أكتب هذا المقال بمناسبة رحيل أستاذ العلوم السياسية.. الدكتور محمد السيد سليم.. الذي أثري مكتبة العلوم السياسية والعلاقات الدولية والسياسية الخارجية بأعماله.. التي أصبحت مرجعا أساسيا للباحثين والدارسين. غير ان من أهم ما سوف يذكر به الدكتور سليم.. هو أنه مؤسس مركز الدراسات الآسيوية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية.. ورأسه في الفترة من2003.1994 ومن يراجع إصدارات المركز وأنشطته.. سوف يدرك أنها أعادت تقديم آسيا المعاصرة وقواها الصاعدة ودورها المتوقع في النظام الدولي.. فضلا عن المجالات الممكنة لعلاقات مصر معها. غير أن الحديث عن الدكتور سليم في مجال الدراسات الآسيوية.. لابد أن يذكر برواد آخرين نبهوا في وقت مبكر لدور آسيا المتوقع في النظام الدولي.. وأهمية بناء مصر لعلاقات متطورة مع هذه القارة الصاعدة. كانت اللبنة الأول في الاتجاه نحو القارة الاسيوية قد وضعت من خلال سياسة مصر الخارجية في الخمسينيات والستينيات.. وبناء تجمع باندومج ودوله وشخصياته الآسيوية.. نهرو وسوكارنو وشوان لاي.. الذين أسسوا مع شخصيات أخري حركة عدم الانحياز. غير أن هذا التوجه تراجع مع التحول الذي حدث في سياسة مصر الخارجية في منتصف السبعينيات.. غير أن مفكرا مصريا.. هو الأستاذ الدكتور أنور عبد الملك في كتابه الرائد ريح الشرق.. الذي اصل فيه الي آسيا القادمة..ودعي الي بناء علاقات متطورة معها. اما علي المستوي الدبلوماسي.. فلابد ان نذكر الدكتور بطرس بطرس غالي.. إدراكا منه لمستقبل آسيا وقواها الصاعدة.. أسس في الثمانينيات من القرن الماضي ما عرف بالحوار الاستراتيجي المصري الصيني.. ونظم بذلك دورتان عقدت الأولي في القاهرة.. والثانية في بكين1988 واتصالا بذلك عمل علي تطوير العلاقات مع كوريا الجنوبية.. في وقت لم يكن هناك تمثيل كامل بين القاهرة وسول. وهو نفس الحوار الاستراتيجي الذي اسسه مع مراكز بحثية في الاتحاد السوفيتي.. في وقت كانت العلاقات الدبلوماسية شبة مقطوعة.. وازعم ان هذه الحوارات كانت من عوامل عودة العلاقات بين البلدين. اثق ان كلية الاقتصاد والعلوم السياسة.. وفاء منها لأحد أساتذتها وعطائه المتميز.. عليها ان تنظم ندوة لتأبين الدكتور محمد سيد سليم.. حيث تكون مجالا لعرض مساهماته في حقل العلوم السياسية.. ودوره في تأسيس مركز الدراسات الاسيوية.. الذي أتنمي له ان يواصل الرسالة التي بدأها الراحل الكريم. سفير سابق