منذ صغرها عاشت إيمان حياة هنية فالكل يهتم بها ويحيطها بالرعاية والاهتمام كما أن طلبها مقدس ومجاب عند والديها ولا يستطيع أحد مواجهتها لكونها الابنة الوحيدة لهما ضمن ثلاثة أبناء وتسبب ذلك في غيرة شقيقيها, فرغم حبهما الشديد لأختهما إلا أنهما دائما كانا ينتقدان دلع والديهما لإيمان في نفس الوقت لم تبال الدلوعة بكل الانتقادات وفعلت ما يحلو لها وانعكس ذلك علي المحيطين بها مما جعلها تشعر بالوحدة. تسبب الدلع الشديد في ضعف مستواها الدراسي حتي إنها حصلت علي الثانوية العامة بعد جهد كبير من والديها والدروس الخصوصية في جميع المواد ولما لم تحصل علي مجموع مناسب تم إلحاقها بإحدي الكليات الخاصة وأنفقت عليها الأسرة أموالا فوق طاقتها خاصة أن أسرتها ليست ثرية. سقطت الفتاة في حب أحد زملائها بعد التحاقها بكليتها الخاصة ولم تنتظر أن يتقدم إليها بل طلبت منه أن يتقدم لوالديها.. تقدم كارم لخطبة إيمان وهما في السنة الثانية بالكلية ووافقت الأسرة دون تردد دون أن تسأل علي العريس إن كان مناسبا أم لا, المهم أن إيمان ترغب في الزواج من هذا العريس ورغم معارضة الابن الأكبر لارتباط شقيقته بهذا الشاب الذي يرتدي ملابس غير مناسبة ويدخن ويبدو عليه أنه شاب مستهتر إلا أن والديهما لم يلتفتا لرأي الابن ما يهمهما هو إرضاء الدلوعة مهما تكن الظروف مما أدي إلي غضب الابن الأكبر وترك المنزل واشتكي لعمه. تمت الخطبة في أجواء من عدم الرضا بشخصية العريس من معظم المحيطين عدا الوالدين والابن الأصغر الذي سبق أن أصيب بحالة نفسية لشعوره بالتفريق في المعاملة من الوالدين بينه وبين شقيقته الوحيدة ونتيجة لكل ذلك جني الوالدان ثمار تفريقهما ودلعهما لابنتهما حيث فرضت عليهما الزواج وهي في الفرقة الثالثة بالكلية وبعد الزواج ظهر العريس علي حقيقته فلا مسئولية ولا إنفاق ولا حتي أعطي زوجته حقوقها. طافت الأسرة بصحبة ابنتهما إيمان وزوجها علي معظم الأطباء المتخصصين بالمدينة لعلاج زوجها دون جدوي وفي ظل ابتعاد معظم المحيطين عن المشكلة برمتها بعد أن حذروا كثيرا من هذه الزيجة تردد والد إيمان وزوجها عند كثير من الدجالين والمشايخ وأنفقوا عشرات الآلاف من الجنيهات دون حدوث أي جديد أو حتي تظهر في الأفق بارقة أمل في مستقبل العلاقة بين الزوجين حتي كان قرار إيمان بالتخلص من زوجها, فأسرع والداها معها إلي محكمة الأسرة لطلب الخلع.