هي عنده ليست ككل الأبقار.. فهي العمود الفقري وترس العمل الرئيسي لدار عم عبد الحارث إدريس المدرس المقيم بقرية السبيل قبلي بكوم أمبو, فمنها يدر لبن سائغ شرابه للأطفال والكبار وهي التي تحرث الأرض ومنها يستقبل البيت مولودا في كل عام. في صباح يوم ما من أيام هذا الأسبوع, استيقظ أهل بيت عم إدريس علي مصيبة وكارثة بالنسبة لأهل القري عندما دخلوا إلي حظيرة المواشي الملحقة بدوارهم الريفي ليفاجأوا بسرقة بقرتين هما كل ما تملكه العائلة ليجن جنونهم, مسرعين بإبلاغ مركز الشرطة بالواقعة, بينما البيت كله يردد شعر ورثاء الشيخ إمام والفاجومي أحمد فؤاد نجم.. ناح النواح والنواحة علي بقرة عم إدريس النطاحة. وفور دخول عبد الحارث علي رجال المباحث, أدرك البعض منهم أهمية هذا البلاغ لما يمثله من خطورة شديدة علي القرية التي لم تكن تعرف عصابات سرقة المواشي من قبل, خاصة وأن ملامح عم إدريس كانت تعبر عن غضب مكتوم وحزن دفين ليس بسبب الخسارة المادية فقط ولكن بسبب انعكاسات هذه السرقة علي مكانته ومركزه بين أهل القرية, فسرقة الماشية هناك تعد من الطرائف والنوادر التي يحكيها الأجداد للأحفاد حتي نهاية العمر. وعلي الفور بدأ رجال المباحث في وضع خطة محكمة للوصول إلي لص البقرتين, حيث بدأ رجال الشرطة السريين في جمع المعلومات والتحريات عن أرباب السوابق وذوي الشبهات, وفي الوقت الذي كان معاون مباحث مركزكوم أمبو يقوم بمعاينة حظيرة المواشي التي تعرض بابها للكسر بآلة حادة, وكان زملاؤه يقومون بمراجعة الجزارين في دائرة القري الملاصقة للسبيل ليقع تحت أيديهمجزار شاب يدعي إسلام. ن.ع19 عاماالذي سرعان ما كشف عن شرائه البقرتين بثمن بخس لا يتعدي ثلاثة آلاف وخمسمائة جنيه من المدعو العاطل أ. ع. م18 عاما, وعقب تقنين الإجراءات, قام رجال مباحث مركز كوم أمبو بضبط المتهم الذي اعترف ببيعهما للجزار الشاب لمروره بضائقة مالية; وبضبطالأخيرتم ضبط المسروقات وإعادة البقرتين وسط فرحة شديدة لأهل المنزل, وتحررعن ذلك المحضر8964 لسنة2016 جنح المركز.