يقول الفليسوف هيجل إن: وجود الدولة هو سبيل.. طريق الله إلي الأرض. لقد كانت الثورة الفرنسية في رأي هيجل هي الحدث الذي تبني الرؤية المسيحية عن مجتمع الحرية والمساواة.. ثورة قام بها شعب ضحي بحياته وتغلبوا علي الخوف من الحاكم بالموت والاستشهاد.. ثم انتقلت مبادئ الحرية والمساواة إلي بقية الدول الأوروبية مع زحف جيوش نابليون.. وكانت الدولة الديمقراطية الليبرالية الحديثة التي نشأت في أعقاب الثورة الفرنسية.. وهذا معناه ان الإنسان قادر علي أن يأتي بالاله الله عز وجل إلي الأرض ليقيم مبني البرلمان وقصر الرئاسة مع بناء الدولة الحديثة وما هي الديمقراطية الليبرالية الحديثة في ضوء يختلف عن المذهب الانجليزي في الليبرالية إن الناس في مختلف أنحاء العالم يقولون انهم يريدون العيش في ظل الديمقراطية. مجتمع ديمقراطي.. يعني مجتمع ليبرالي فيه الرأي واحترام الرأي الآخر.. وهو يمثل المثل الياباني المعروف دع مائة زهرة تتفتح المجتمع الليبرالي هذا كان هدف الفلاسفة الذين وضعوا الدستور الأمريكي أمثال توماس هوبز ولوك ومجموعاتهم بكل تلاميذهم من الفلاسفة.. وهم أيضا الذين كتبوا اعلان الاستقلال الامريكي ويعتبر هذا ثمرة.. عقد اجتماعي بين أفراد لهم حقوق طبيعية معينة.. أهمها الحق في الحياة.. أي علي كل إنسان أن يحفظ ذاته.. وكذلك السعي من أجل السعادة.. والذي فسره الناس وفهموا انه يعني الحق في الملكية الخاصة باختصار المجتمع الليبرالي الديمقراطي هو إذن ثمرة اتفاق متبادل تحكمه المساواة بين المواطنين.. علي ألا يتدخل أحد في حياة الآخر أو يعتدي علي ممتلكاته. الفليسوف هيجل يري هذا المجتمع هو نتيجة اتفاق بين المواطنين قائم علي التبادل والمساواة ويقضي أيضا باعتراف كل مواطن بالآخر.. يعني أن يعترف الجميع بكرامة كل بريء باعتباره إنسانا حرا ومستقلا ذاتيا.. وليس المهم أن تتيح هذه الحرية كسب المال واشباع جوانب الشهرة والشهوة في نفوسنا!! لكن الأهم هو بإرضائنا. في النهاية ما نتيجة هذه الديمقراطية من الاعتراف بكرامتنا.. إن الحياة في ظل الديمقراطية هي الطريق إلي الوفرة المادية الكبيرة.. وكذلك أيضا هي تؤدي إلي هدف غير مادي هو الاعتراف بحريتنا.. إن الدولة الديمقراطية تقيم الناس علي الاحساس بقيمة الانسان الذاتية ويجيء السؤال: كيف يمكننا أن نقول ان الديمقراطية الليبرالية الحديثة تعترف بكل الآدميين بصفة عامة وانه ليس هناك سادة وعبيدا؟ مثلا: إن أي طفل يولد علي أرض الولاياتالمتحدة أو فرنسا أو انجلترا أو أي دولة ديمقراطية له حقوق معينة في المواطنة.. وليس من حق أحد أن يلحق الأذي بحق ذلك الطفل سواء كان غنيا أو فقيرا.. أسود أو أبيض.. والا قدم للمحاكمة بمقتضي نظام العدالة الجنائي.. وسيكون للطفل بعض الوقت حق الملكية الذي تحترمه الدولة وكل المواطنين وأن له حقا في اعتناق الأراء الخاصة بالقيمة والقدر بشأن أي موضوع يخطر علي باله أو ذهنه وله حق نشر وبث هذه الاراء علي أوسع نطاق ممكن ومن حق هذا الطفل حين يبلغ سن الرشد المشاركة في نفس الحكومة التي أرست دعائم هذه الحقوق.. والمساهمة في الحوار حول أعلي وأهم قضايا السياسة العامة.. والمشاركة في ادلاء صوته في الانتخابات والمشاركة في العملية السياسية مباشرة كترشيح نفسه لمنصب ما أو كتابة المقالات تأييدا لشخص أو موقف أو لخدمة الوظيفية في القطاع العام.. إن الحكم الذاتي الشعبي يلغي الفوارق بين السادة والعبيد ويعطي كل فرد الحق في جانب علي الأقل من دور السيد.. أما السيادة فتأخذ الآن صورة إصدار القوانين علي أساس ديمقراطي.. بمعني وضع قواعد عامة تعين الانسان علي التحكم في نفسه تحكما واعيا. اننا من الممكن النظر إلي الدولة العامة المتجانسة التي سوف يتوحد فيها العالم قائمة علي الاقتصاد الاعتراف.. ويقول في هذا المفكر فرانسيس فوكو ياما في كتابة نهاية التاريخ وخاتم البشر الذي ترجمه إلي العربية الاستاذ العظيم حسين أحمد أمين وفيه يقول: ان المسار التاريخي الانساني سوف يؤدي إلي تلك الدولة يدفعه إلي الأمام محركان متساويان: السيناريوهات المستمرة في العلوم الطبيعية الحديثة والسعي إلي نيل الاعتراف.. الأول نابع من القوة الشهوانية للنفس التي تحررت في أوائل العصر الحديث.. واتجهت إلي تكوين الثروات بلا حدود.. وذلك بالنظر إلي الارتباط الوثيق بين الرأسمالية والعلوم الطبيعية الحديثة والمخترعات التي لا تتوقف وبلا حدود.. أما موضوع نيل الاعتراف وفكرة وحقيقة العبودية.. فإن ذلك مناقض لمفهوم العبد عن السيادة في عالم جميع أفراده احرار ومتساوون أمام الله. والآن إذا كانت هبة الجماهير في ميدان التحرير قد وصلت إلي ملايين الانسان المصري تطلب الحرية والمساواة والمواطنة.. كيف نرد لهم هذه الهبة بكل ما فيها من مطلب انساني أجد الإجابة مزيدا من الديمقراطية ومزيدا من تعريف الانسان حقوقه وواجباته والتزامات الواجب.. مهمة الدولة الآن هي تدعيم وسائل الارشاد.. تليفزيون وصحافة وكتيبات وكتب تشرح ما معني الديمقراطية.. ويعني ايه دستور..!!