أعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون, أمس أنه علي بريطانيا السعي للحصول علي أقرب علاقة ممكنة مع الاتحاد الأوروبي ومع قادته. وأضاف رئيس الوزراء البريطاني- في تصريحات صحفية عند وصوله إلي بروكسل لحضور آخر قمة مجلس أوروبي له كرئيس للوزراء-: سأوضح للقادة أن بريطانيا ستغادر الاتحاد الأوروبي, ولكن أريد أن تكون هذه العملية بناءة بقدر الإمكان, وآمل أن النتيجة تكون بناءة بقدر الإمكان. وأضاف: مع استعدادنا لمغادرة الاتحاد الأوروبي, لا يجب أن ندير ظهورنا لأوروبا. وتابع بالقول: هذه الدول هي جيراننا وأصدقاؤنا وحلفاؤنا وشركاؤنا وآمل كثيرا أن نسعي لأوثق صلة محتملة في معدلات التبادل التجاري والتعاون والأمن, لأن ذلك أمر جيد بالنسبة لنا وهذا أمر جيد بالنسبة لهم أيضا وسيسعي كاميرون خلال المحادثات مع قادة أوروبا علي حثهم علي اتباع نهج بناء في المفاوضات علي علاقتهم الجديدة ببريطانيا بعد الخروج. كان ديفيد كاميرون قد أعلن أنه سيترك منصبه كرئيس للوزراء في أكتوبر المقبل بعد انتخاب زعيم جديد لحزب المحافظين بعد أن خسر استفتاء عضوية الاتحاد الأوروبي وتصدر عمدة لندن السابق, بوريس جونسون, ووزيرة الداخلية تيريزا ماي, ووزير العمل والمعاشات, ستيفن كراب, قائمة الأسماء المرشحة لخلافة رئيس الوزراء ديفيد كاميرون علي رأس حزب المحافظين الحاكم. واستدعي عمدة لندن السابق, ألكسندر بوريس دي بفيفيل جونسون, عددا من النواب المحافظين بشكل ودي في منزله في أوكسفوردشاير في عطلة نهاية الأسبوع فيما يعتقد أنه اجتماع للإعداد للترشح وحشد الدعم له في انتخابات حزب المحافظين ويعتبر جونسون الأوفر حظا حتي بين مكاتب المراهنات لخلافة كاميرون سواء في زعامة حزب المحافظين أو في داوننج ستريت باعتباره أحد قادة حملة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي, وهو ما يعزز من مكانته بين الجانب اليمين في الحزب من المتشككين تجاه أوروبا. ومع ذلك, قال وزير العمل والمعاشات السابق آلان دنكان سميث: إنه علي الرغم من إثارة وشهرة جونسون, إلا أن العديد من نشطاء الحزب لا يريدونه علي رأس المحافظين وتعتبر وزيرة الداخلية تيريزا ماي, أحد أبرز المرشحين أيضا لخلافة ديفيد كاميرون, وتعتبر المنافس الأقوي لجونسون. وكشف استطلاع للرأي أمس أن وزيرة الداخلية تريزا ماي أكثر شعبية من عمدة لندن السابق, بوريس جونسون, في سباق الوصول إلي زعامة حزب المحافظين. وطبقا لاستطلاع مؤسسة يو جوف لصالح صحيفة ذي تايمز, فإن31% من ناخبي حزب المحافظين يدعمون تريزا ماي, مقابل24% يدعمون عمدة لندن السابق. ورغم أن ماي من الوزراء الذين دعوا للبقاء في الاتحاد الأوروبي, إلا أنها لم تشارك بقوة في الحملة وحرصت علي البقاء بعيدة عن المشاحنات السياسية خلال الفترة التي سبقت الاستفتاء رغبة منها في عدم خسارة أصوات محتملة من زملائها في الحزب. وتتولي ماي منصب وزيرة الداخلية منذ ست سنوات, وهو المنصب الذي اعتاد علي تدمير السيرة الذاتية لعدد من السياسيين, وهو ما يدل علي مرونتها السياسية, وقدرتها علي مواجهة الانتقادات ورغم مطالبة عدد من النواب بأن يكون زعيم الحزب القادم من حملة الخروج, إلا أن عددا من الوزراء, ومن بينهم وزيرة التنمية الدولية, جستن جريننج, دعوا وزيرة الداخلية وعمدة لندن السابق إلي تشكيل قيادة موحدة للمساعدة في إعادة توحيد البلاد ولم شمل الحزب بعد الانقسام الذي صاحب الاستفتاء.