حذر الزعيم الليبي معمر القذافي القوي الغربية من ان الضربات الجوية المتصاعدة ضد بلاده قجرت حربا بين المسيحيين والمسلمين يمكن ان تخرج عن السيطرة. وجاء في كلمة مكتوبة للقذافي تليت في التليفزيون الحكومي اذا استمروا فان العالم سيدخل في حرب صليبية حقيقية. لقد بدأوا شيئا خطيرا لا يمكن السيطرة عليه. وقال ان الحكام الذين قرروا شن حرب صليبية بين المسلمين والمسيحيين عبر البحر الابيض المتوسط والذين خرجوا عن القانون الدولي وعن ميثاق الاممالمتحدة تسببوا في دمار البحر المتوسط وشمال افريقيا وقتلوا اعدادا كبيرة جدا من المدنيين في ليبيا.. هؤلاء الذين اصيبوا بجنون القوة ويريدون فرض قانون القوة علي قوة القانون. ونقل عن القذافي قوله أنهم تسببوا في تدمير المصالح المشتركة بين الشعب الليبي وشعوبهم وقوضوا السلام وابادوا مدنيين ويريدون ان يعيدونا الي العصور الوسطي. وقال متحدث باسم الحكومة الليبية أمس ان الزعيم الليبي معمر القذافي سيبقي في البلاد حتي النهاية لقيادتها للنصر علي أعدائها. وقال موسي ابراهيم الذي كان يتحدث بعد انشقاق موسي كوسة وزير الخارجية وانتقاله الي بريطانيا أمس الأول الأربعاء ان الضربات الجوية الغربية ضد ليبيا لم تؤد إلا إلي توحيد قيادتها العليا ضد عدو واضح. واضاف ابراهيم للصحفيين في طرابلس انه إذا كان لهذا العدوان من أثر فإنه أدي فقط لالتفاف الشعب حول القائد وتوحيد الشعب الليبي. وتابع ان الناس أصبحوا يرون الآن علي وجه الخصوص عدوا واضحا. وسئل ابراهيم عما اذا كان القذافي وأبناؤه مازالوا في البلاد فقال اطمئنوا كلنا هنا وسنظل حتي النهاية. هذه بلادنا واستطرد ان الحكومة الليبية قوية علي كل الجبهات. وأضاف ابراهيم ان الحكومة الليبية لا تعتمد علي الأشخاص لقيادة الكفاح لأنه كفاح الأمة كلها ولا يعتمد علي افراد أو مسئولين. جاء ذلك في الوقت الذي ذكر تليفزيون الجزيرة امس ان عددا من الشخصيات المقربة من الزعيم الليبي معمر القذافي يغادرون البلاد الي تونس. ولم تذكر الجزيرة تفاصيل اخري أو تكشف عن أسماء. وفي سياق متصل, عارض الأمين العام لحلف الشمال الأطلسي( الناتو) أندرس فوج راسموسن, الفكرة القائلة بضرورة تقديم السلاح إلي المعارضة الليبية, منوها إلي أن تدخل الحلف عسكريا يهدف لحماية المدنيين. وأضاف راسموسن أن الهدف هو حماية الشعب الليبي من هجمات القذافي وليس تسليحه نحن نركز علي ضرورة تنفيذ حظر تصدير الأسلحة لليبيا, وكذلك تنفيذ منطقة حظر الطيران, أي ننفذ بكل وضوح القرارات الدولية ذات الصلة بالشأن الليبي, علي حد تعبيره, مؤكدا أنه يتحدث باسم الناتو ككل. وأكدت الولاياتالمتحدةالأمريكية أن الضربات الجوية للتحالف الدولي أنهكت بشدة القوات القتالية للزعيم الليبي معمر القذافي, إلا أنها نفت أن تكون القوات علي وشك الانهيار عسكريا. ونقل راديو سوا الأمريكي امس عن مايك مولن رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة- خلال جلسة للاستماع بالكونجرس امس- قوله لقد قلصنا بالفعل وبدرجة كبيرة من قدرات القذافي العسكرية, وأضعفنا قواته بشكل عام إلي مستوي بين نحو20 و25%, ولكن هذا لا يعني أنه علي وشك الانهيار من وجهة النظر العسكرية لأن الأمر ليس كذلك. ومن جانبه, توقع وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس أن يطيح الشعب الليبي القذافي عن السلطة من خلال إجراءات سياسية واقتصادية. وقال جيتس إن إطاحة القذافي عن السلطة ليست جزءا من المهمة العسكرية التي تقوم بها قوات التحالف التي تنفذ مهمتها بتفويض من مجلس الأمن الدولي.