تعيش الولاياتالمتحدةالأمريكية مرحلة الانتقال الرئاسي بين إدارة ترامب القادمة وإدارة أوباما الراحلة. ويفرض النظام الأمريكي علي الرئيس المنتخب اتخاذ قرارات عديدة مهمة قبل تسلم منصبه, خلال الأيام الخمسة والسبعين تقريبا بين الانتخاب وتسلمه زمام الرئاسة يحدد الرئيس الجديد أولويات سياسته. وقبل أن يتمكن من بدء تنفيذ مبادراته المخطط لها, يجب ان تتوافر لديه: المعلومات التي يحتاج إليها لاتخاذ قرارات رئاسية مدروسة. هيئة موظفي البيت الأبيض الكبار مع تفاصيل مهماتهم. خطة لتحديد الأولويات واختيار الموظفين في البيت الأبيض والمسئولين في المراكز الأولي في15 وزارة تابعة للفرع التنفيذي. ومن ثم بدأ الرئيس المنتحب اختيار فريقه وكانت أهم التعيينات التي أعلن عنها ترامب حتي الآن هي تكليف راينس برايبوس بمنصب رئيس فريق البيت الأبيض, وستيف بانون رئيسا للسياسات الاستراتيجية وكبير مستشاري الرئيس. ولا يمكن لهذين الرجلين أن يختلفا عن بعضهما في أي شيء, لا من حيث الخلفيات ولا من حيث المواقف السياسية. وبرايبوس محام عن الشركات في ولاية وسكونسن, وهو يشغل منصب رئيس اللجنة الجمهورية الوطنية منذ عام2011, وتعرف عنه علاقته الوثيقة برئيس مجلس النواب بول ريان. كما أن برايبوس حزبي متعصب وأحد أعمدة المؤسسة الحزبية الجمهورية. ويبدو بوضوح أن ترامب أدرك أنه لن يتمكن من الحكم ما لم يعتمد علي أشخاص أكفاء يعرفون كيف يتعاملون مع الكونجرس. أما ستيف بانون المرشح لمنصب كبير المخططين الاستراتيجيين, فيتعرض لانتقادات حادة من الحزب الديمقراطي ومن الصحافة الأمريكية لأن بانون يمكن اعتباره من اليمين البديل, التيار الذي كان علي هامش التيار المحافظ, إلي أن بدأت حملة دونالد ترامب الرئاسية وأشعلت فيه الحماس. كما ان بانون يسيطر علي موقعBreitbartNews وهي منصة لليمين, تضم شبابا يؤمنون بتفوق الرجل الأبيض ورفض الهجرة والتعددية الثقافية ومعاداة المرأة ومن ثم يرون ان اختيار بانون لهذا المنصب, يبث رسالة سلبية لجميع الأمريكيين الذين لم يدعموا ترامب في الانتخابات, ولم يختاروه رئيسا, لكنهم راغبون في منحه فرصة الاستفادة من شرعيته كرئيس فاز من خلال صناديق الاقتراع, وبدلا من مراعاة النصف المحبط داخل المجتمع الأمريكي, اختار ترامب تصعيد شخص يعتبره الأمريكيون مصدر تهديد. اما مؤيدوه فيصفون اياه بأنه ضابط سابق في البحرية يتمتع بالحكمة وبقدر عال من التعليم. وذكر أنه لم يشهد المواقف المتطرفة أو العنصرية التي يتحدث عنها المنتقدون. ومن رجال ترامب المثيرين للجدل الجنرال مايكل فلين الذي اختاره ترامب لوظيفة مستشار الأمن القومي وهو منصب لا يتطلب تأكيد مجلس الشيوخ الأمريكية لتعيين من سيشغله. وهو كان علي رأس وكالة الاستخبارات الدفاعية الأمركية, وقام بدور كبير في مهام العمليات الخاصة في مختلف أنحاء العالم. وكانت إحدي مهماته الرئيسية مراقبة المسار التسليحي لحركة طالبان, وقد ساعد علي تحقيق اختراقات كبري في مكافحة الإرهاب في العراق وأفغانستان وأماكن أخري ضد القاعدة والحركات المرتبطة بها. كما نشر عددا من المقالات في مجلة المشاة, ومجلة الحروب الصغيرة, وفصلية القوات المشتركة, ونشرات أخري تصدرها الاستخبارات العسكرية. لكن الرئيس أوباما اضطر لإقالته عام2014 وهي خطوة نسبت إلي روايته حقائق صادمة عن الحرب علي الإسلاميين المتشددين. ويشير مسئولون عملوا مع فلين إلي أن افتقاره لمهارات الإدارة وأسلوبه في القيادة كانت وراء عزله من وظيفته. ويمكن للطريقة التي سيتفاعل بها رجال الرئيس مع الملفات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية, أن تحدد الخطوط العريضة لتوجهات الإدارة الأمركية الجديدة.