شق صوت صفير قطار شبين القناطر القشاش كعادته سكون زراعات قليوب متجها لمحطة رمسيس بالقاهرة ليقل العمال والموظفين لأعمالهم اليومية المعتادة بدأ معه المزارعون يخرجون لحقولهم بحثا عن الرزق.. اعتاد أهالي عزبة الزيتون بقليوب المعروف عن غالبيتهم الطيبة الخروج للعمل في الساعات المبكرة سالكين طرقهم ودروبهم المعتادة بين الأراضي الزراعية التي يعلمون حدودها جيدا يسيرون بخطوات لا تخطئها أقدامهم.. وفجأة تعال صوت صراخ سيدة خمسينية هرع بعدها جميع الفلاحين نحو مصدر الصوت القادم من وسط الزراعات لاستكشاف الأمر.. تسارعت خطواتهم نحو مصدر الصراخ حتي تم الوصول له إذ صعق الجميع من هول ما رأوا شاب في العقد الثاني من العمر خمري البشرة ملقي علي وجهه وسط الأرض تنزف الدماء من مؤخرة رأسه.. عقارب الساعة كانت تقترب من السابعة صباحا تلقي خلالها العقيد محمد سلامه مأمور قسم قليوب بلاغا من الأهالي بالعثور علي جثة شاب مقتولا وسط الزراعات.. وبإخطار اللواء سعيد شلبي مساعد أول وزير الداخلية لأمن القليوبية أمر بسرعة الانتقال لموقع الحادث وتشكيل فريق بحث علي مستوي عال لكشف غموض الواقعة والقبض علي الجناة.. وبانتقال العقيد محمود هندي رئيس فرع البحث الجنائي بشبرا الخيمة لموقع الحادث تبين وجود شاب في منتصف العقد الثاني من العمر ملقي علي وجهه وسط الزراعات وبرأسه آثار طلقة نارية بمنطقة عزبة محمد أمين ووجود آثار دماء بالقرب من الجثة.. وبالكشف عن المجني عليه تم تحديد هويته حيث تبين أنه يدعي محمد درويش27 سنة مقيم بمنطقة عزبة الزيتون التابعة لقسم شرطة قليوب وبتكثيف التحريات حول المجني عليه تبين أنه مسجل خطر سرقة بالإكراه.. تم تشكيل فريق بحث تحت إشراف اللواء دكتور أشرف عبد القادر مدير المباحث الجنائية شارك فيه العقيدان محمود هندي رئيس فرع البحث الجنائي ومحمد سلامه مأمور قسم قليوب والرائد هاني أبو سريع وكيل فرع البحث الجنائي وتم وضع خطة بحث لسرعة كشف غموض الواقعة وتحديد هوية الجناة وتم نقل جثة المجني عليه لمشرحة المستشفي وانتداب خبراء الطب الشرعي لتشريح الجثة لمعرفة سبب الوفاة وتحديد نوعية السلاح الناري المستخدم.. وبإرسال العناصر السرية بالقرب من مسرح الجريمة ومحل سكن المجني عليه تبين أنه كان له العديد من الخلافات بسبب ممارسته أعمال البلطجة والسرقة كما تبين أن المجني عليه يكون تشكيل عصابي للسرقة بالإكراه متخذين من منطقة قليوب مسرحا لممارسة وقائعهم.. وبتكثيف جهود رجال المباحث حول المجني عليه وعلاقاته تبين وجود خلافات بينه وبين شخصين آخرين وحدوث عدة مشادات بينهم في مناطق مختلفة.. كما أضافت التحريات أن المجني عليه كون تشكيلا عصابيا للسرقة بالإكراه مع عاطلين يدعي الأولي عابد عبد الستار25 سنة والثاني شهرته دقدق جميعهم مقيمون بمنطقة عزبة الزيتون.. وبعرض المعلومات علي النيابة العامة تحت إشراف المستشار وليد البيلي المحامي العام لنيابات جنوببنها تم تقنين الإجراءات واستصدار إذن من النيابة العامة للقبض علي المشتبه فيهما.. تم إعداد مأمورية للقبض علي المشتبه فيهما ونشر الأكمنة الثابتة والمتحركة بالقرب من محل سكنهما والأماكن التي يترددان عليهما تمكن خلالها العقيدان محمد سلامه ومحمود هندي من القبض عليهما.. وبمواجهة المتهمين اعترفا بارتكابهما الواقعة بسبب رفض المجني عليه إعطائهما مبلغ300 جنيه باقي مستحقاتهما من إحدي السرقات.. وبإحالة المتهمين للنيابة العامة تولي أحمد المنوفي وأحمد أبو سريع وكيلا النائب العام التحقيق حيث أعترف المتهمان بارتكابهما الواقعة.. كما أدلي المتهمان باعترافات تفصيلة حول الواقعة حيث أنهم كانوا يكونون فيما بينهم تشكيل عصابي تخصص في ارتكاب وقائع السرقات تحت تهديد الأسلحة النارية وكانوا يقتسمون حصيلة السرقات فيما بينهم ولكن المجني عليه رفض إعطاؤهما مبلغ300 جنيه باقي مستحقاتهما.. وأضاف المتهمان في أقوالهما أنهما يوم ارتكاب الواقعة قاما بالاتصال بالمجني عليه وتم التقابل وسط الزراعات وطالبا المجني عليه برد مبلغ300 جنيه ولكنه رفض فقام المتهم الثاني دقدق بإخراج فرد خرطوش من طيات ملابسه وتسديد طلقة نارية للمجني عليه استقرت بمؤخرة رأسه سقط علي إثرها وسط بركة من الدماء.. وأكمل المتهمان اعترافاتهما بأنهما عقب التخلص من المجني عليه قاما بالهروب وتخلصا من السلاح الناري بإلقائه وسط إحدي الترع بالقرب من مكان الواقعة وتم بإرشادهما العثور علي الفرد الخرطوش المستخدم وأمرت النيابة العامة بحبسهما4 أيام علي ذمة التحقيق وتحريز السلاح الناري وإرساله للمعمل الجنائي واستعجال تقرير الطب الشرعي.