ولأن الجنرال محمود الجوهري يرجع إليه الفضل في نقل الكرة المصرية لعصر الاحتراف بعد عهود طويلة من الهواية,وكان سباقا في الحث علي توثيق عقود احتراف للاعبين مع أنديتهم,وشجع مواهب كثيرة من لاعبينا علي خوض تجربة الاحتراف الخارجي,لم يجد الرجل المحترف مانعا من تدريب فريق منافس لناديه الذي تربي بين جدرانه لاعبا ومدربا, ولم يفكر بمنطقه الاحترافي شديد التطور فيما سيناله ممن سيتهمونه بعدم الولاء للفانلة الحمراء,ليقينه بأن أصحاب المبادرات التي تسبق بفكرها الآخرين دائما ما يدفعون ثمنا لثورتهم علي القوالب الجامدة والأفكار القديمة. ثار الجوهري علي المألوف وتقدم باستقالته من تدريب النادي الأهلي لمجلس صالح سليم في يوليو1985 لمجرد شعوره بالتدخل في عمله,عندما رفضت إدارة النادي سفر اللاعب محمد عباس للحاق بمعسكر الفريق استعدادا لمباراة الزمالك في دور ال8 لكأس مصر,ولمجرد سؤال حسن حمدي المشرف علي الكرة وعضو المجلس عن مدي استعداد الفريق للمباراة. قوة شخصية الجوهري دفعته ليرفض التدخل في عمله,واليوم يضع رؤساء الأندية وأعضاء المجلس قوائم فرقهم التي يخوضون بها المباريات! سيذكر التاريخ دوما أنه أول مدرب مصري وأخر مدرب- إلي ان يجود الزمان بجوهري جديد- تولي تدريب القطبين الكبيرين,فكان أول مدرب يقود الأحمر للفوز ببطولة أفريقيا للأندية أبطال الدوري1982, وقاد الأبيض للفوز بنفس البطولة1993, والفوز بكأس السوبر الأفريقي بتغلبه علي الأهلي في جوهانسبرج أوائل.1994 ربما يكون منع الكابتن الجوهري من دخول النادي الأهلي عقب استقالته من تدريب الفريق من أسباب قبوله تدريب الزمالك ولكنه ليس السبب الأوحد,وهي خطوة جريئة أسست لمعني حديث وواقعي لمفهوم الاحتراف غير أنه حتي الآن لم يأخذ أحد بمبادرة إعادة التجربة. مع نهاية موسم1992.1993 قامت الدنيا ولم تقعد إثر انتقال رضا عبدالعال لاعب الزمالك إلي الأهلي مقابل625 ألف جنيه وهو سعر خيالي وقتها,ثم شهدت الساحة انتقالات بالجملة بين قطبي الكرة,استغرب الجمهور الأمر واستهجنه في البداية غير أنه بمرور الوقت اقتنع بأنه الواقع الاحترافي فمن الجبهة الأهلوية إلي الجبهة الزمالكوية انتقل لاعبون كثر منهم جمال عبدالحميد وزكريا ناصف وأيمن شوقي وإبراهيم سعيد وحسام وإبراهيم حسن وعصام الحضري وحسن مصطفي وحسين ياسر المحمدي,ومن القبيلة البيضاء للحمراء انتقل لاعبون منهم مجدي طلبة وإسلام الشاطر وطارق السعيد ومعتز إينو ونادرالسيد وجمال حمزة وأخيرا مؤمن زكريا,وبات السؤال يطرح نفسه بقوة,إذا كان اللاعبون المرتبطون بعقود مع الأهلي والزمالك ينتقلون إلي المعسكر المنافس عند انتهاء أو فسخ التعاقد فلماذا لا ينتقل المدربون الذين ينتمون لمعسكر التدريب للمعسكر الآخر! ومن يتحمل مسئولية الجمود الذي يكتنف تكرار التجربة. أري أن الأمر له حسابات خاصة بمسئولي الأندية وليس بالمدربين,فالمدرب ابن النادي يتم اختياره بمعيار ولائه لرئيس النادي,وإلا لماذا استعان محمود طاهر بحسام البدري وتخلص من زيزو,ولم يفكر في مختار مختار أو محمد عامر أو هاني رمزي أو ماهر همام أو حمادة صدقي مثلا.. ببساطة لأن الجميع يعلم بأنهم علي علاقة طيبة بمحمود الخطيب الذي قد يترشح لرئاسة الأهلي,وهو ما يهز عرش محمود طاهر,الذي لا يقترب أصلا من فكرة فتح حوار مع حسن شحاتة أو فاروق جعفر مثلا لمعرفة موقفهما لو عرض علي احدهما تدريب الأهلي,أما في الزمالك فالمستشار مرتضي منصور صاحب جرأة ومفاجآت غير متوقعة وقد يستعين بمدرب أهلاوي من المغضوب عليهم في الأهلي. علمت أن ربيع ياسين لا يجد مانعا من تدريب الفريق الأبيض فهل عند مجلس الزمالك مانعا ولو في المستقبل القريب؟!