عصام الحضري.. نموذج مختلف ليس علي الكرة المصرية بل العالمية فما هو فيه الآن أمر غير عادي وغير طبيعي يفوق قدرات الكثير من البشر أمر لا يناله إلا ملتزم... ومجتهد.. وصاحب عزيمة.. و محترف بمعني الكلمة.. طموحاته لا سقف لها.. وعالمه مع الكرة بحر بلا شواطئ.. وبر بلا حدود.. وحر بلا قيود.. الحضري حارس غير معهود فلأول مرة يكون لدينا لاعب لا يعرف السن ولا يعرف كلمة خلاص كبرت.. ولا يعترف بكلمة مستحيل, الحضري أقل تعبير عنه أنه نموذج للإصرار, علينا جميعا أن نقتدي ونحتذي به نتعلم منه. الحضري هاتفته فوجدته متفائلا.. وقبل أن أبدأ معه الكلام قال إن شاء الله مش هعتزل إلا في روسيا يقصد بعد وصولنا إلي المونديال واللعب هناك ثم ترك الكرة.. قلت له: ليه كده يا حضري لسه بدري متكمل حتي2022 قال لا كفاية عليكم كده أنا هدفي آخره روسيا وإن شاء الله هيحصل. قال لي: المشكلة إن كل شوية بيسألوني هترجع الأهلي إمتي.. عايزينك ترجع لبيتك. وكان ردي عليهم: يا جماعة الأهلي هو في دمي وما له بداخلي كبير مهما حصل.. لكن هذا ملف بات مجرد فتحه أمر غير مناسب للأهلي أو لي.. فهدفي الآن المونديال وعلينا غلق هذا الباب, فقد نلت حظي من الأهلي كلاعب والقادم أفضل إن شاء الله. لم أكن مرتبا للحوار مع الحضري, كانت مجرد مكالمة للتهنئة بالفوز علي غانا والمستوي المتميز الذي ظهر عليه ودوره في الفوز الكبير ولاسيما أنه منذ المباراة وهو مغلق تليفونيا وخارج القاهرة ولا يتحدث مع أحد.. لكن لاعب بقيمة وشخصية هذا الحارس الثرية وروحه الجميلة من السهل أن تتحاور معه بدون تجهيز, فجاء هذا الحوار ارتجاليا مع أعظم حارس في تاريخ مصر فإلي الدردشة مع أبو ياسين.. في البداية قلت له نبتدي منين الحكاية ؟ قال نفسي أتكلم عن العلاقات بين لاعبي المنتخب الوطني وترابطهم وتآلفهم ودور ذلك في الفوز فلم يعد الآن فيه حاجة اسمها أهلي أو زمالك أو محترف كلنا نسيج واحد لا يوجد لاعبون من الشمال ولا آخرون من الجنوب.. فيه حب ومودة كلنا في قارب واحد وبهدف واحد هو الوصول إلي ما نريده.. بمعني كان هدفنا الوصول إلي أمم إفريقيا بعد غياب3 دورات في شكل لا يليق بمصر والحمد لله ركزنا بدرجة كبيرة وحققنا ما تعبنا من أجله.. كنا معا كأسرة واحده سواء اللاعبون أو الجهاز الفني أو اتحاد الكرة وعملنا بفكر احترافي, فرغنا أنفسنا لمنتخب مصر فكل لاعب منضم للمنتخب لا هدف له سوي اسم بلده ثم دخلنا كأس العالم وبدأنا مباراة الكونغو, لم نفكر إلا فيها وفزنا ووضعنا هذه المباراة خلف ظهرنا, بدأنا نفكر في مباراة غانا ركزنا وحققنا الهدف وسنبدأ من الآن في التفكير في أمم إفريقيا. في المعسكر كيف كانت الحالة قبل مباراة غانا؟ كان هناك تركيز كبير بلا حدود ونظام في منتهي الدقة ولا أحد يخرج عن النظام, تدريب وأكل وترفيه بعض الوقت ونوم ليس أكثر من ذلك لهذا نجحنا بفضل الله. إزاي يا حضري المعسكر كان فيه ناس كتير, من إعلاميين وصحفيين وتليفزيون وحقوق حصرية وكواليس حصرية وناس معكم في غرف الفندق؟ هذا الكلام فيه مبالغة كبيرة جدا ولم يكن له وجود علي أرض الواقع وأنا سمعت هذا الكلام الغريب كثيرا.. نعم كانت هناك قناة تليفزيونية لها حقوق حصرية في كواليس المنتخب لكن هل كانت معنا في غرف نومنا, هذا غير سليم تماما لم يحدث, وأنا كابتن المنتخب لم ولن أسمح بذلك وهذا من حقي فقد كان كل شيء بهذا الأمر بالترتيب بيني وبين المهندس إيهاب لهيطة مدير المنتخب بالاتفاق مع الجهاز الفني, ولم تحدث أي تجاوزات, فالقناة صاحبة الكواليس لم أكن أسمح لها بوصفي كابتن المنتخب بلقاء اللاعبين إلا في ثلاث حالات, الأولي عندما يكون اللاعبون في طريقهم إلي المران وفي الاطالات وأثناء الجري أما عند عمل تدريبات تكتيكية فلا تصوير ولا لقاءات من أي نوع, ثانيا: عند تناول الشاي أو القهوة أو أي مشروبات ممكن يأخد لقطات وكلمات سريعة: وثالثا: له الحق في الحصول علي تصريحات لاعبين اثنين فقط كل يوم لمدة خمسة أيام قبل المباراة بأربعة أيام لا لقاءات ولا حوارات, أما كون فيه استوديو فلا دخل لنا بذلك ولا أحد يستطيع الاقتراب من اللاعبين, هذا الكلام غير موجود والكاميرات لم تدخل إلا بعد الفوز في المباراة والاحتفالات لكن لم يخترق أحد معسكرنا ولم ننشغل بالإعلام نحن كنا في واد والإعلام يؤدي دوره بعيدا عنا كان أمامنا هدف واحد ومستر كوبر فاهم وعارف كل حاجة ولا يعقل أن مدربا بهذا الحجم سيترك فريقه للإعلام بهذا الشكل قبل مباراة كبيرة بهذا الحجم.. كوبر كان في جلساته مع اللاعبين وأثناء المحاضرة يقول للاعبين: فيه نموذج معكم لابد أن تنظروا له وهو عصام الحضري رغم ما لديه من تاريخ وبطولات وإنجازات وأرقام وفي مرحلة سنية تفوقكم لكنه يعمل كأصغر لاعب فيكم ملتزم جدا ولديه إصرار غير عادي وحب للعمل وشغف للتدريب وطموح في الوصول للمونديال, الحضري يتدرب ويلعب وكأنه جوعان كرة كونوا مثله سيكون لكم بصمة. وماذا قلت للاعبين قبل مباراة غانا بوصفك الكابتن لتحفيزهم ؟ كنت أتحدث معهم كثيرا وأقول لهم أمامنا هدف وطموح كبير وأنا لم ألعب كأس العالم وهذه فرصتي الأخيرة لكن أنتم فيكم لاعبون ممكن يلعبوا3 كأس عالم قادمة فساعدوني علي تحقيق هدفي أنتم محظوظون أنكم في منتخب مصر في هذه المرحلة السنية20 و25 و27 سنة أنا شخصيا أول مباراة لعبتها مع المنتخب كان سني وقتها34 سنة وربنا أعطاكم نعمة كبيرة فحافظوا عليها لابد أن يكون منتخب مصر هو أهم شيء في حياتنا.