لا أحد ينكر أن ما حدث من استفتاء علي التعديلات الدستورية أمام54 ألف لجنة يعد نقلة جديدة نحو الديمقراطية فخروج الناس بمحض إرادتهم يعني تحمل الجميع المسئولية أمام أنفسهم وأمام وطنهم ولا شك في أنها خطوة إيجابية نحو عصر جديد من الديمقراطية كم كانت حلما طال انتظاره سنوات عديدة واليوم يتحقق بخروج كل فئات الشعب المصري معبرا عن صوته الحقيقي وهو يعلم علم اليقين أن صوته لن يمس ولن يخرج بغير حقيقته متحملا مسئولية ذلك أمام نفسه وبلده, لقد ذهب كل أفراد الشعب ومعهم الأدباء والمثقفون والنقاد ليروا مشهدا لم تعتده العين عبروا عنه في السطور التالية.. أول مرة أول مرة أشارك في الانتخابات بشكل عام. هكذا قال الروائي خيري شلبي واستكمل قائلا: ما رأيته كان مبهجا للغاية, لقد ذهبت متحمسا وكنت أظن أن المتحمسين أمثالي سيملأون لجنة أو لجنتين.. ولكن فوجئت بامتلاء كل اللجان وبالكثافة نفسها, لقد بهرني الموقف وأنا أري الاستفتاء يسير بسلاسة وكل يساعد بقدر استطاعته حتي إن بعض الشباب وأنا أقف بالطابور أنتظر دوري أصروا علي أن أتقدمهم لكبر سني, لقد رأيت الشخصية المصرية والشعب المصري بعظمته التي كانت مختبئة تحت نماذج من البلطجة كان يفتعلها بلطجية الحزب الوطني الذين أفسدوا مصر والشخصية المصرية, لقد رأيت شعبا متحضرا بمعني الكلمة وسعدت جدا بوجودي بينهم, وبظني ستستمر هذه الروح لأن الاختبار الحقيقي في مدي جدية التعامل مع الانتخابات وجود قضاة يؤيدون حرية الشعب في التعبير. وفي النهاية قال شلبي إننا استقبلنا النتيجة بصدر رحب لأننا تأكدنا أنها صحيحة لا تشوبها شائبة وفق انتخابات نزيهة لطالما تمنيناها. إقبال غير مسبوق فيما قال الناقد الدكتور محمود الضبع إن الإقبال الرهيب من الشعب المصري علي اختلاف فئاته وهم يرغبون في تحديد مصيرهم بأنفسهم لم يكن مسبوقا في حركة الانتخابات المصرية في السنوات السابقة.. لقد اختفت أعمال البلطجة واختفي التجار الذين كانوا يدفعون من أجل التأثير علي آراء الناخبين, لقد كان أهم ما في المشهد هو أن الشعب رغم قصر المدة الزمنية إلا أنه أصبح يعبر عن قدراته غير العادية في استيعاب مفهوم الحرية ويدلي بصوته في أول انتخابات ديمقراطية في تاريخ الشعب المصري كله. وأضاف الضبع: نأمل في أن يستخلص المسئولون درسا من هذا اليوم خلاصته أن الشعب المصري قادر علي بناء مصر في أشهر قليلة. مفاجأة غير متوقعة بينما بدأ القاص سعيد الكفراوي قوله: مفاجأة لم أكن أتوقعها.. عائلات كاملة نساء ورجال وأبناؤهم رأيتهم وعلي وجوههم بهجة وكأنهم في يوم العيد.. وهذا يدل علي أن المصريين شعب غير مقصر ولكن زيف الحياة وسطوة اللاجدوي وسيطرة الفساد هو الذي منحهم من قبل عدم المشاركة الحقيقية في الانتخابات. وأضاف الكفراوي: لقد ذهبت للإدلاء بصوتي ومعي زوجتي وأبنائي وأسرهم وبداخلنا أن ثمة شيئا يتغير وثمة مصداقية مطروحة في الحياة السياسية.. لقد أجبت بنعم من منطلق أن هذه خطوة أولي ناحية الدولة المدنية وأن أي قوة تتربص لا تستطيع أن تغير مما حدث للشعب المصري ولا تستطيع أن تثبت غير حقيقة هذا الشعب. وأضاف الكفراوي أنا مع تغيير الدستور بالكامل ولكن طالما تغيرت المواد المتاحة في ظل الحماية الشعبية فهذا طريق لتغيير الدستور واختيار رئيس منتخب وإقامة مجلسين تشريعيين منتخبين ثم انفتاح الطريق نحو الديمقراطية المنشودة. حضور مكثف في حين يري الروائي إبراهيم أصلان أن الحضور المكثف الدي رآه في الاستفتاء علي التعديلات له دلالة واضحة وهي أن مصر قد تغيرت بالفعل بعد25 يناير, وأضاف: لقد شعر المواطن المصري لأول مرة بأنه صاحب البلد بالفعل وشعر أيضا بقيمة صوته الذي اعتبره أمانة فذهب ليدلي بدلوه داخل صناديق الانتخابات وهو حريص كل الحرص علي ممارسة حقه الذي اغتصب منه في السابق. حيادية وشفافية فيما قال الروائي فؤاد قنديل إن ما حدث في الاستفتاء يدعو للتفاؤل فلم يكن المهم هو نعم أو لا, فالمهم كان الحضور والمشاركة. وأضاف قنديل: الإدلاء بالأصوات تم في إطار منظومة من الحيادية والشفافية.. فالشرطة لا دور لها إلا الحفاظ علي النظام ولا تعمل لحساب أحد والإشراف القضائي جاء في غاية الأهمية وكلمته نافذة ولا توجد قوة مهيمنة تدفع المواطنين لجبهة بعينها. وفي النهاية قال قنديل: هذا الاستفتاء كان الغرض منه هو أن يسرع المجلس العسكري الحاكم للعودة لثكناته وهذا موقف نبيل منهم ولكن نحن في حاجة إلي ترتيب البيت بشكل متقن وليس بشيء من العجلة.