تحدثنا كثيرا عن ضرورة وجود حوار مباشر بينالمسئولين والشباب, ومحاولة الاستفادة من أفكارهم وأرائهم في حل وعلاج القضايا والمشكلات الوطنية المختلفة,ولحسن الحظ فقد أخذ الرئيس عبد الفتاح السيسيزمام المبادرة في هذه القضية,وأعطي الإشارة بعقد مؤتمر وطني جامع ومهم في يوم25 أكتوبر الحالي, وتتبناه وزارة الشباب والرياضة بإشراف المهندس خالد عبد العزيز, لينطلق هذا المؤتمر في خطوة تؤكد حرص الرئيس علي تمكين الشباب وتأهيلهم سياسيا وعلميا وإداريا كي يصبحوا, قولا وفعلا, قادة المستقبل وحماته. وإذا كان من الجائز القول بأن حوار الرئيس مع الشباب الذين سيشاركون في هذا الحوار الوطني,سوف يكون نموذجا مصغرا لمصر المستقبل,لأن هؤلاء الشباب إذا ما تحدثوا بحرية وأريحية مع الوزراء والمسئولين في مجمل القضايا الوطنية الملحة, فإنه يمكن أن يكون هذا الحوار هو بمثابة ضربة البداية الفعلية ليشارك الشباب في مناقشة المشكلات والقضايا الوطنية وتقديم وطرح الرؤي والبدائل من أجل علاجها علاجا جذريا, ولكن بشرط أن توضع نتائج هذا الحوار بين الرئيس والشباب, موضع التنفيذ الفعلي, وهو الأمر الذي سوف يسهم إسهاما كبيرا في إعادة الثقةبين الدولة والشباب من ناحية, ويحبط مساعي الفئة الباغية للدس والوقيعة بين الشباب والقيادة, من ناحبة أخري. وبالطبع فإن أهمية هذا الحوار الوطني,ترجع في ظني, إلي عدة أسباب منها ما هو اجتماعي وما هو سياسييبني جسورا متينة من الثقة والتواصل بين الشباب والقيادة والسياسية,والتي يمكن أن تشكل بدورها حائط صد ضد الآراء السلبية التي تبثها بعض وسائل الإعلام. ولذلك أتمني أن يطرح السيد الرئيس مسابقة قومية كبري علي الشباب حول أفضل مشروع حر قام به شابونجح نجاحا ملموسا, لكي يصبح هذا النموذج قدوة للشباب في ضرورة المبادرة والمبادأة بتبني المشروعات الصغيرة والمتوسطة,بدلا من انتظار الوظيفة الحكومية التي أصبحت غير متاحة أصلا,نظرا لتكدس الجهاز الحكومي, وأن الحل هو في العمل الحر والقطاع الخاص,وقبلهما إحساس الشباب بدوره في البناء والتنمية. علينا إذن البدء وفورا في تبني برنامج عمل وطني يسهم في قراءة فاحصة و موضوعية وأمينة لعقول الشباب, تتعرف علي مشاكلهم, وتتلمس الحلول لها, وكذلك تتعرف علي توجهاتهم السياسية والفكرية وطموحاتهم المستقبلية, بما يسهم في إعادة الثقة المفقودة من جانبهم في انجازات الدولة, فضلا عن ضرورة مصارحتهم بحجم وكم الأزمات التي تمر بها البلاد,نتيجة لأسباب خارجية وأخري داخلية. وفي يقيني أن اختيار هذا الوقت بالتحديد لإجراء هذا الحوار له أهميته القصوي في منح الشباب الفرصة لدعم الاستقرار والأمن الداخلي, ومواجهةالدعوات الهدامة, وذلك كله لن يتم إلا بإشراك الشباب أنفسهم في وضع برامج العمل الوطنية والتخطيط لها والعمل فيها جنبا إلي جنب الحكومة والأحزاب والمجتمع المدني. وأطالب الرئيس خلال حواره المرتقب مع الشباب أن يقوم بتفعيل ميثاق الشرف الإعلامي حتي يتعرفوا عن قرب حجم الانجازات الحقيقية والتي تتحقق الآن علي أرض الواقع بسواعد وعرق شباب مثلهم, لا يقل وطنية ولا كفاحا عنهم, فالحياة لا يمكن أن تسير علي وتيرة واحدة, ففيها الصعود والهبوط حتي تستقر إلي الثبات. المهم في هذا السياق,أن الانجازات الشبابية التي تتم علي أرض الواقع كبيرة جدا,وأطن أنها لم تحدث منذ سنواتطويلة,سواء أكانت منشآت رياضية أو ملاعب مضاءة, أو غيرها من الانجازات الكبري التي تملأ ربوع مصر الجديدة شمالا وجنوبا, وشرقا وغربا, والتي لا تقبل الشك مطلقا.