كشر إعصار ماثيو أمس عن أنيابه, مستعيدا قوته كعاصفة من الفئة الرابعة تصاحبه رياح بلغت سرعتها القصوي نحو220 كيلومترا في الساعة, مخترقا طريقه نحو الساحل الشرقي لولاية فلوريداالأمريكية. ويقول المركز الوطني الأمريكي للأعاصير, إنه اعتبارا من صباح أمس أصبح ماثيو يتحرك نحو الشمال الغربي, وان مركز العاصفة أصبح علي مسافة290 كيلومترا جنوب شرق مدينة ويست بالم بيتش بولاية فلوريدا. من جانبه, صرح وزير الداخلية فرانسوا انيك جوزيف أمس بأن ماثيو أدي إلي مقتل108 أشخاص بعد يومين من اجتياحه افقر دولة في الأمريكيتين. وذكر اوستين بيار- لوي النائب عن مقاطعة روش آ باتو علي الساحل الجنوبي للبلاد ان الإعصار المدمر أدي الي مقتل50 شخصا علي الاقل في المقاطعة وحدها. وقال النائب في اتصال هاتفي ان كل الساحل الجنوبي لهايتي الممتد من مدينة كاي وحتي تيبورون منكوب. وكانت حصيلة سابقة أشارت الي مقتل23 شخصا في الإعصار في جميع أنحاء هايتي. من جانبه, طلب حاكم ولاية فلوريدا ريك سكوت من مليون ونصف مليون من سكان الولاية أمس مغادرة منازلهم تحسبا من الاعصار القوي الذي خلف الدمار في هايتي ومناطق اخري في الكاريبي. وتحدث سكوت عن احتمال ان يتسبب الاعصار بكارثة بسبب الرياح العاتية والامطار التي ترافقه. وقال خلال مؤتمر صحفي غادروا, غادروا, غادروا. لم يبق سوي القليل من الوقت. وجاء ذلك فيما أرسل البنك الدولي مسئوليه إلي هايتي للمساعدة في توفير المساعدات اللازمة لإنقاذ ضحايا الإعصار. وقال جيم يونج كين, رئيس البنك الدولي, الموجود مقره في واشنطن, أمس إن فريق التقييم السريع التابع للبنك سينسق مع شركاء هايتي لتحديد حجم الأضرار. وأضاف, قبل انطلاق الاجتماعات نصف السنوية لصندوق النقد والبنك الدوليين في واشنطن, إن البنك سيستخدم الأموال المتاحة من العمليات الحالية للمساعدة في إزالة الأنقاض, وإصلاح الجسور, والطرق, ومساعدة الأطفال علي العودة إلي المدارس, وإزالة الانهيارات الطينية التي تحتاج إلي معدات ثقيلة ومكلفة. من ناحيتها, قالت كريستين لاجارد, رئيسة صندوق النقد الدولي, إن الصندوق سيقدم كل ما في استطاعته لمساعدة ضحايا الإعصار, الذي ضرب هايتي, وهي أفقر دولة في الجزء الغربي من الكرة الأرضية, حتي قبل سلسلة الأزمات السياسية والكوارث الطبيعية والطوارئ الصحية التي شهدتها خلال ربع القرن الأخير.