يبدو أن السلطان التركي المتطرف رجب أردوغان يريد تكرار مذابح الأرمن الشهيرة التي ارتكبها الاتراك في حق الملايين التركمان عام1914 م, ويبدو ان الايادي التركية الملطخة بالدماء العربية علي مدي قرون مضت قد عاودها الحنين إلي ارتكاب الجرائم اللاإنسانية في حق العرب مرة أخري. تلك الشواهد بدأت منذ عدة أعوام من خلال هجمات لا تنقطع علي شمال العراق باستخدام كافة انواع الاسلحة المحرمة دوليا بحجة مطاردة حزب العمال الكردي, ثم امتدت الي شمال شرق العراق بدفع قوات لتحتل أراضي عراقية بحجة مطاردة داعش, ثم تجلت أبشع صور هذا التدخل التركي قي سوريا بدءا من محافظة تركمان الملاصقة للحدود التركية, ثم دعم عسكري لا نهائي لفصائل سورية عميلة تعيس في سوريا قتلا وتدميرا, لانهاك الجيش العربي السوري ثم تنسيق مع أطراف عربية ودولية في كافة المواجهات الأهلية المسلحة هناك, وأخيرا غزو تركي بكافة أنواع الأسلحة والمعدات لمدينة جرابلس السورية وإرتكاب مذابح ضد السكان مهما كان انتماؤهم السياسي او الديني بعد إجتياح ميليشيات قردوغان لها علي أنهم فصائل تتبع الجيش السوري الحر, لتحرير جرابلس من داعش, فما هو الهدف التركي من كل هذه الانتهاكات لكافة المواثيق الدولية والإنسانية, وماذا يقصد من الغزو التركي المباشر لمدينة سورية ؟ الكل يعلم أهداف أردوغان التوسعية وأطماعه في عودة الخلافة العثمانية إلي سابق عهدها, والكل يعرف أيضا رغبة أردوغان الجامحة ليحل محل النفوذ الأمريكي في الشرق الأوسط بعد التقهقر الامريكي للوراء والكراهية العمياء من المجتمعات العربية للسلوك الامريكي, وأردوغان يبدع في استخدام جماعة الاخوان المسلمين في هدم الدول العربية من الداخل لتسهيل المهمة الدنيئة في الدول العربية, وهي اللعبة ذاتها التي يستخدمها الإنجليز والأمريكان مع الإخوان منذ النشأة الاولي, وأخيرا ظهر سبب آخر للدفع بالقوات التركية الي داخل الاراضي السورية والمتمثل في محاولة الهاء الجيش التركي في مهام خارج تركيا بعد المحاولة الانقلابية الأخيرة وما قام به اردوغان بتعرية ومحاكمة وسجن وسحل نصف جنرالات الجيش التركي فهو يخشي من باقي الجنرالات علي نظامه المتهاوي وخلافته الوهمية من قادة الجيش, والغريب حقا هو موقف جماعة الاخوان المسلمين ولسان قطر السليط المتمثل في قناة الجزيرة لم يحرك أحد منهم ساكنا ولا استمعنا ليتامي ومهاويس حسن البنا ومحمد بديع وهم يعلقون علي الغزو الاردوغاني ومذابحه الجديدة في مدينة جرابلس السورية التي يسكنها مسلمون سنة, لم نسمع ادانات البرادعي والاسواني ولا أي من أصحاب الحناجر العميلة الملتهبة بالباطل, وكأن المذابح التركية في صفوف المسلمين من الشعب السوري تجري في كوكب آخر, ولم نر بيانات الشجب والإدانة, وتقارير الضلال من الصحف الأجنبية كالجارديان, وغيرها لسبب بسيط أن الممول الإخواني لتلك الصحف لديه رأي آخر يتمثل في تأييد الجزار التركي مهما ارتكب من أخطاء أو فجر منازل ومصانع علي الأراضي السوري في مشهد مرعب يعيد إلي الأذهان مذابح تركيا في العصر الحديث, وهناك ملاحظة أخري في هذا المشهد الدموي علي الأراضي السورية بأيدي الاحتلال التركي هو موقف الاعلام المصري من تلك المذابح حيث مرت الصحف والفضائيات علي الرؤوس الطائرة في جرابلس مرور الكرام, وهو خطأ جسيم يضاف الي كم الاخفاقات الاعلامية المصرية في الفترة الاخيرة لأن الاطماع والمذابح التركية لن تقف عند مدينة جرابلس السورية, فهناك رغبة تركية في حرب ضروس مع الاكراد والعرب في آن واحد, ولن يوقف الجموح والبشاعة التركية غير الارادة السياسية العربية الموحدة.