إذا كانت اأيام قرطاج السينمائية ممتدة من28 أكتوبر إلي5 نوفمبر2016, فيمكن اعتبار أمس يوم يوسف شاهين في هذا المهرجان العريق, بل لا أبالغ إذا قلت إن دورته الحالية, التي تحمل رقم27, دورة اشاهينيةب بشكل أو بآخر فرغم أنها تشهد الاحتفال بمرور50 عاما علي تأسيس المهرجان, الأقدم في المنطقة العربية وإفريقيا, إلا أنها حملت روح شاهين منذ اللحظات الأولي في حفل الافتتاح, حين صفق الحضور طويلا لاسمه, ورددوا وراء صوت محمد منير أغنية اعلي صوتك بالغناب من فيلمه االمصير, والتي تم اتخاذها كأحد شعارات الأيامب هذا العام. وشهد قصر المؤتمرات بشارع محمد الخامس بالعاصمة تونس أمس ندوة موسعة وحميمة لتكريم اسم شاهين حضرها العديد من النجوم الذين عملوا معه وكذلك كثير من أصدقائه ورفاق دربه وتلاميذه, ومنهم عزت العلايلي ومحمود حميدة وسيف عبد الرحمن وخالد النبوي وخالد يوسف ويسرا اللوزي ودرة, بالإضافة إلي الكبير جميل راتب الذي لم تسمح له ظروفه الصحية بالجلوس علي المنصة وجلس علي كرسي متحرك في الصالة وألقي كلمة قصيرة. قدم الندوة الناقد التونسي الكبير خميس الخياطي, الذي أعد كتاب خمسينية قرطاج, وأدارها الناقد اللبناني الكبير إبراهيم العريس, الذي أعطي الكلمة أولا للعلايلي الذي روي للحضور ظروف تعرفه علي شاهين عن طريق الصحفي والسيناريست الراحل حسن فؤاد, واشتراكه في فيلم االأرض, ثم تحول علاقته بيوسف إلي صداقة واشتراكه في بطولة العديد من أعماله بعد ذلك, ومنها فيلم االاختيار, الذي فشل جماهيريا في بداية عرضه إلي درجة توجيه الشتائم بالأب والأم للعلايلي الذي أصيب بأزمة نفسية لم تخرجه منها سوي العملاقة أم كلثوم التي قالت له إن الله الذي منحه الموهبة لن يتخلي عنه. ثم تحدث النجم محمود حميدة عن العلاقة بين المخرج شاهين وبين الممثل عن طريق العلايلي نفسه الذي قال إنه كان معجبا به وكان يتابعه ويطارده في كل مكان ليراقب تصرفاته لأنه- علي حد قول حميدة- أفضل وجه سينمائي رآه علي الشاشة بفضل شاهين, وإن تلك الصورة لم يظهر بها العلايلي مع أي مخرج آخر. أما علاقة الممثل بالمخرج شاهين, فقد تحدث عنها حميدة بالتركيز علي علاقة العمل التي جمعته هو بيوسف, وكيف أنه اكتشف- أثناء قراءة سيناريوهات أفلام المخرج الكبير- أن اأصواتب الشخصيات تتغير من شخصية إلي أخري لكنها كلها تتحدث بالغةب شاهين, وأن ذلك لم يعجبه لأنه كان يريد لكل شخصية- خاصة الشخصية التي يؤديها- أن تتحدث بلغتها, ولذلك أقدم- وهو الوحيد الذي فعل ذلك- علي تغيير جمل الحوار الخاصة بشخصيته لتناسبه وتناسبها أيضا, وكيف أن الأستاذ اقتنع بذلك لكن بعد اخناقاتب كثيرة! وتوالت بعد ذلك كلمات وشهادات الزملاء ورفاق الدرب والتلاميذ, وكان أطرفها شهادة المنتج جابي خوري, ابن شقيقة شاهين ومنتج معظم أفلامه, حيث ضرب العديد من الأمثلة علي اهتمام الكبير الراحل بأدق تفاصيل أعماله, ومنها أنه استدعاه في عز الليل ليتصل بالموسيقار الكبير الراحل كمال الطويل ويبلغه اعتراض شاهين علي نغمة واحدة- وصفها باترام ترامب- في أغنية اعلي صوتك بالغناب من فيلم االمصير, وكيف أنه وجد نفسه محرجا بين هذين العملاقين, لكنه اتصل بالطويل في النهاية وبلغ الرسالة, ليعترض الأخير هو الآخر ويقول له إنه سيقاضيه هو واخاله(!), لكن الأمر انتهي باتفاق الكبيرين وخروج الأغنية بالشكل الجميل الذي استمع إليه الجمهور. وتم بعد ذلك افتتاح معرض صور يوسف شاهين وأعماله بقصر المؤتمرات أيضا بحضور ضيوف الندوة وإبراهيم لطيف, مدير اأيام قرطاج السينمائية, بجهود من عائلة بكر الشهيرة التي تولت تصوير معظم أفلام اجوب ومعظم أفلام السينما المصرية بشكل عام.