فوق وتحت وفي النص قد يصلح هذا التقسيم لوصف شرائح المجتمع في المطلق, وقد يصلح أيضا في مناسبة كهذه, فعيد اللحمة كما هو متعارف عليه يمكنه الكشف عن هذا التقسيم ليس بدافع الطبقية أو التفريق بين شرائح مجتمعية مختلفة ولكنه واقع مفروض علينا رصده خاصة وأن طقوس عيد الأضحي ترتبط بالإمكانيات المادية من الدرجة الأولي سواء كان الهدف شراء أضحية حية أو مجرد كيلو لحمة من أجل صينية الفتة, بالإضافة إلي أجواء العيد وسبل الاستمتاع به والتي تختلف تماما من شريحة لأخري. مركز أو قرية, حي شعبي أم أحد المناطق التي ندعوها بالراقية.. هو أول سؤال أجاب عليه مجموعة من المواطنين الذين اتفقوا علي وجود فوارق عديدة بين الطبقات في حين اختلف البعض حول تمييز شريحته الاجتماعية بسبب اختفاء الطبقة المتوسطة المعهودة مؤكدين أنهم ينتمون لطبقة جديدة أطلقوا عليها تحت المتوسط. في البداية يقول عبد الرؤوف محمد- فرد أمن بمدينة الشيخ زايد وأحد قاطني مركز ناصر بمحافظة بني سويف- إنه يبدأ مراسم الاحتفال بالعيد بصلاة العيد في ساحة أحد الحدائق ثم يذهب هو و أهل المركز لمشاهدة ذبح الأضاحي ثم الذهاب للمنزل والجلوس مع العائلة, مضيفا أن لديه ولدين و بنت يعطي لكل ولد20 جنيها عيدية و للبنت10 جنيهات, أما عن الأضحية فيقول إنه يشترك مع أربعة من جيرانه في شراء أضحية و ذبحها حرصا علي الثواب دون تحمل كل التكاليف بمفرده في آن واحد. ويضيف علي رمضان البالغ من العمر14 عاما ويسكن بمركز التبين جنوبالقاهرة أنه يبدأ العيد بأداء صلاة العيد في ملعب مركز الشباب وحول العيدية التي يتلقاها من أهله قال إنها تتراوح ما بين50 إلي60 جنيها, ومن ناحية الترفيه أوضح أنه يفضل الخروج خارج نطاق مركز التبين صوب أماكن مثل حلوان والمعادي, وعن الأضحية يقول إن أبيه سيضحي هذا العيد بخروف مشيرا إلي أن أسرته تمثل جانبا من الطبقة المتوسطة التي تقطن في أحد المناطق الشعبية. فيما يصف عاصم منصور نفسه بأحد ممثلي الطبقة المتوسطة المنحدرة نحو الطبقة الأدني مؤكدا أن أقصي أضحية ممكنة هي الخروف إن أمكن, واستكمل حديثه عن سيناريو أول يوم عيد بالذهاب إلي الصلاة في أقرب مسجد و عن العيدية أجاب عاصم أنها تتراوح بين100 إلي150 جنيها. و تضيف شيماء رستم- صحفية وأحد سكان حي بولاق الدكرور- أنها تبدأ العيد بتجمع عائلي في منزل الأسرة ثم يسافرون إلي الإسكندرية, وأردفت أنها لا تزال تتلقي العيديات من أهلها, و أيضا تعطي العيديات إلي أبناء أقاربها الصغار, و تتراوح بين20 إلي50 جنيها, و عن الأضحية أجابت شيماء أنها لا تمتلك إمكانية التضحية هذا العيد. ويقول عامر علي- خفير بمدرسة بحلوان- أنه لا يتمكن من شراء أضحية أو منح عيدية للأبناء خاصة وأنه يعول6 أبناء مضيفا أنه ينتظر العيد حتي ينال الصدقات و اللحوم من أضاحي الغير مؤكدا أنه و أسرته لا يأكلون اللحوم سوي في عيد الأضحي, وعن الجانب الترفيهي في العيد يقول عامر إن صلة الأرحام أهم ما في العيد. وتقول إنتصار غريب إذاعية بمحطة الشباب و الرياضة- أن الطبقية هي أمر واقع ممتد علي مر العصور ومن