيشون حالة من العزلة؟ الشعب الصيني له تاريخ وحضارة قديمة جدا, والعلاقات الودية موجودة بين أفراد الشعب, ولكن في نفس الوقت الوحدة والعزلة موجودة فيه مثله مثل كل المجتمعات في العالم كله, ولكن الفارق الوحيد بين المجتمع الصيني والمصري هو أن الأخير فيه ديانات مثل الإسلام والمسيحية لذلك عندما لا يجد المصري شخصا يتحدث إليه يتوجه إلي ربه للتحدث إليه. وما هي الاختلافات بين الفيلم والنص الأدبي ؟ كل منهما وحدة تعبيرية مختلفة تماما عن الأخري, فالرواية تترك للقارئ مساحات للتخيل أما الفيلم لا, لذلك نضيف الكثير من التفاصيل, ثانيا الرواية كبيرة وبها العديد من الشخصيات بينما كان يجب في الفيلم التركيز علي شخصيات بعينها تكون قصة واحدة, واستلزم الأمر إضافة جمل حوارية حتي ننقل المتعة الفكرية الي متعة بصرية. وهل يلجأ الكثير من المخرجين في الصين لتحويل الروايات إلي أفلام؟ نعم هناك الكثير جدا من الأفلام المماثلة خاصة في الخمس سنوات الأخيرة, النشر الإلكتروني للكتب في الصين انتشر بشكل كبير أكثر من الكتب الورقية وتباع علي الإنترنت بالملايين, وفي الأغلب تتحول هذه الروايات الناجحة إلي أفلام سينمائية, فالجمهور هو الذي يحدد الأعمال. وإلي أي مدي يقبل الجمهور علي الأفلام الواقعية؟ الأفلام الواقعية هي الأكثر قبولا لدي الصينين وفي المرحلة المقبلة سيكون التركيز عليها أكبر لأنها تقدم أحد أوجه الحياة التي ربما تكون مشتركة مع المتفرج وتمنحه فرصة للتفكير في حياته وكأنه جزء من هذه القصة, فالأفلام التي تحقق أرقاما فلكية في دور العرض هناك هي الأفلام الواقعية, وهذا الفيلم حقق حتي الآن إيرادات تصل25 مليون يوان صيني أي ما يعادل09 مليون جنيه. الفيلم يتحدث عن الوحدة لكن الزوجه كانت تبحث عن المادة وتركت زوجها لأنه لا يوفر لها الرفاهية التي تحلم بها فهل قصدتي إظهارها بهذا الشكل؟ الفيلم يؤكد علي المشاعر الداخلية والوحدة التي دفعتها لهذا الاختيار وجعلتها تفكر أيضا في الماديات, وهي في النهاية شخصية واقعية وكل الناس هكذا يبحثون عن المادة والمصالح, وهذا موجود في كل مكان بالعالم فالاحتياج المادي للبشر يغير شخصياتهم وعندما يكون هذا الاحتياج أكبر من المحيطين بهم تحدث فجوة بينهم.