الله أكبر الله أكبر الله أكبر.. الله أكبر ولله الحمد.. الله أكبر ما تربت نفوسنا في مدرسة الصيام والقيام وتعلمت دروس الإخلاص فذبحت كل الأطماع في كل' ما سوي الله'.. وعاشت بقلوبها ومشاعرها مع عطاء الله وكرمه وجوده في هذا الشهر العظيم. لقد مضي موسم الطاعة وانفض سوق الأجر وربح فيه من ربح وخسر من خسر.. وأقبل العيد ليكسو ببهائه وسعادته الأرض والناس ويحمل بشري جوائز السماء لمن رضي الله عنهم وأحبهم وأحبوه سبحانه.. والذين تابوا وأنابوا وأقبلوا علي ربهم. لقد كانت السيدة عائشة تفزع إذا دق أحدهم مسمارا في جدار المسجد النبوي فتهتف بلسان المحبة للرسول' ص' زوجها قائلة'احذروا أن تؤذوا رسول الله'. هؤلاء أدركوا أهمية توقير وتعظيم رسول هذه الأمة حيا وميتا, ولكن هؤلاء الأغبياء الفجار الذين أرادوا التفجير عند مسجد النبي لم يعرفوا شيئا عن هذه الآداب والأخلاق, مسمار يدق في جدار المسجد كان السلف يخافون أن يؤذي النبي في قبره, فكيف بالديناميت والمتفجرات والبنادق الآلية والحرائق والدماء المعصومة المسالة بجوار المسجد. الملايين تكتظ في ليالي العشر تريد أن تعيش بقلوبها إلي جوار النبي ووزيريه العظيمين أبي بكر وعمر وصحبه الكرام في البقيع, وتسعد بقيام العشر الأواخر من رمضان في ثاني أعظم مسجد علي وجه الأرض, ثاني الحرمين, وإذا بهؤلاء الجهلاء يريدون تخويف هؤلاء المصلين وترويعهم وصدهم عن سبيل الله وعن الصلاة. لم يتخيل أحد أن يبلغ الجنون والسفه والحمق والانحطاط بهؤلاء أن يقتربوا بالأذي من مسجد النبي, ومن النبي نفسه, فإن إيذاء النبي حيا كإيذائه ميتا, لقد وجهوا أسوأ رسالة إلي الناس جميعا عنهم وعن فكرهم وحمقهم. يا أمتي: ربكم واحد وكتابكم واحد ورسولكم واحد.. وعيدكم واحد وشهركم واحد وقبلتكم واحدة.. ورغم ذلك فأمتنا ممزقة مثخنة بالجراح ولا سبيل أمامها للفرحة والسعادة إلا بالارتباط بالله كليا وجزئيا قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون. فالأمة إذا وجدت الله وجدت كل شيء وإذا فقدته فقدت كل شيء يا أمتي:الله هو السلام ولن نفهم أهمية ومغزي السلام إلا حينما نرتبط ب'السلام'سبحانه.. والله هو الرحيم ولن نفهم الرحمة والتراحم بحق حتي تعيش الأمة بقلوبها ومشاعرها مع الله.. وستظل في صدام وشقاق وصراع ما لم تعش مع' العفو سبحانه' لتفهم معني العفو وتعيشه واقعا عمليا. هذه الأمة فقدت الآن الكثير من معاني الفرحة والسعادة والطمأنينة والتراحم والمواساة والعفو كما نري جميعا في العراق وسوريا واليمن والصومال وليبيا وأفغانستان.. فتكاد الأمة تفقد عقلها في مثل هذه البلاد وتفقد معها ما تبقي من مشاعر الحب والتراحم والمودة. ورغم ذلك كله يعاودهم الله بالنفحات والرحمات ويمد إليهم يده الكريمة سبحانه فينصرفون عنه. يقبل عليهم سبحانه فيدبرون عنه.. يعطيهم فلا يشكرونه.. يأمرهم بالتوحد فيزدادون تمزقا.. يأمرهم بالصلح فيتحاربون.. ويحضهم علي إصلاح ذات البين فيفسدونه ويمزقونه. يأمرهم بالتراحم فيذبح بعضهم بعضا ويحرق ويفجر بعضهم بعضا.. ويفجر بعضهم مساجد بعض في أصفي وأغلي لحظات السكينة والخشوع مع الله و' في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه'.. وبدلا من أن ترفع إذا بها تدمر وتفجر. والأدهي أنهم يفخرون بهذه الموبقات ويصورونها ويرسلونها عبر شبكات ومواقع التواصل الاجتماعي وكأنهم حرروا القدس والأقصي. يأمرهم سبحانه بحقن الدماء فيفسك بعضهم دماء بعض. وتحثهم الشريعة علي حفظ الأنفس فيهدورنها. ورغم ذلك يعاودهم بالخيرات والبركات والرحمات لعلهم يرجعون. يأمرهم ب' اقرأ' فتتفشي فيهم الأمية, ويريد البعض أن يعلم الأمة' الرقص الشرقي'.. وتتحول مصر الرائدة في العلم من قبل إلي رقم(19) بين الدول العربية في تعلم القراءة والكتابة وبعدها فقط الصومال واليمن والسودان وما شابهها من' اللا دول'. يأمرهم ب'خذوا ما آتيناكم بقوة' وعزم وجد.. فيريد بعضنا أن يجمد الكتاب والسنة ويسب ويشتم كل ما حمل الأوائل من العلماء الأفذاذ الذين أخذوه بحقه وعزماته وفهموا مقاصده. يأمرهم بالعفة والعفاف فتجد أعلي نسب التحرش الجنسي العلني في شوارعنا وبلادنا وبين شبابنا مع نسبة ليست بالقليلة من الزنا وزنا المحارم. وقد كان العرب في الجاهلية يأنفون من زنا المحارم والشذوذ ويعدونه عارا لا يمحي. لن تشعر الأمة بطعم العيد إلا إذا أدركت أن' العيد جائزة' للطاعة والقرب من الله ومن لم يقترب بقلبه وجوارحه فليست له جائزة.. فهي ليست للبطالين أو المنافقين أو الذين أفطروا في رمضان أو الذين تشاتموا وتلاعنوا أو فجروا أو اغتالوا أو ظلموا أو أكلوا أموال الناس بالباطل.. أو الذين يحادون الله ورسوله أو يصرون حتي اليوم أن يقدموا الإسلام في أسوأ صوره ويشوهونه أمام العالمين وينفروا الناس عنه.. بدلا من أن يرغبوهم فيه. فهل من العقل أو الحكمة أو الدين أن يكون المسلمون هم أصحاب الدين الوحيد في العالم الذين يفجر ويحرق ويدمر ويسجن ويعذب بعضهم بعضا دون سواهم من البشر. هل هذه أمة الإسلام والرسول والقرآن بحق.. أم أننا نعيش في كابوس مخيف لا نستطيع الإفاقة منه ؟! ألا من سبيل لإصلاح هذه المنظومة الخربة التي لحقت بأمتنا قبل فوات الأوان ؟!