شيء جميل ورائع أن نسمع ونقرأ كثيرا هذه الأيام عن تطوير التعليم وتطوير المناهج وإعادة صياغة العقلية المصرية بالعلم, فبدون التعليم السليم المحترم الناضج الذي يقوم علي الأخلاق والفضيلة ويصنع مواطنا صالحا فلا فائدة في أي شيء فما وصلنا إليه حاليا ليس إلا ثمرة تعليم سيئ خرج لنا مواطنا مشوها ممسوخا إلا ما رحم ربك, فضاع العلم وقبله ضاعت الأخلاق والفضيلة وضاع الاحترام ولا علم بلا أخلاق. فلو كان لدينا علم تسبقه التربية كما هو اسم وزارة التربية والتعليم لكان لدينا شعب متحضر يعمل وينتج ويسير في الطريق السليم وما كنا شاهدنا هذه النوعيات الرديئة من البشر في الشوارع والمتاجر وفي كل مكان لا تسمع منهم إلا كل ما يؤذيك.. لو كان عندنا تعليم جيد لكانت لدينا اقتصاديات رائعة ونواحي اجتماعية فاضلة ورياضة تغلفها الأخلاق وما كانت ملاعبنا شاهدت هذه النوعيات الغريبة من البشر التي تسير تحت رايات الجهل والتعصب والظلام سواء بين الجمهور أو اللاعبون أو المدربون أو المسئولون.. ودفعنا الثمن غاليا ب72 قتيلا من جمهور الأهلي و22 مثلهم من جمهور الزمالك.. العلم تربية وأخلاق وتعليم وهو الذي ينثر كل ظلاله علي أهله.. نريد إصلاح التعليم لينصلح حال المجتمع في كل المجالات. وقد استغربت مما يناقش داخل البرلمان عن مادة الأخلاق وهل تدرج أو لا؟ وهل تكون مادة نجاح ورسوب أو لا ؟.. المفترض أن هذا الأمر محسوم تماما وهذه المادة بتنا في أمس الحاجة إليها علي أن تكون أساسية وفيها نجاح ورسوب لأن ابتعادها عن المجموع سيجعلها مادة مهملة ولا أحد يلتفت إليها, والتربية الأخلاقية لابد أن تسير جنبا إلي جنب بجوار التربية الدينية والتربية الوطنية.. لابد من بناء مواطن مصري علي الأخلاق لينصلح حالنا فبدون علم وأخلاق لا مستقبل لهذا الوطن.. وصدق شوقي حين قال: إنما الأمم الأخلاق ما بقيت.. فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا ونحن الآن ذهبنا فهل نعود بالأخلاق.. ونتبع ديننا الحنيف الذي جسده رسولنا الكريم, صلي الله عليه وسلم, في قوله: إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق.. والذي عندما مدحه المولي عز وجل قال في كتابه الكريم: وإنك لعلي خلق عظيم.