نزح عيسي من مدينة الشيخ زويد بشمال سيناء واستقر بقرية جلبانة بالقنطرة شرق قبل عدة أشهر وراوده حلم الثراء السريع ووجد المناخ مهيئا أمامه لفرض إتاوات علي أصحاب المزارع المنتشرة في المنطقة الجديدة التي انتقل إليها. يخرج في الصباح من منزله مستقلا دراجته البخارية ويخفي السلاح الآلي بين طيات ملابسه ويظل يتجول بحثا عن الضحايا وعند عثوره عليهم يبدأ في الحديث معهم بكلام يثير الخوف والرعب في نفوسهم علي ممتلكاتهم من أن هناك عصابات تخصصت في سرقة المعدات والأدوات الزراعية والثروة الحيوانية قد تستهدفهم وأنه يعرض خدماته لحراستهم بشرط منحه حصة من المال لكي يوفر لهم الحماية اللازمة. ينجح عيسي في ابتزاز البعض, فيما يبدأ بنسج خيوطه العدوانية تجاه الآخرين الذين يرفضون التعامل معه ويحذرهم من استهدافهم في أي وقت علي أيدي أرباب السوابق, وحتي يكون صادقا في أقواله, يرسم خطته التي تعتمد علي إطلاق النيران للتغطية علي عمليات السرقة التي تجري تحت جنح الظلام ويعود عيسي من حيث أتي حاملا الغنائم من أدوات زراعية ومواشي لكي يبيعها في الأسواق الأسبوعية, ليصرف علي ملذاته الشخصية في تعاطي المواد المخدرة والسهر مع أصدقاء السوء, ونظرا لخطورته الشديدة علي المجتمع المحيط به وتعدد الشكاوي بشأنه من أصحاب المزارع العزل, وضعته مصلحة الأمن العام بوزارة الداخلية علي قائمة المطلوب سرعة الإمساك بهم, للقضاء علي سلوكه الإجرامي. وتمكن رجال مباحث الإسماعيلية من القبض عليه وعثر معه علي بندقية آلية وذخيرة قبل اتجاهه لتنفيذ إحدي العمليات الإجرامية, وتحرر محضر له وتولت النيابة العامة التحقيق. وكان اللواء عصام سعد, مدير أمن الإسماعيلية, قد عقد اجتماعا مع اللواء إبراهيم سلامة, مدير إدارة البحث الجنائي. لدراسة ومناقشة المعلومات الواردة إليهما بشأن شكاوي من قبل أصحاب المزارع, حيث تم تشكيل فريق بحث بإشراف العميد محمد عربان, رئيس مباحث الإسماعيلية, ضم العقيد ياسر عبد الرحيم, رئيس فرع شمال, والرائد أحمد عبد العزيز, رئيس مباحث القنطرة شرق, ومعاونيه النقباء محمد الطحاوي. ومحمد عبد الحكيم, وعمرو خفاجي ودلت تحرياتهم أن المدعو عيسي22 سنة, عاطل, يسكن في قرية جلبانة نزح من شمال سيناء قبل فترة ليست بالقصيرة وأشاع بالمنطقة التي يعيش فيها أنه يعمل خفيرا داخل بعض الأراضي الزراعية, حتي لا يلفت الأنظار إليه لنشاطه الآثم في السرقات المتنوعة التي يرتكبها وأضافت التحريات أن المتهم يتمتع بالذكاء الحاد والقدرة علي الهرب وقت الشعور بتحركات غير طبيعية من حوله أثناء قيامه بالسطو علي المزارع والاختفاء بعيدا عن أعين الأجهزة الأمنية التي كانت تبحث عنه للإمساك به. وأشارت التحريات إلي أن عيسي يمتلك دراجة بخارية بدون لوحات معدنية وسلاح آلي عيار7.62*39 وذخيرة, قام بجلبها من محل إقامته القديم في مدينة الشيخ زويد قبل أن يستقر الحال به للسكن في قرية جلبانة ويستخدمه في عملياته الإجرامية, وبعرض التحريات علي النيابة تم استصدار إذن لضبط المتهم وأعد ضباط المباحث أكمنة ثابتة ومتحركة, وعندما حانت ساعة الصفر وصلت إليهم معلومة عن وجوده في إحدي المناطق بقرية جلبانة واتجهوا مسرعين إليه ونصبوا كردونا حوله وأجبروه علي التوقف وبتفتيشه عثروا معه علي السلاح الآلي والطلقات النارية, وتم اصطحابه وسط حراسة أمنية مشددة لغرفة التحقيقات, وبمواجهته بما أسفرت عنه التحريات وواقعة الضبط اعترف تفصيليا بالجرائم المنسوبة إليه من إرهاب ضحاياه والحصول منهم علي إتاوات مالية عنوة, حتي يتركهم وشأنهم دون أذيتهم وبعرضه علي عبد الكريم وكيل النيابة العامة, باشر التحقيق معه تحت إشراف أحمد حافظ, رئيس نيابة القنطرة, الذي أمر بحبسه أربعة أيام علي ذمة التحقيق.