هناك ثوابت للسياسة الأمريكية تجاه العالم، فالجمهوريون والديمقراطيون لا فرق جوهرى بينهما، كما هو حال العمل والليكود فى إسرائيل، جميعهم ينفذون سياسات وأهدافا استراتيجية لصالحهم فقط، ومحددة مسبقا، خاصة تجاه الشرق الأوسط، وفى غيبة الفروق، يكمن الاختلاف الطفيف بين هذا وذاك فى الأساليب والأدوات وآليات التنفيذ، وفقا للاحتياجات الامريكية الخالصة، فلماذا إذن احتفاء غالبية المصريين بهزيمة هيلارى كلينتون، وفوز دونالد ترامب؟ للجمهوريين طريقة فى تنفيذ سياساتهم، سلما وحربا، ملخصها الوضوح، حتى لو استخدموا أساليب وطرق القتل بانوعها، اما الديمقراطيون فيتخذون من السرية والدسائس والفتن طريقا واحدا نحو الهدف، فى عهد الجمهوريين قتل بوش الابن نصف مليون عراقى مسلم، وقتل من الأمريكيين الغزاة خمسة آلاف لأن صدام حاول قتل بوش الأب فى محاولة اغتيال فاشلة بالكويت، أما الديمقراطيون الذين تبنوا خطة الفوضى والهدم وإعادة التقسيم للوطن العربي، فاستخدموا جيوشا من العملاء وطابورا خامسا جرارا، وجماعات تلبس عباءة الإسلام كذب وافتراء، لهدم الدول فى اليمن وسوريا وليبيا ومصر والعراق ايضا ليقتل بأيدى الخونة ما يصل الى نصف مليون مواطن عربى حتى الآن ، ولكن دون قتلى من الأمريكيين ، إذن لافرق ، كلاهما يقتل باسم الديمقراطية ، فمنذ تسعينيات القرن الماضى وآلة القتل الامريكية تفعل الأفاعيل فى بيوت العرب والمسلمين، بطرق وأساليب استعمارية مباشرة حين يتولى الجمهوريون، وسرية خبيثة حينما يتولى الديمقراطيون، ومع كل هذه الحقائق التى أصبح كل بنى وطنى من المحيط الى الخليج يعلمونها علم اليقين تبرز أسباب وجيهة للكراهية العربية لشخص هيلارى كلينتون، والترحيب المصرى خاصة بوصول ترامب، أولها هو الشماتة فى تلك الحيزبون التى لعبت دورا مهما ومؤثرا فى إنشاء تنظيم طليعى أمريكى كآله هدم للوطن العربى أطلقت عليه منذ عام 2008 م ) برنامج تحالف قمة الحركات الشبابية(، وهذا البرنامج تحديدا، كانت له عواقب ضارة جسيمة على الشرق الأوسط كله، وهو الذى وضع مصطلح )نشطاء ( للطابور الخامس الذى عمل داخل البرنامج، وهو الذى قدم كل التسهيلات لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعى للترويج لافكار الهدم ، وانشاء مجموعات الكترونية مغلقة من الداخل والخارج تعمل ليل نهار لاستقطاب العملاء الجدد والترويج للشائعات والأكاذيب، واستخدام طابور المتطرفين من الإخوان والجماعة الإسلامية الى القاعدة، وانشاء جماعات متطرفة خاصة بأمريكا كداعش وجبهة النصرة وأحرار الشام، وهو برنامج خصص له مليارات الدولارات، عرفت منه بالطبع رأس أفعى التطرف المعروفة بجماعة الإخوان وبالتوافق مع بريطانيا باعتبارها مسئول التربية والحماية الأول للجماعة، مما أدى لتغيير واسع للأنظمة والخطة مستمرة رغم فشلها فى مصر، إذن يرى الجمهوريون أحداث انقلابات فى الشرق الأوسط بالوسائل العسكرية المباشرة، فى حين كانت الخبيثة هيلارى ترى إحداث نفس الانقلابات باستخدام الفتن والدسائس والعملاء والإخوان والتليفزيون، والفيس بوك، وتويتر كذبا وافتراء، ليأكل بعضنا البعض من الداخل دون قطرة دم أمريكية واحدة، وهى أمور أشد خطرا لأنها تأتى فجأة من أمامنا ومن تحت أقدامنا، ومن خلفنا، وعن شمائلنا، وبالطبع نحن فى مصر نفضل العدو الظاهر عن العدو الخفي، فالعدو الظاهر وسائل مقاومته معروفة ومحددة، أما عملاء الداخل بكل انواعهم، والذين حزنوا، ولطموا الخدود على هزيمة الشمطاء الخبيثة هيلارى كلينتون فاقول لهم ..توبوا الى الله .. واستغفروه..، فلقد ولى زمن العملاء، وتوقف الدعم والتمويل، وفسد الإرشاد والتوجيه الأمريكي والبريطاني، واصبحتم مسخرة للناس، بعد أن كشفت كل المخططات، وبانت كل النوايا السيئة الخبيثة ..لعل وعسى تقبلكم الشعوب قبل الحكومات.