هذه الروح التى تميزت بالحماس والانفتاح والصراحة والأفكار الخلاقة والمبدعة، هى ما ميز المؤتمر الوطنى للشباب فى شرم الشيخ. وأهم ما ناقشه المؤتمر ملف إصلاح منظومة التعليم, وربطها بسوق العمل, حتي لا نجد مشروعات بلا شباب مؤهلين, ولا شباب بلا عمل, فالاستثمار يأتي حيث قوة العمل المؤهلة, وليس فقط بسبب التسهيلات التي تقدمها الدولة. الوجه الحقيقي للمؤتمر الوطني للشباب لم يظهر في الافتتاح وكلمة الرئيس, وإنما في الجلسات والورش التي ناقش فيها الشباب مشكلات مصر بشكل مفصل, والتي حرص الرئيس علي حضور عدد منها, وظل يستمع دون تدخل.. أراد أن يتعرف عن قرب علي ما يفكر فيه الشباب, وكيف يتحاورون حول القضايا الحيوية, ولهذا بدا الرئيس متفائلا وسعيدا, فقد استمع من الشباب للكثير من الآراء التي تؤكد أن مصر ولادة, وأن هذا الجيل علي قدر كبير من الوعي والإدراك, وأن حماسه وقدرته علي الابتكار والتفكير العلمي الخلاق علي قدر المسئولية الملقاة علي عاتقه, وأنهم قد امتلكوا من الوعي والجرأة ما يؤهلهم لأن يكونوا في صدارة المشهد, وهو ما أثار حماس الرئيس لعقد لقاء شهري مع الشباب لمتابعة خطط العمل ومعدلات إنجاز التوصيات, وسبل التغلب علي المعوقات, وتتعلق التوصيات بعدد كبير من القضايا الحيوية التي تواجه مصر. وأهم ما في مقترحات وتوصيات مؤتمر الشباب أنها ستتحول سريعا إلي برامج عمل لتنفيذها, بعضها سيتحول إلي مشروعات قوانين يناقشها مجلس النواب, وأخري ستحال فورا إلي الأجهزة التنفيذية لبدء العمل بها وتقييمها علي أرض الواقع. وأهم ما ناقشه المؤتمر ملف إصلاح منظومة التعليم, وربطها بسوق العمل, حتي لا نجد مشروعات بلا شباب مؤهلين, ولا شباب بلا عمل, فالاستثمار يأتي حيث قوة العمل المؤهلة, وليس فقط بسبب التسهيلات التي تقدمها الدولة. كما ناقش الشباب ملف الحريات العامة والمشاركة السياسية, والأنماط السلوكية للشباب, ودراسة مسببات العنف في الملاعب, وسبل التغلب عليها, ودور المشروعات الصغيرة والمتوسطة في القضاء علي البطالة, والفرص المتاحة للشباب للمشاركة في انتخابات المحليات, وهي من أهم المحاور التي ناقشها الشباب, باعتبار المجالس المحلية اللبنة الأولي لبناء مشاركة سياسية فعالة, ومرتبطة مباشرة بمشكلات الجماهير وحياتهم اليومية, والتي يمكن أن تكون دافعة مهمة للتنمية, بعد أن كانت من أهم العقبات, نظرا لاستفحال ظاهرة الفساد في المحليات, وبالتالي فإن تصويبها سوف يشكل نقلة نوعية في الشراكة الشعبية لمواجهة الأزمات, وبوتقة للتفاعل بين الشعب والقيادة, وقد حظي هذا الملف باهتمام كبير. كما كان من الطبيعي أن تحظي الرياضة بنصيب كبير من المناقشات, ومنها اهتمام المدارس والجامعات بالنشاط الرياضي, وحتي كيفية تأهيل أبطال رياضيين في جميع المجالات, وعدم قصر هذا الدور علي الأندية وحدها, لأن قطاعا كبيرا من الشباب لا يستطيع ممارسة النشاط الرياضي في الأندية, وعودة النشاط الرياضي للمدارس والجامعات سيوسع من قاعدة المشاركة, وبالتالي اكتشاف الكثير من المواهب الرياضية التي يمكن أن تحظي بالرعاية المناسبة. وكان لحضور عدد كبير من المسئولين دوره الكبير في تفعيل المناقشات, وأن يتعرف المسئولون علي الواقع الذي يعيشه الشباب ورؤيتهم لتجاوز مشكلاته, وقد لمست تفاعلا سريعا من جانب المسئولين, الذين أبدوا حماسهم لعدد من الأفكار والاقتراحات التي طرحها الشباب, وأنتظر من مجلس النواب بحثها, ووضعها في صورة تشريعات وقوانين بعد أن تدرسها اللجان النوعية, كما نتطلع لحسم قانون الهيئات الشبابية ليخرج إلي النور, وكذلك إنشاء بنك للشباب يتولي دراسة وتمويل مشروعات الشباب, ويقدم لهم العون الفني والمالي. هذه الروح التي تميزت بالحماس والانفتاح والصراحة والأفكار الخلاقة والمبدعة, هي ما ميز المؤتمر الوطني للشباب في شرم الشيخ, والذي خرجت منه أنوار التفاؤل التي أشعلها شباب مصر, والتي أشعلت الحماس والثقة والتصميم علي استكمال المشوار بمثل هؤلاء الشباب الذين سيفتحون أبواب المستقبل لمصر الحديثة والقوية والعامرة بالإنتاج والعلم والعمل.