يعد مسجد الشوربجي والوكالة التجارية الملحقة به بالحي التركي بمنطقة المنشية وسط الإسكندرية من أعرق المساجد تاريخا ومعمارا وأثرا فهو ثاني مسجد أنشئ بالمدينة الساحلية ومازال موجودا حتي الآن, كما أنه ضمن5 مساجد بها تتبع وزارة الآثار, حيث إنه مسجل بسجل الآثار بالقرار الوزاري رقم10357 لسنة1951 ميلادية. ويعود تاريخ إنشاء المسجد إلي العصر العثماني, حيث أنشئ وفقا لما هو مكتوب في النص التأسيسي أعلي الباب الرئيسي لبيت الصلاة في شهر ربيع الآخر لعام1171 هجرية-1758 ميلادية, وبناه مواطن مغربي الأصل يدعي الشيخ عبد الباقي الشوربجي, ابن الراحل محمد الشرنوبي الشهير نسبه بزقوقج. وعقب الفتح الإسلامي بني بالإسكندرية عدد كبير من الأضرحة والمساجد التي تهدمت مع الوقت فيما بني في أماكنها مساجد أخري مثلما كانت الحال مع مسجد عمرو بن العاص أول مساجد المدينة التي يعتقد أنه يقع في مكان مسجد العمري بمنطقة المنشية في الوقت الحالي. وكشفت أعمال الترميم التي جرت مؤخرا بالمسجد لإنقاذه وإعادته للحياة عن وجود عناصر زخرفية إسلامية رائعة الجمال ترجع لأكثر من252 عاما, لم تكن ظاهرة للعين حيث كانت مختفية تحت عشر طبقات من الدهان وكان قد ورد ذكرها في الوثيقة التاريخية لإنشاء المسجد. وأوضح الدكتور حسام الدين عبد الباسط الباحث الأثري بمديرية آثار الإسكندرية أنه عندما أزيلت الدهانات الحديثة وجري معالجة العناصر الزخرفية التي تم الكشف عنها وصيانتها وعزله تم الكشف عن التجاليد الخشبية الزخرفية التي كانت تحيط بشبابيك المسجد وإعادتها إلي حالتها الأولي حيث كانت جدران الشبابيك مبطنة من الداخل بكسوات خشبية عليها عناصر زخرفية قديمة ونادرة. ولفت إلي أن عملية الترميم تلك تمت تحت إشراف المجلس الأعلي للآثار وتكلفت نحو30 مليون جنيه. وعن تصميم المسجد أشار إلي أنه يتكون من طابقين فهو مسجد معلق, الطابق الأرضي يشغله مجموعة من الحوانيت للصرف من ريعها علي المسجد, و ميضأة للمياه ومحلان يستخدمان بيت القهوة أما الطابق العلوي فهومكون من ثلاثة خرجات تحيط بالمسجد عدا الجهة الجنوبية القبلة, وجميعها مسقوفة بالخشب, وبالطابق العلوي بيت الصلاة