عاش أحمد فترة صباه وسط أسرة ميسورة الحال إلا أن الخلافات الأسرية شقت طريقها بين الوالدين سريعا بعد أن انشغل الأب بأعباء وظيفته, وكان الحال لا يختلف بالنسبة للأم كثيرا, التي انهمكت في مهنتها حيث نشبت العديد من الخلافات والمشاحنات بين الطرفين وتدخل علي أثرها الأهل والأقارب للإصلاح بينهما إلا أنه لم تكد تمر عدة أيام, وتعود المشاكل من جديد حتي انتهت العلاقة بينهما بالانفصال. سافر الأب إلي إحدي الدول الأوروبية واضطرت الأم إلي الزواج مما كان لتلك الأوضاع الأسرية المفككة بالغ الأثر في نفسية الصغير, وعندما اشتد عوده هجر دراسته الجامعية التي تكرر رسوبه بمراحلها المختلفة وتم فصله من الجامعة وبعد فترة من الوقت أصرت والدته علي إلحاقه بإحدي كليات التعليم المفتوح وطالبته بالحفاظ علي دراسته ليستطيع استكمال حياته وتغيير مستقبله للأفضل. ظروف عمل والدته أجبرتها علي السفر إلي إحدي دول الخليج بحثا عن تحسين أوضاعها المعيشية وبدأت ترسل الأموال اللازمة لابنها أحمد لاستكمال دراسته والإنفاق علي نفسه الذي قام باستئجار شقة بمساكن الشروق خلف النادي الأهلي أقام بها بمفرده. تعرف الشاب خلال فترة إقامته بالمنطقة علي أحد العاطلين يدعي علي الذي علمه تعاطي المواد المخدرة حيث نشأت بينهما علاقة صداقة قوية, فهما يسهران لساعات طوال داخل الشقة بدأ معها أحمد في إهمال دراسته ويعتمد علي الأموال التي ترسلها له والدته في الإنفاق علي كيفه. وفي أحد الأيام نفدت أموال أحمد قبل نهاية الشهر, فاضطر معها إلي الاستدانة من علي حيث اقترض منه مبلغ500 جنيه لتلبية متطلباته لحين وصول الشهرية من والدته التي تأخرت في إرسال مصاريفه لعدة أيام ووعد صديقه بردها إليه في أقرب فرصة إلا أن علي بدأ يطالبه بسداد ما عليه من دين وكان الأخير يطالبه بالصبر عليه لفترة من الوقت وأنه في انتظار الشهرية. بدأ أحمد في التهرب من صديقه علي الذي نفد صبره وأصبح غير قادر علي تحمل مماطلاته وفي أحد الأيام صعد علي إلي شقة صديقه تسيطر عليه حالة من الغضب الشديد مصمما علي استرداد أمواله وبمجرد دخوله إلي الشقة نشبت بينهما مشادة كلامية تطورت إلي مشاجرة وتشابك بالأيدي, لم يدر أحمد بنفسه إلا وهو يهرول إلي المطبخ لتلتقط يده سكينا محاولا طعن صديقه علي الذي استطاع استخلاص السكينة من يده وتوجيه طعنة نافذة له بالصدر سقط علي أثرها صريعا ثم قام بتفتيش الشقة لكنه لم يعثر علي شيء فلاذ بالفرار. كان اللواء عبد العزيز خضر مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة قد تلقي إخطارا من اللواء أحمد الألفي مدير إدارة المباحث الجنائية يفيد بورود بلاغ إلي المقدم محمد الشموتي رئيس مباحث قسم شرطة مدينة نصر أول من عمر. ش19 سنة طالب, مقيم, المنطقة السابعة دائرة قسم شرطة التجمع الأول باكتشافه وفاة شقيقه من الأم أحمد. خ24 سنة طالب بجامعة القاهرة ومقيم بشقة مستأجرة بعمارات مساكن الشروق خلف النادي الأهلي دائرة القسم. علي الفور انتقل رجال المباحث بقيادة الرائد أحمد قدري معاون المباحث لمعاينة مسرح الجريمة حيث عثر علي الجثة مسجاة علي ظهرها بمطبخ الشقة أمام الثلاجة في حالة تعفن كامل مصابة بطعنة بالصدر من الناحية اليسري أدت إلي اختراق الحجاب الحاجز والقلب. تم تشكيل فريق بحث علي مستوي عال أشرف عليه اللواء عبد العزيز خضر مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة باشره العميد نبيل سليم مدير مباحث قطاع الشرق وترأسه العقيد حاتم البيباني مفتش مباحث فرقة مصر الجديدة, ضم المقدم محمد الشموتي رئيس المباحث وضباط القسم, حيث تم رفع البصمات من مسرح الجريمة واستدعاء حارس العقار للاستماع إلي أقواله وفحص المترددين علي الشقة. وتبين من التحريات أن وراء ارتكاب الواقعة علي. م23 سنة, عاطل, ومقيم بمساكن الشروق خلف النادي الأهلي دائرة القسم والسابق اتهامه في قضية سرقة بالإكراه. بعد تقنين الإجراءات وبإعداد الأكمنة اللازمة أمكن ضبطه.. وبمواجهته أقر بارتكاب الواقعة وقرر بأن بينه وبين المجني عليه تعاملات مالية حيث اقترض منه500 جنيه وعند مطالبته بالمبلغ المستدان رفض سداده, وفي وقت لاحق توجه المتهم لمسكن المجني عليه لمطالبته بالمبلغ مرة أخري, فحدثت بينهما مشادة كلامية تطورت إلي مشاجرة, فقام المجني عليه بالدخول لمطبخ الشقة وأحضر سكينا إلا أن المتهم تمكن من أخذها منه وتعدي عليه محدثا إصابته التي أودت بحياته, ثم قام بتفتيش المسكن بحثا عن أي أموال أو متعلقات لسرقتها إلا أنه لم يعثر علي شيء فقام بأخذ مفتاح الشقة وأغلقها من الخارج وفر هاربا وتخلص من المفتاح بإلقائه بالطريق العام وأرشد المتهم عن الأداة المستخدمة في ارتكاب الجريمة. تم تحرير محضر للمتهم وبإخطار اللواء خالد عبد العال مساعد أول الوزير لأمن القاهرة أمر بإحالته للنيابة التي تولت التحقيق.