الطبيعي تفاوت الفارق بين الطبقات وتأثير ذلك علي طقوس العيد لكن رغم ذلك لابد من التأكيد علي أن فرحة العيد لا تعرف مستويات طبقية مستشهدة في حديثها بمقطع شهير لأطفال باليمن يلعبون و يفرحون في حضرة البيوت المنكوبة مؤكدة أن للعيد فرحته الخاصة التي لا تعرف غني أو فقير. وتقول أن الدليل علي ذلك تلك الفرحة ذات المذاق الخاص في المجتمع الريفي رغم بساطته بالنسبة للطبقات الدنيا مؤكدة أن التكافل الإجتماعي هو أساس الحياة, و تحدثت حول الأجواء الريفية من حيث تعاون و تشارك الجيران معا, مؤكدة أن المجتمع الريفي هو مجتمع منتج بطبيعته فتري الفلاح يملك أرضه التي يزرع فيها ما يشتهي إضافة إلي تربية الحيوانات التي يقومون بذبح بعضها في العيد, علاوة علي ملابس العيد التي تصنعها الأمهات بنفسها. وعن الأضاحي توضح إنتصار أن الاكتفاء الذاتي هو أساس الحياة الريفية فمن يملك الغنم يذبح و يعطي غيره, ومن يملك الزراعة يحصد و يعطي غيره, ومن تملك حرفة تفصيل الملابس تقوم بحياكة الملابس وتعطي غيرها. و تضيف أن ما يميز أجواء العيد عند الطبقات الدنيا عن طبقة الصفوة هو الجو العائلي والحرص علي صلة الأرحام بشكل كبير خاصة في الأعياد, لتنهي حديثها مؤكدة أن من أهم رسائل العيد هو ترسيخ فكرة الترابط و التقارب بين طبقات المجتمع. وفي المقابل تأتي احتفالات أبناء الأحياء الراقية أو من يصفهم البعض بالصفوة سواء لمكانة علمية مرموقة يتمتعون بها أو محل سكن مميز بالعيد مختلفة نوعا ما حيث يغلب الجانب الترفيهي علي أيام العيد سواء بالسفر أو التنزه في الأماكن العامة. يقول محمد حسام الدين طبيب- إنه يبدأ العيد بأداء صلاة العيد بمسجد مصطفي محمود, فهو أحد قاطني المهندسين, و عن الأجواء الترفيهية شدد علي أن العيد لم يعد مناسبة دينية كما كان سالفا, موضحا أنه أصبح مجرد أجازة يقضيها البعض في السفر داخل أو خارج البلاد, و البعض الآخر في الراحة, و حول العيدية فهو يعطي لإبنته الكبيرة ألف جنيه, و لإبنه الصغير600 جنيه, أما عن الأضحية فيوضح أنه سيقوم بالتضحية بعجل. ويشير محمد جمال- استشاري تطبيقات إلكترونية وأحد قاطني مدينة الشيخ زايد- أنه يفضل صلاة العيد مع معارفه مضيفا أنه يستعد لذبح عجل.ويوضح أن لديه3 أطفال لا يعطي عيدية نظرا لصغر سنهم لكنه يعطيهم هدايا و ألعاب, ويقول أنه يفضل قضاء أول أيام العيد فقط في الذبح و التوزيع علي الفقراء, ثم يسافر بعد ذلك للاستجمام. فيما يضيف حازم خالد- طالب بكلية التجارة ويسكن بحي الشيخ زايد- أن أضحية هذا العيد ستكون عجلا, وأردف أنه يتلقي عيدية قدرها400 جنيه, و يقضي العيد بين المولات و قاعات السينما وأحيانا السفر, وذلك بعد أداء صلاة العيد بالمجمع الإسلامي بالشيخ زايد. ويقول بدري علي- مهندس من مدينة السادس من أكتوبر- أنه يقوم بتأدية صلاة العيد في أقرب مسجد ثم يقضي العيد مع العائلة حيث إن لديه ثلاثة أبناء وحفيد وحيد يذهب معهم إلي الملاهي ودور العرض السينمائية, وعن العيدية فهو يعطي لكل ابن300 جنيها وإلي حفيده ما بين20 إلي30 جنيها, مشيرا إلي أنه أشتري خروفا.