أكد عدد كبير من المزارعين بمحافظة سوهاج ان زراعة القطن التي كانت تمثل عماد الاقتصاد لكثير من الأسر بقري المحافظة شهدت في السنوات الأخيرة تراجعا غير مسبوق بعد أن أحجم كثير من المزارعين عن زراعته لارتفاع تكلفته وضعف العائد منه نتيجة تعرضه للإصابة بالحشرات وحاجته الي الرش لمقاومة الآفات. يقول محمد مصطفي عبدالكريم مزارع ان موسم زراعة القطن كان يحول القرية السوهاجية الي خلية نحل حيث تحتاج زراعته الي عمالة كثيفة وهذا دفع العديد من الاسر وخاصة الفقيرة الي الحاق ابنائهم وبناتهم للعمل باليومية في زراعة القطن واعمال المقاومة والمتمثلة في جمع دودة القطن بالاضافة الي جني المحصول فكانت زراعة القطن توفر الكثير من فرص العمل للاسر الفقيرة وتعينهم علي مصروفات المعيشة. ويضيف احمد سعد مزارع ان المزارعين كانوا في الماضي يستقبلون موسم جني القطن بفرحة عارمة لدرجة ان مناسباتهم الاجتماعية كالزواج وتجهيز العرائس كانت ترتبط ارتباطا وثيقا به نظرا لارتفاع الارباح التي تعود علي المزارع عقب بيع المحصول وكانت كثير من الاسر السوهاجية تستفيد من حصيلة بيع القطن في اداء فريضة الحج والعمرة, مشيرا الي انه ادي فريضة الحج منذ عشرين عاما بعد بيع محصول القطن بالإضافة الي اتجاه الكثير من المزارعين الي استكمال بناء المنازل وشراء المواشي والاراضي الزراعية. ويتحسرعبده فرغلي قاسم فلاح علي ما آلت إليه زراعة القطن في سوهاج من تردي, مشيرا إلي إحجام غالبية المزارعين عن زراعته لارتفاع تكلفته واتجه غالبية المزارعين الي زراعة الخضر والفاكهة والحبوب والتي لا تتطلب عمالة كثيفة وتحقق أرباحا كبيرة بالإضافة الي اتجاه الفلاحين الي زراعة القمح لسد احتياجات الاسرة بدلا من شراء الدقيق من البقالين. ومن جانبه اوضح مراد حسين وكيل وزارة الزراعة بسوهاج ان المستهدف زراعته هذا العام من محصول القطن كان2000 فدان منها70 فدان اصلاح لم يتم زراعتها و1930 ائتمان وتمت زراعة298 فدانا منها فقط. وأوضح ان إحجام الفلاحين عن زراعة محصول القطن خلال السنوات الماضية يرجع الي عدة اسباب منها عدم ضمان التسويق للمحصول وارتفاع تكلفة الايدي العاملة وعدم وجود تطبيق نظام الدورة الزراعية حيث ان المزارع يسعي الي زراعة المحاصيل التي تدر عليه ربحا بالإضافة الي ارتفاع تكاليف الخدمة والمكافحة ووجود مشكلة عدم التعاقد مع المزارعين لشراء محصول القطن