أدان خبراء السياسة والمحللون بشئون الحركات الإسلامية الحادث الإرهابي الذي تعرضت له تركيا باستهداف مطار أتاتورك في إسطنبول بوسط تركيا بثلاثة تفجيرات مما أسفر عن وفاة23 مواطنا تركيا و13 أجنبيا وإصابة أكثر من150 آخرين, مؤكدين في حديثهم ل الأهرام المسائي أن الإرهاب لا دين له, وتركيا تدفع ثمن دعمها ومساندتها للجماعات الإرهابية وشددوا علي ضرورة أن تقوم بطرد كافة القيادات الإرهابية الهاربة من علي أراضيها. وقال الدكتور كمال الهلباوي, المفكر الإسلامي والقيادي السابق بجماعة الإخوان: إن علاقة أي دولة مع الجماعات المتطرفة لا تأتي بالخير, وتركيا تدفع ثمن ما زرعته, معتبرا أن ما فعلته تركيا بمساعدة الجماعات الإرهابية ضد العراقوسوريا بتيسير بعض أمورهم هو خطأ كبير سوف تدفع ثمنه; لأن هذه الجماعات لا دين لها وتستبيح كل شيء سواء العرض أو الأموال أو غيرها لتحقيق هدفها. وأكد الهلباوي أن تركيا قدمت خدمات متعددة لداعش وتجنبت الدخول معها في أي اشتباك أو حرب واكتفت بإعلان الحرب علي نظام بشار الأسد بسوريا والحكومة العراقية مما ساعد داعش علي النفوذ والسيطرة محذرا تركيا من الاستمرار في إيواء الإرهابيين المتواجدين علي أراضيها مشددا علي ضرورة أن تنضم للتحالفات الدولية في حربها ضد الإرهاب وأكد أن محاربة تركيا لداعش أصبحت علي رأس أولويات النظام التركي بسبب تكرار حوادثها الإرهابية بتركيا وآخرها استهداف مطار أتاتورك في إسطنبول بوسط تركيا بعمل إرهابي أدانه العالم كله ويستوجب علي تركيا القصاص لضحاياها. وقال أحمد بان الباحث في شئون الحركات الإسلامية إن تركيا تدفع ثمن طموحها بالمنطقةموضحا أن تركيا دعمت تنظيم داعش الإرهابي وعددا من التنظيمات الإرهابية بالمنطقة ومنها جماعة الإخوان لتحريك المشهد تجاه طموحها الإمبراطوري وتغافلت عن مرور الأفراد والسلاحإلي التنظيم الإرهابي الذي سيطر علي سورياوالعراق وليبيا قبل أن يتم التصدي له. وأكد بان في حديثه لالأهرام المسائي أن تركيا تعرضت خلال الفترة الماضية لضغوط كبيرة من الولاياتالمتحدة لمنع دعمها لداعش وهو ما استجابت له مما دفع داعش للانتقام من تركيا لإجبارها علي التراجع للعودة والمساعدة. وأوضح أن ما حدث هو نتيجة أخطاء تاريخية ارتكبتها تركيا بمساندتها لداعش والسماح لأشخاص من جنسيات مختلفة بالانضمام إلي التنظيم عن طريق السفر لتركيا واختراق الحدود والانضمام للتنظيم الإرهابي, مؤكدا أن تركيا بدأت التخلي عن مساندتها للإخوان موضحا أن الدعم الوحيد الذي تقدمه للإخوان هو مساحة إعلامية بالقنواتالفضائية وأكد أن الدعم التركي لجماعة الإخوان يتراجع بشكل كبير لأنها تعلم جيدا أن مصلحتها مع الدولة المصرية. من جانبه أكد الدكتور رفعت سيد أحمد المفكر الإسلامي والمدير العام والمؤسس لمركز يافا للدراسات والأبحاث بالقاهرة أن الجماعات الإرهابية عبر التاريخ لا صديق لها ولا سقف لها ولا حدود في عنفها وفهمها للدين خطأ وأول من يساعدها يكتوي بنارها. وأضاف أن تركيا منذ بدايات الربيع العربي وهي تمول وتدرب عشرات الآلاف من العناصر بالتنظيمات الإرهابية للحرب في صفوف جبهة النصرة وغيرها من الجماعات الإرهابية المسلحة بسوريا بهدف تحقيق أهداف اقتصادية, وأوضح أنه عندما يكبر الوحش يأكل صاحبه وهو تفسير لما يحدث من عمليات إرهابية بتركيا, مشيرا إلي أن بعض الخلافات بين داعش وتركيا سواء علي سرقة النفط السوري أو العراقي وفرض النفوذ في سوريا هو السبب وراء ما يحدث وأكد أن تركيا تجني ما زرعت.