تكشف الاحصاءات أن عدد قتلي الحروب الامريكية التي استهدفت الشرق الاوسط ارتفع الي4 ملايين مسلم, فمتي تطبق العدالة ويتم اتهام أمريكا وحلفائها بالابادة الجماعية؟. ونشر موقع( جلوبال ريسيرش) تقريرا لحركة( أطباء من أجل المسئولية الاجتماعية) أكد أن عدد قتلي حرب العراق وصل الي13 مليون نسمة وربما يصلون الي مليوني شخص إذا ما أضفنا أعداد قتلي العقوبات التي فرضتها أمريكا علي العراق والتي قتلت نحو17 مليون شخص نصفهم من الأطفال وفقا للأرقام الصادرة عن الاممالمتحدة. مصطلح الإبادة الجماعية لم يكن معروفا قبل عام1943 عندما أطلقه المحامي اليهودي البولندي رافائيل ليميكن حيث جمع بين كلمة(geno) أي ناس باليونانية وكلمة(cide) المشتقة من كلمة القتل باليونانية. واستندت محاكمات نورمبرج التي حاكمت المسئولين النازيين الكبار بتهمة ارتكاب جرائم ضد الانسانية الي فكرة الابادة الجماعية عام1945 وفي عام1946 أصبح هناك قانون دولي لوضع حد للابادة الجماعية, وفي العام نفسه اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا يؤكد ان الإبادة الجماعية جريمة بموجب القانون الدولي. وعرفت الجمعية العامة الابادة الجماعية علي انها أي فعل من الافعال المرتكبة بغرض التدمير الكلي أو الجزئي لجماعة قومية أو اثنية أو عرقية أو دينية مثل قتل أعضاء من جماعة معينة أو الحاق ضرر جسدي أو عقلي جسيم باعضاء هذه الجماعة أو اخضاعها عمدا لظروف معيشية من أجل تدميرها المادي الكلي أو الجزئي الي جانب فرض تدابير تستهدف الحول دون انجاب أطفال داخل الجماعة. فالإبادة لم يتم تفسيرها علي أنها القتل فقط ولكنها تشمل اخضاع الشعوب لأحوال معيشية يقصد بها التدمير من خلال حرمانها من الموارد اللازمة للبقاء علي قيد الحياة مثل المياه النظيفة والغذاء والكساء والمأوي والخدمات الطبية وتشمل الابادة أيضا مصادرة المحاصيل ومنع وصول المواد الغذائية والاحتجاز في معسكرات واعادة التوطين القسري. وتشمل الابادة أيضا التعقيم والاجهاض القسري ومنع الزواج ونقل الاطفال من أسرهم قسريا. وفي عام2008 وسعت الأممالمتحدة التعريف لتقر بأن الاغتصاب وغيره من أشكال العنف الجنسي يمكن أن يشكل جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية. وفي الحروب الأمريكية في العراق وأفغانستان لم تقتل أمريكا الملايين فقط ولكنها قامت بتدمير البنية التحتية اللازمة لحياة صحية في تلك البلدان ثم قامت بجهود لاعادة البناء في تلك الدول التي دمرتها من أجل الربح, كما أن هناك أدلة وافرة علي التعذيب والاعتداء الجنسي من جانب الأمريكيين عقب سقوط العراق, وقد أسهمت امريكا في زعزعة الاستقرار ووفاة الملايين بالمنطقة من خلال دعم صعود تنظيم داعش الإرهابي في العراق وسوريا وتسليح الجماعات المتمردة خلال الصراع السوري. فبعد هجمات11 سبتمبر أعلنت الولاياتالمتحدة ما يسمي بالحرب علي الإرهاب ليدخل الشرق الاوسط في دوامة لا نهاية لها من الحروب وعدم الاستقرار والغالبية العظمي لضحايا هذه الحروب من المسلمين.