كان اليهود من دعائم صناعة السينما في هوليوود منذ بداية صناعة السينما لكن البداية لم تكن سهلة حيث واجه اليهود الكثير من الصعوبات في المجتمع الأمريكي لما كان يتسم به من كراهية لليهود و معاداة السامية. و لعل فيلم جريفث الشهير تعصب1916 لخير دليل علي ذلك حيث قدم الفيلم الكثير من صور التعصب في المجتمع الأمريكي في ذلك الوقت سواء كان ذلك ضد السود أو ضد اليهود. هذه الروح من معادة السامية المنتشرة في المجتمع في ذلك الوقت دفعت الكثير من العاملين في مجال السينما في هوليوود إلي تغيير أسمائهم التي تشير إلي انتمائهم إلي الطائفة اليهودية لأسماء تنم عن انتمائهم للطوائف المسيحية المختلفة, هذا حدث مع نجوم مثل أدور جي روبنسون وكيرك دوجلاس و يول برينر وتوني كيرتس وبول نيومان والمخرج سيسل دي ميل وغيرهم من نجوم هوليود منذ الثلاثينات وحتي الخمسينيات. لكن الوضع تغير من بعد الحرب العالمية الثانية نوعا ما حيث بدأ المجتمع الأمريكي يصبح أقل تعصبا ضد اليهود, و أصبح التعاطف مع ما حدث مع اليهود من ويلات في ظل وجود النازي وهتلر بداية لعودة ظهور مفهوم المعادة للسامية في المجتمع الأمريكي وأدانته إدانة شديدة, ولعلنا نتذكر أن الحملة التي وجهت لشارلي شابلن في الولاياتالمتحدة من بعد تقديمه فيلم الديكتاتور قبل دخول الولاياتالمتحدة الحرب في صف الحلفاء في مواجهة دول المحور, كانت تحت دعاوي أن شارلي شابلن يهودي يريد توريط الولاياتالمتحدة في حرب جديدة( كانت أمريكا مازالت تطبق منهج العزلة بعض الشيء المستمد من منهج مونرو الانعزالي) بالرغم من أن شابلن لم يكن يهوديا بل أخوه غير الشقيق هو من كان يهوديا. مع قدوم الستينيات و بعد قيام دولة إسرائيل وحرب عام1967 بدأت حملة مساندة من قبل الكثيرين من نجوم هوليوود لدولة إسرائيل والخلط بين اليهودية كدين والصهيونية كنظرية سياسية عنصرية, وأن مساندة دولة إسرائيل هي مساندة لليهود كجنس مضطهد عاني من التعذيب في محارق النازي وغرف غازه. زامن ذلك مع قوة عاضد اللوبي الصهيوني في الولاياتالمتحدةالأمريكية و بالتحديد في هوليود وسعي الجميع لطلب وده. فرأينا الكثير من نجوم هوليود يدعمون دولة إسرائيل في صراعها مع الدول العربية, منهم الكثيرون ممن لم يكونوا يهودا أصلا مثل فرانك سيناترا الذي قاد حملة تحت عنوان( أعطني دولار أعطيك رأس عربي) وكذلك المطرب الأسمر سامي ديفيز( والذي أعتنق اليهودية بعد ذلك) وقد أشيع من قبل عن كل منهما مع النجم دين مارتن بوجود علاقة وثيقة بينهم مع المافيا, هذا بالإضافة للكثير النجوم من أصل يهودي مثل كيرك دوجلاس و بول نيومان وإليزابيث تايلور وتوني كيرتس وباربرا سترايسند وغيرهم. تلك الحملة المنظمة لدعم اليهود والصهيونية كانت سمة هوليوود الستينيات والسبعينيات و عكست السيطرة الصهيونية علي صناعة السينما في هوليوود, وهو ما أشار إليه عمر الشريف في بعض تصريحاته الصحفية, و لكن التصريحات الأشهر في هذا المجال كانت للنجم الراحل مارلون براندو الذي هاجم يهود هوليوود الذين تجاهلوا ما حدث للهنود الحمر في الولاياتالمتحدة و تضخيمهم لمعاناة اليهود تحت ظل النازي وهو ما جلب عليه الكثير من الهجوم في أخر أيام حياته. كانت السينما الهوليوودية تقدم الكثير من الأفلام التي تدعم الروايات الرسمية لدولة إسرائيل والرؤي التاريخية المغالطة لعل من أشهرها أفلام الوصايا العشر لسيسل دي ميل والذي قدمه مرتين, مرة صامتا والأخري كان الفيلم الملون الشهير وكذلك الفيلم الشهير لبول نيومان عن هجرة اليهود لدولة إسرائيل قبل قيام دولة إسرائيل. لكن إليزابيث تايلور لعبت دورا مهما مع فيلمها الشهير كيلوباترا الذي قدم اليهود علي أنهم بناة الأهرام ووقعوا تحت ظلم المصريين الذين عاملوهم كعبيد, وقد منع الفيلم من العرض في مصر لمدة طويلة, وكان ذلك قبل قدوم مناحم بيجن رئيس وزراء إسرائيل للقاهرة والتقاطه للعديد من الصور أمام الأهرامات و قوله بأن أجداده هم من بنوا تلك الأهرامات. في فترة كسب ود الصهاينة وإسرائيل قابل الرئيس السادات( رحمه الله) العديد من فنانين العالم الذين ساندوا دولة إسرائيل في حربها ضد العرب مثل كيرك دوجلاس ويول برينر وأنريكو ماسيس وخليوا أجليسيس وبالطبع إليزابيث تايلور التي تمت دعوتها لمهرجان القاهرة السينمائي وتم التقاط العديد من الصور لها مع أسرة الرئيس الراحل. انتهت تلك المرحلة في هوليوود التي تتم فيها المساندة العمياء لدولة إسرائيل بل أن هناك العديد من الفنانين الذين ساندوا نضال الشعب الفلسطيني من اليهود مثل ديستان هوفمان وودي آلان و من غير اليهود مثل فنسا ريدجريف وشين بن والمخرج الإنجليزي كين لوتش والفرنسي جودار ولم تتم دعوتهم لمصر, نتمني يتم هذا يوما ما من بعد وفاة الرئيس السادات و تخلي الرئيس مبارك عن رئاسة الجمهورية. [email protected]