عاد الدفء إلي العلاقات الدبلوماسية بين تركيا وإسرائيل بعد توقيعهما أمس بمقر وزارة الخارجية التركية علي اتفاق تطبيع العلاقات بينهما, بعد قطيعة وخلاف استمرا علي مدي6 سنوات علي خلفية الهجوم الإسرائيلي المسلح علي سفن أسطول الحرية التركي, الذي كان يحمل مواد إغاثة إلي قطاع غزة في مايو عام2010, في محاولة لكسر الحصار الذي تفرضه إسرائيل علي شريطها الساحلي مما أدي إلي قتل10 من الناشطين الأتراك, بالإضافة إلي استمرار الحصار علي غزة. عودة الدفء والعلاقة بين حليفتين تجمعهما اهتمامات إستراتيجية مشتركة, تم التمهيد له منذ عام2013 عندما قدم رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نيتانياهو اعتذارا رسميا لنظيره التركي رجب طيب أردوغان خلال محادثة هاتفية, اعترف فيها بحدوث بعض الأخطاء العملية في هذا الحادث, وتعهد بدفع التعويضات لأسر الضحايا, مقابل الاتفاق علي عدم ملاحقة أي جهة قد تكون مسئولة عن الحادث قانونيا. ومن المقرر أن يصادق البرلمان التركي اليوم أو غدا علي الاتفاق ليصبح ساري المفعول, ويتم تنفيذه علي أرض الواقع حيث ينص علي قيام إسرائيل بدفع تعويضات تقدر ب20 مليون دولار لتركيا, وتبادل السفراء بين أنقرة وتل أبيب, وتطبيع العلاقات الدبلوماسية, وفتح الطريق أمام تصدير الغاز الإسرائيلي عبر تركيا, بالإضافة إلي دوره في فتح قناة وساطة جديدة في المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين, وقد أعلنت أنقرة أن تسليم أول دفعة من المعونات التركية لغزة أصبح وشيكا, وأن أول السفن التركية المحملة بأكثر من10 آلاف طن من المساعدات الإنسانية ستغادر الجمعة القادم في طريقها إلي ميناء أشدود الإسرائيلي.