البداية زواج تقليدي بين السيد الذي يعمل في تجارة الموبيليا وإحسان ربة المنزل الحاصلة علي بكالوريوس خدمة اجتماعية ونظرا لكون السيد الابن الأكبر للأسرة فقد تولي رعاية والديه وعندما علمت إحسان أن والد عريسها ووالدته يعيشان معه ولن يتركهما بعد الزواج أثناء عرض ظروف كل من العروسين لم تبد أي اعتراض مثل غيرها من الفتيات اللائي يرفضن الإقامة مع والدي الزوج أو حتي أحدهما بدعوي تكوين بيت مستقل أو البعد عن المشاكل وغيرها من الدعاوي..إلا أن الأمر كان مختلفا عند إحسان التي بدت عليها علامات السعادة وهو ما أدهش أسرة الزوج وعم الفتاة.. عقد الزوجان قرانهما وأنجبت حسناء أربعة أبناء ثلاثة ذكور وطفلة فرح بهم والدا الزوج بينما السيد نفسه أو سي السيد مشغول في تجارة الموبيليا وأرباحها وتجميع الأموال فعاشت الزوجة حياتها راضية مرضية بينما لم يشعر الزوج بالنعمة التي في يده.. بعد سنوات توفي والد الزوج ثم والدته وكبر الأبناء ودخل الابن الأكبر إحدي الكليات وازدادت المصروفات فبدأ الأب يبخل بالمتطلبات الجديدة التي تواكب الزمن وكبر الأبناء فبدأت الخلافات بين إحسان وزوجها التي لم يحسن إليها في كبرها فتهكم علي تغيير شكلها الذي تغير بفعل الزمن والجهد الكبير الذي بذلته معه ومع أبنائه ووالديه قبل وفاتهما فأصيبت بمرض البهاق وما أن رآها زوجها حتي أبدي تجاهله ولم يبد حزنه وأرسلها إلي أحد الأطباء المتخصصين للكشف الطبي عليها دون أن يذهب معها كنوع من إبداء الاهتمام أو حتي الشفقة فازداد الأمر سوءا ورغم أن لديها إيمانا قويا بالله وأن هذا المرض ابتلاء ورضيت به إلا أن موقف زوجها أغضبها جدا فكانت تذهب إلي الأطباء تتلقي العلاج وتعود لخدمة أبنائها والزوج الجاحد في نفس الوقت بدأ في الابتعاد عن زوجته والاشمئزاز منها وكأنها وباء معد.. كل هذا وإحسان تتقطع ألما من الداخل ولا تظهر شيئا حتي لا ينعكس الأمر علي أبنائها ورغم أنهم تعلموا البرود من والدهم إلا أن إحسان لم تبخل عليهم بأي جهد يمكن بذله حتي آخر لحظة في علاقتها مع زوجها حيث إنها شعرت رغم بعد زوجها عنها أن هناك جديدا في حياته ورغم أنها لم تسع لاكتشاف هذا الجديد بل إنها كانت تحاول أن تتجاهله إلا أن الخبر وصل إليها دون أن تسعي إليه وهو أن السيد تزوج من أخري ابنة تاجر موبيليا صديقه.. شعرت إحسان أنها لم يعد لها مكان في هذا الجو الكئيب فرغم أنها كرست كل جهدها في الفترة الأخيرة لخدمة أبنائها إلا أن حالتها النفسية بعد إصابتها بالمرض الجلدي والظروف الجديدة التي تعرضت لها مع زوجها وبرود وتجاهل أبنائها جعلها تشعر أنها تحرث في البحر.. فتركت المنزل وتوجهت إلي محكمة الأسرة لطلب الخلع.