الحب يضيء السراديب المظلمة وأن أنكر البعض وجوده وأهميته, فالعيب ليس في الحب لكن في عقولنا التي تعطي القلب إشارات ومفاهيم خاطئة وغير ناضجة عن الحب. فلا يهم أن تحب وتعيش الحب, المهم أن تعرف كيف تحب ؟ فكل شيء أوجده الله قابل للتعديل حتي عواطفنا. وجوهر الحياة الصحية تعتمد علي التبادل المتزن بين الأخذ والعطاء. كذلك الحب علاقة تبادلية من العطاء والاحترام فيها تكون علي طبيعتكلا تخاف من نقاط ضعفك مع من تحب. الحب لا يعرف الأنا ولا السيطرة والتحكم, فلا تفريط ولا إفراط في الحب. أما التعلق العاطفي فهو حب زائد خارج عن المعقول والمألوف فهو حالة مرضية تحول العلاقة مع شريك الحياة أو من نحب إلي سجن يجبره علي الفرار والتحرر من قيوده, حيث تسيطر الأناعلي العلاقة ويميل الشخص المتعلق للإنفراد بمن يحبوحصاره بالسؤال والاهتمام والحديث معه علي مدار اليوم ويبالغ في عواطفه حتي تفقد أهميتها, ويحصر نفسه في زاوية شريك حياته أو من يحب فلا يتركه يتنفس أو يفكر وحده,وتشتعل غيرته وينزعج من أي شخص يقترب منه حتي لو في أطار العمل. ولذا يري علماء النفس أن التعلق العاطفي اضطراب يدمر أي علاقة. فالحب عطاء والتعلق أنانية تصيب العلاقات والحياة الزوجية بالملل أوالفشل, لأن سقف التوقعات من العطاء لا يكون متوازنا. أما عن سبب التعلق العاطفي المرضي فيرجع إلي خلل في التربية منذ الصغر, كأن يعتمد الطفل علي أمه اعتمادا كليا. فحين تدعم الأم هذا التعلق تقوم بتثبيت فكرة الارتباط الخانق, فيفقد الشخصتقديره لذاته ويفشل في الاعتماد علي نفسه نتيجة لعدم الاستقلالية.فهو شخص يعاني من الفراغ الداخلي, والحب عنده سيطرة وتحكماعتقادا أنشريك حياته هو المسئول عن سعادته ولذا يعتمد علي الطرف الآخر ويستمد طاقته من وجوده كظل في حياته. وقد يكون السبب الحرمان من الحبومحاولة البحث عن قنوات بديلة أو التأثر بالنموذج القدوة أي كان( أب, أم, صديق, مدرس) أو عدم الثقة أو الميل لتضخيم المعاني والتفكير اللا عقلاني( المبالغة والخيال الزائد) كأن يقول الشخص: حبيبي أحسن واحد في الكون ومفيش منه اتنينفي حين أن العقل يقول الكمال لله وحده, وأي شخص فيه جانب إيجابي وآخر سلبي. أما العلاج فهو يحتاج ألي معرفة الأسباب الحقيقية وإرادة وتدريب علي تحمل الألم, والهدوء معتمارين استرخاء وتأمل, وتعديل أنماط التفكير والسلوك, وأحيانا العلاج الدوائي.