حامل العلم.. نال الشهادة كانت تلك العبارة التي ترددت بين أهالي قرية ميت علي مسقط رأس شهيدها الرائد أحمد أبو النجا, فقد كان الشهيد يتعدي طوله المترين وكان حاملا لعلم مصر في محافل كثيرة.. وكانت قد اتشحت محافظة الدقهلية بالسواد وسادت حالة من الحزن الشديد عقب ورود خبر استشهاد الرائد مهندس أحمد محمود أحمد أبو النجا, أثناء تفكيكه عبوة ناسفة بالشيخ زويد في شمال سيناء, حيث انفجرت العبوة مما أدي لاستشهاده علي الفور. وشارك المئات من أهالي قرية ميت علي والقري المجاورة التابعة لمركز المنصورة في تشييع جثمان الشهيد, وتقدم الجنازة حسام الدين إمام, محافظ الدقهلية, واللواء مصطفي النمر مدير أمن الدقهلية, والمستشار العسكري العقيد تامر محمد نصار, وقيادات الجيش الثاني الميداني وزملاء الشهيد, والقيادات التنفيذية والشعبية بالمحافظة. وخرجت والدة الشهيد لطفية إبراهيم من مستشفيالباطنة التخصصي لحضور جنازة ابنها, وكانت دخلتها لعلاجها من جلطة, كما حاول والد الشهيد التماسك علي الرغم من إصابته أيضا بجلطه في ساقه. وفي كلمات ممزوجة بالدموع, قال والد الشهيد أحمد محمود أبو النجا, مهندس زراعي بالمعاش: كنت حاسس إن ابني هينال الشهادة.. وأنا جهزت المقابر علشان تليق بأحمد, وكان البطل دائما بيقول لي: أنا عاوز أموت شهيد, فيما أصيبت والدته بإغماءة وتم إسعافها وانهمرت دموعها باكية عليابنها البطل الشهيد. وقالت شقيقة الشهيد الكبري الدكتورة إيمان, المدرس بكلية الطب البيطري بجامعة أسيوط: إن أحمد من القلائل الذين تمر بهم في حياتك فهو نعم الأخ وكان بارا بوالديه علي الرغم من غيابه لفترات طويلة في عمله, إلا أنه كان دائم السؤال عنا وخاصة عقب إصابة والدتي بجلطة ومرض والدي. من جانبه, قال الدكتور وجيه أبو عويضة ابن عمة الشهيد: إن البطل كان بمثابة أخي الأصغر وابني, وكانت آخر مكالمة معه منذ ثلاثة أيام ورقمه مازال علي هاتفي وللشهيد شقيق أصغر منه يعمل مهندسا بالسعودية ومتزوجوله فقط بنت اسمها مريم عمرها ثلاثة شهور, وكان دائما يحكي لي عن حياته وكان يردد لي أثناء دراسته: أنا عاوز اتخرج وأنول الشهادة. فيما أكد عمرو المتولي عمدة القرية أن والد الشهيد كان يشعر بدنو أجل ابنه وأنه جهز مقبرة قبل إصابته بجلطة منذ ستة أشهر.