دفعت حالة الخوف والهلع التي تملكت عاطلا بأسيوط من جراء قيام بعض الجزارين بمطاردته للنيل منه انتقاما لكبريائهم بعد أن سبق قيامه بالتعدي علي أحدهم بسلاح أبيض إلي قيامه بإلقاء نفسه في المياه هربا منهم ليفر من الموت إلي الموت بعد أن لقي مصرعه غرقا بترعة الملاحة بوسط مدينة أسيوط. تلقي اللواء عاطف قليعي مدير أمن أسيوط إخطارا من مأمور قسم شرطة أول أسيوط يفيد تلقيه بلاغا من الأهالي بغرق شاب عقب قيامه بإلقاء نفسه بالمياه وعدم قدرته علي السباحة ليغوص في أعماق المياه ويلفظ أنفاسه الأخيرة. علي الفور انتقل فريق من ضباط المباحث بإشراف اللواء أسعد الذكير مدير المباحث الجنائية والعميد منتصر عويضة رئيس مباحث المديرية وبرئاسة المقدم أحمد نظيم رئيس مباحث قسم أول ومعاونه النقيب أحمد مفتاح علي رأس قوة ضمت وحدات من المسطحات المائية والإنقاذ السريع والإسعاف. ونجح فريق الغوص في انتشال جثة الشاب من قاع المياه قبل أن يجرفه التيار وتبين من التحريات الأولية أن الجثة لشاب يدعي أ. ج حاصل علي دبلوم وأنه أثناء محاولته الفرار من بعض الأشخاص ممن كانوا يريدون النيل منه انتقاما لأنفسهم بعد أن قام الشاب منذ شهرين بالتعدي بالضرب علي شخصين من معارفهما بسبب مشادة كلامية حدثت بينهما وأحدث إصابات بهما من خلال سلاح أبيض كان بحوزته وعقب ذلك لاذ بالفرار تاركا الحيرة والغضب تسيطر علي المجني عليهما اللذين سيطرت عليهما فكرة الانتقام ولو بعد حين. ومع مرور الأيام بدأت النيران تنطفئ ويوم الحادث ظهر المجني عليه أثناء تجوله بالشارع ففوجئ بخصومه أمامه صدفة فما كان منه إلا أن بادر بالفرار حتي لا يتمكنوا منه وينتقموا لأنفسهم وبعد مطاردة شرسة وجد الشاب نفسه في مأزق حقيقي بعد أن ضل الطريق أثناء فراره بأحد الشوارع ليخرج منه ليجد مياه الترعة أمامه وخصومة قادمون من خلفه ورغم عدم قدرته علي السباحة لم يجد أمامه مفرا من الهرب منهم سوي بإلقاء نفسه في المياه ليفر من الموت إلي الموت وظل يصارعه حيث ابتلعته المياه إلي أن استقر في قاع الترعة ليفارق الحياة وعقب ذلك قام فريق البحث بوضع عدة أكمنة ثابتة ومتحركة إلي أن نجحت القوة المعينة من المباحث بضبط كل من م. ع وص. ح وأ. ح وتم تحرير محضر بالواقعة وأخطرت النيابة التي باشرت التحقيق.