المؤكد أن مصر مازالت تتعرض لضغوط تفوق قدرة التحمل, والثابت أن مصر ما زالت علي قائمة الخطة الأمريكية للفوضي والتقسيم, والمعلوم للكافة أن حكام أمريكا وبريطانيا يستخدمون كل أدواتهم لتحقيق هذا الهدف وبأقل خسائر ممكنة, وما نراه علي الساحة العربية والإقليمية والدولية ماهو الا فصول في مسرحية دموية أمريكية عنيفة, مهما تغيرت شخوص وأساليب اللاعبين, فمرة تراه داعية حقوق انسان علي الطريقة الغربية التي لا تناسبنا, أو تراه داعية يطلق لحية مستعارة كاذبةمستخدما الدين في الذبح والتفجير, ومرة يدعي انتماءه الي القوميين العرب وهم منه براء, وأخري تراه يدعي البكاء علي مجد العروبة الضائع, وهو لها من الكائدين, وفي احيان كثيرة يكشف وجهه عيانا بيانا بل ويفتخر بعمالته لاعداء الوطن, المهم عندهم أن تتحول المنطقة الي كومة من الرماد, ليسهل إعادة تشكيلها مهما جرت فيها من أنهار الدماء, وآهات الألم, وانهيار للاقتصاد, وكلما تطورت فصول المسرحية الدموية الامريكية التي تجري احداثها في الوطن العربي البائس, تزايدت التحديات وصعبت المهمة أمام حماة الوطن والشعب المصري العظيم, حيث لايزال الرهان علي يقظة وفطنة وسمو اخلاق هذا الشعب الذي يستطيع بسهولة كشف المؤامرات, وفرز الغث من السمين, شعب بلا كاتالوج احتار فيه كل الأعداء علي مر العصور, لم ينجح معه عدو بل علي العكس اتسعت احشاء الوطن لتلتهم كل معتد جبار, وحولته إلي مسخ لا هو ظل علي هويته, ولا هو أصبح مصريا خالصا وخرج متأثرا بحضارتنا مقتديا بأساليب الحياة المصرية العريقة التي تتسم بالنبل وطيبة الاخلاق, والاخلاص للوطن كعنوان لسلوك السواد الأعظم من الشعب, لم يكن غريبا أن يقول الرئيس السيسي مرات عدة خلال العامين الماضيين إن مصر أصبحت تملك إرادتها بتماسك شعبها وقدرته علي التحدي وإن زمن تلقي الأوامر من الخارج واي كان هذا الخارج أجنبيا أو أخا شقيقا قد ولي وانتهي, ومهما تزايدت الضغوط فإن مصر لن تركع الا لله, وأن هناك دورا علي المواطن لابد ان يقوم به لتمتلك مصر إرادتها الحرة كما يجب ان يكون, وهو العمل والجد والاجتهاد, وهو القصد من قول رئيس الجمهورية إن الشعب لكي يملك إرادته من المفترض الا ينام وألا يأكل بمعني الجد في العمل, والاقتصاد في الإنفاق وهي أسس ثابتة لنهضة الأمم ورفعتها, والمؤكد حسب ظني وثقتي بالله وحماة الوطن أن مصر لن تركع الا لله حقا, وأنها ستواجه كل الضغوط والتحديات مهما كان مصدرها, حيث تأتي من كل صوب ومن حيث لا ندري متقمصة حججا واهية وفهما خاطئا وتقديرا بعيدا عن الصواب خاصة من الاشقاء الذين لا يقدرون حجم الخطر الذي يحيط بهم من كل جانب, فمصر تدعو للسلم ووقف نزيف الدم في الدول الشقيقة, حيث تستمر آلة الهدم والقتل بتمويل عربي وتخطيط وتسليح امريكي, وبلا هوادة, حتي تحولت مدن بأكملها إلي أكوام من الطوب والحجاره, وتشرد الناس في بقاع الارض, ومع ذلك لايريد الاشقاء التوقف لحظة عن اللعب في فلك الخطة الأمريكية للفوضي والتقسيم, لايدركون أن الدور عليهم وقد اقترب من أحبالهم الصوتية, وأموالهم تسرق وتصادر عيانا بيانا, والعائدون من ساحات الدم علي أبوابهم ينتظرون الاشارة الامريكية, ومع ذلك يشاركون في الضغط علي قلب العروبة لضمان امنهم وسلامتهم عبر العصور, والحقيقة التي لا بد ان يعلمها كل منهم أن مصر لن تركع إلا لله.