بين آلام الفراق ولحظات الفخر والاعتزاز تعيش أسرة الشهيد إبراهيم مبارك علي النوبي الذي قدم حياته قربانا للدفاع عن محصل الكهرباء الذي استجار به هربا من البلطجية فلم يتردد سائق أتوبيس المدرسة الخاصة في التجمع الخامس في إغاثة من استجار به ليدفع حياته ثمنا ويقدمها دليلا واضحا علي عظمة ونخوة أبناء مصر. وعندما وصلنا إلي منزل الشهيد في شارع عبد الكريم في منطقة المطرية وجدنا وجوها مصرية أصابتها مسحة الحزن في مقتل, فالابنة أسماء صاحبة ال18 ربيعا كست وجهيها البريء دموع الحزن علي فقدان الأب الحنون وفي أحد أركان صالة الشقة يشرد الابن محمد بنظرات تسأل عن مستقبل لايتخيله بدون الأب وكأنه يسأل كيف أواجه الغد دون توجيه والدي وهل آن الأوان مبكرا لتحمل مسئولية شقيقتي ووالدتي وبنظرات لاتدرك ملامح الغد تفتقد فيه الابنة حنان الوالد تجلس أحلام الابنة الصغري ذات الأعوام السبعة لاتعرف حروف الإجابة عن اسئلة تموج في نفسها البريئة لتصيبها في حيرة ورغبة في أن يقول لها إنسان لماذا حرمها البلطجية من والدها؟ لتفقد سؤاله الدائم عنها فور وصوله إلي المنزل. وبين صدي الاسئلة الحائرة تلمح وجه الزوجة هذه السيدة الصامدة تحاول التخفيف علي أبنائها رغم أن عيونها تكشف عن حزن يكفي ماتبقي من مشوار العمر وتحكي بمرارة عن تفاصيل اليوم الأخير في حياة زوجها قائلة أنه استيقظ كعادته في الخامسة والنصف فجرا ثم توضأ وصلي وقبل خروجه يمد يده ليعطيها5 جنيهات لشراء الإفطار للأولاد وفور وصوله إلي عمله يتصل تليفونيا للاطمئنان علي الإبنة الصغري محاولا طرد مشاعر خوف إنتابته بسبب رؤية سيارة تصدم طفلة صغيرة ويالعجائب القدر فقد أصابه طائر الفراق لتنهي زوجته حديثها إلينا بشكرها لوزير الكهرباء الذي قرر تعيين ابنة الشهيد قائلة له كل الشكر وللشهيد علي حق تنفيذ وصيته بعدم تشغيل إبنته خوفا عليها. وقبل انصرافنا تساءلت كريمة شقيقة الشهيد عن من المسئول وإلي متي سنبقي في ذعر وخوف من البلطجية. جمعنا أوراقنا محملين بأمانة القصاص من القتلة تلك الأمانة التي طالبت بها الزوجة والأبناء. وبدورنا نطلب سرعة القصاص فالشهيد قدم نموذجا للفداء والتضحية يجب إحترامه وانحناء الرؤوس تقديرا له فمصر لاتنسي أبناءها الشهداء سواء من كانوا في ميدان التحرير أو من قدموا أرواحهم في ميادين الدفاع عن العزة والكرامة.